خبر الحوار الفلسطيني يراوح مكانه بانتظار محادثات سليمان في واشنطن

الساعة 05:09 م|17 مارس 2009

فلسطين اليوم: وكالات

يراوح الحوار الوطني الفلسطيني المستمر في القاهرة منذ ثمانية أيام مكانه بانتظار محادثات يجريها رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان في واشنطن لإقناع الإدارة الأمريكية بتليين شروطها للتعامل مع حكومة توافق وطني.

 

وقال مصدر مصري مطلع إن اللواء عمر سليمان يقوم حاليا بزيارة إلى واشنطن لإجراء محادثات مع المسئولين الأمريكيين حول إمكانية قبولهم بصيغة للبرنامج السياسي لحكومة وفاق وطني فلسطينية تحظى بقبول حركة حماس التي ترفض تضمين هذا البرنامج أي عبارة تنطوي على اعتراف بإسرائيل.

 

وصرح القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عضو وفدها إلى الحوار الوطني الفلسطيني كايد الغول بأن مصر تركز في الوقت الراهن جهودها مع الإطراف الخارجية، وخصوصا الإدارة الأمريكية التي وضعت اشتراطات تتعلق بالبرنامج السياسي لحكومة التوافق الوطني التي يجري التفاوض حول تشكيلها في العاصمة المصرية.

 

وأضاف:" وفد فتح إلى الحوار الوطني قال بوضوح إن للمجتمع الدولي والإدارة الأمريكية شروطا للتعامل مع أي حكومة توافق وهي الشروط التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية" وخصوصا الاعتراف بإسرائيل والالتزام بالاتفاقيات المبرمة معها.

 

وتابع إن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أدلت بعدة تصريحات بهذا المعنى كذلك ومصر تبذل جهودا في هذا السياق".

 

وفي الرابع من الشهر الجاري، قالت كلينتون خلال زيارة للقدس إن واشنطن سترفض العمل مع حكومة فلسطينية تضم حماس إذا لم تعترف هذه الأخيرة بإسرائيل وتتخلى عن العنف.

 

وردا على سؤال لمعرفة ما إذا كانت واشنطن ستتعاون مع حكومة وحدة وطنية فلسطينية إذا تمسكت حماس بمواقفها، قالت " لا وكنا قلنا ذلك بوضوح".

 

وأضافت "إذا تشكلت حكومة وحدة تضم حماس فإننا نتوقع من حماس أن تحترم المبادئ التي وضعتها اللجنة الرباعية (الأمم المتحدة، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا) والتي لم تتغير: على حماس التخلي عن العنف والاعتراف بإسرائيل والقبول بالالتزامات التي قطعتها منظمة التحرير الفلسطينية".

 

وكان رئيس وفد الجبهة الشعبية إلى الحوار الفلسطيني عبد الرحيم ملوح قال إن المناقشات تدور حول التعبيرات التي ستستخدم في الصيغة الانكليزية للاتفاق.

 

ومنذ أن بدأ الحوار الفلسطيني في العاشر من الشهر الجاري فان العقدة الرئيسية، حسب المشاركين فيه، هي البرنامج السياسي للحكومة إذ تصر حماس على تضمنيه عبارة تؤكد التعهد بـ "الوفاء" بالتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، بما فيها الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، بينما تتمسك حركة فتح بضرورة أن ينص البرنامج صراحة على "التقيد" بهذه الالتزامات.

 

وأكد مسؤولو فتح أكثر من مرة منذ بدء الحوار أن موقفهم نابع من أن هذه الحكومة ينبغي أن تحظى بقبول المجتمع الدولي حتى يتسنى لها انجاز واحدة من المهام الرئيسية الثلاث الموكلة إليها وهي إعادة اعمار غزة.

 

ووفقا للوفود المشاركة، فان حكومة التوافق التي قد يتم تشكليها ستكون ذات طبع انتقالي وستكلف، إضافة إلى إعادة اعمار غزة، بالإعداد للانتخابات رئاسية وتشريعية في يناير 2010 وتوحيد المؤسسات الفلسطينية خصوصا الأجهزة الأمنية في الضفة وغزة لإنهاء أثار الانقسام الذي تشهده الساحة الفلسطينية منذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة في يونيو 2007.

 

وأوضح كايد الغول أن أربعا من لجان الحوار عقدت اجتماعات ليل الاثنين/الثلاثاء ولكنها لم تحرز أي تقدم ملمحا إلى أنه سيكون من الأسهل التوصل إلى تسويات بشان عدة نقاط خلافية إذا ما تم حل عقدة البرنامج السياسي للحكومة.

 

وقال إن "لجنة الانتخابات ناقشت الليلة الماضية مجددا موضوع القانون الانتخابي ونسبة الحسم (الحد الأدني من أصوات الناخبين التي ينبغي أن يحصل عليها أي تنظيم فلسطيني ليتم تمثيله في المجلس التشريعي) ولم يحدث أي تقدم وتقرر إرجاء إعمالها إلى أن تنتهي لجنة الحكومة من أعمالها لان هذا سيسهل الأمور".

 

وأكد الغول أن اللجان المكلفة ببحث تشكيل الحكومة وإعادة هيكلة منظمة التحرير وإعادة تنظيم الأجهزة الأمنية اجتمعت كذلك الليلة الماضية "من دون إحراز أي تقدم كذلك".

 

وبات الخلاف في لجنة الانتخابات ينحصر في نقطتين هما القانون الانتخابي هل سيكون قانون القائمة النسبية المطلقة كما تريد فتح ام النظام المختلط الذي يتضمن قائمة نسبية ودوائر فردية كما تقترح حماس. كما يوجد خلاف في اللجنة نفسها حول "نسبة الحسم" إذ ترغب الفصائل الصغيرة في أن تكون هذه النسبة متدنية وإلا تتجاوز 1% .

 

أما لجنة الأمن، فالخلاف فيها يتعلق أساسا بتبعية الأجهزة الأمنية الرئيسية مثل المخابرات والأمن العام، هل تكون لرئيس السلطة الفلسطينية ام لرئيس الوزراء.

 

ويدور الخلاف في لجنة الانتخابات حول المرجعية الفلسطينية التي سيتم تشكيلها إلى حين إعادة هيكلة المنظمة وإجراء انتخابات جديدة للمجلس الوطني الفلسطيني بمشاركة حماس والجهاد الإسلامي والمبادرة الوطنية (التي يتزعمها مصطفى البرغوثي).