"الفجر العظيم".. مبادرة أرقت الاحتلال وأعادت البوصلة نحو الأقصى

الساعة 12:35 م|11 مارس 2021

فلسطين اليوم

يحاول الفلسطينيون فضح جرائم الاحتلال "الإسرائيلي" في المسجد الإبراهيمي في الخليل والمسجد الأقصى في القدس المحتلة، والمحاولات التهويدية، بالتأكيد على الحق الفلسطيني فيهما، من خلال كل السبل والتي كان آخرها انطلاق مبادرة عرفت باسم "الفجر العظيم".

ووجدت الحملة التي انتقلت من مدينة الخليل للمسجد الأقصى فجر العاشر من يناير/كانون ثاني 2020، إقبالاً وتعطشاً كبيراً من قبل المقدسيين، كتعطش الأرض القاحلة إلى الماء، لينطلق الآلاف من المصليين المقدسيين معلنين بداية صحوة أرقت الاحتلال وأعادت البوصلة نحو القدس والأقصى.

البوصلة نحو الأقصى

وتصدر الشباب المقدسي المبادرة، وأبدعوها وطوروها إلى أن أصبحت مصدر أرق لحكومة الاحتلال والمجموعات الاستيطانية التي أرادت لنفسها الاستفراد بالأقصى واعتقدت بأن اللحظة قد آنت بالشروع في خططها التهويدية.

ويرى الباحث في مؤسسة القدس الدولية علي إبراهيم أن مبادرة الفجر العظيم أسهمت في رفد المسجد الأقصى بالمصلين، مشيرًا أن تعامل الاحتلال القمعي معها، يؤكد النجاح الذي استطاعت تحقيقه، وهو نجاح لا ينحصر بوقت أو أسبوع محدد.

واستعرض الباحث إبراهيم عدة إنجازات للمبادرة وفي مقدمتها تعزيز الرباط والوجود في المسجد الإبراهيمي والمسجد الأقصى المبارك، لافتًا أن هذا الرباط لم يتراجع في الأقصى بتراجع شعبي بل بفعل الاحتلال واعتداءاته.

وقال إبراهيم: "أسهمت المبادرة في إعادة الفعل للجماهير الفلسطينية على إثر محاولات الاحتلال المتتالية الالتفاف على هبة باب الرحمة، وقد استطاعت هذه الجماهير تأكيد موقفها في الدفاع عن الأقصى".

واعتبر أن المبادرة أعادت فلسطيني المناطق المحتلة عام 1948 إلى مشهد الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك بشكل جلي، عبر مشاركة المئات في أسابيع الفجر العظيم.

وأضاف بأن من ثمار "الفجر العظيم" عودة الاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال، من خلال مواجهته في ساحات المسجد الأقصى، إثر اقتحامها بعد أداء صلاة الفجر، ورفض سياسة الاعتقال التي شملت العشرات من الناشطين والمرابطين

مبادرة متجددة

واعتبر الباحث إبراهيم أنه على رغم مرور قرابة العام على مبادرة الفجر العظيم وتعطلها بسبب جائحة كورونا، إلا أنها ما زالت قادرة على التجدد وتحقيق أهدافها في رفد المسجد الأقصى بالمصلين والمرابطين.

وعزا إبراهيم ذلك إلى نجاح المبادرة الذي لا يتعلق بمن شارك فيها فقط، بل بطبيعة المبادرة التي تتخذ من صلاة الفجر موعدا شبه أسبوعي لها ويوم الجمعة بما يحمله من رمزية تعبدية وإيمانية.

وقال: "لم تتوقف المبادرة لأنها استنفذت أغراضها؛ بل نتيجة الظرف العام الذي مرت على المدينة المحتلة وتطبيق الاحتلال إجراءات صارمة حدت من تحرك الفلسطينيين عامة، وقد عادت المبادرة إثر تراجع الاحتلال بتطبيق هذه القيود".

وأكد أن الجماهير الفلسطينية قادرة على إعادة إطلاق المبادرة وتصدير مشهد التلاحم الشعبي مع الأقصى عندما تقتضي الحاجة إليها.

وتابع: "مع القراءات الدقيقة لمبادرة الفجر العظيم نجد إنها لم تستنفذ أهدافها بعد، فهي قادرة على الانبعاث والتجدد إذ تتلازم مع نقاط القوة في الأقصى من عمارة المصلين والفروض العبادية والقدرة الجماهيرية على الحشد والوصول".

وسعت حكومة الاحتلال والمجموعات الاستيطانية منع الزحف البشري المتدفق والمتمثل بالحشد في القدس، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل، لتمتلئ ساحات الأقصى أغلب الأوقات بالمصلين ولا سيما أيام الجمعة التي سبقت تفشي وباء كورونا.

الضفة تُبادر

وما هي إلا أيام قليلة حتى تلقف الشباب المسلم في مساجد الضفة المبادرة وبدأت تتسلل حتى دخلت كل المدن، لتطال العشرات من المساجد في المدن والقرى والمخيمات التي امتلأت عن بكرة أبيها وعجت بصفوف المصلين.

صحوة الفجر تلك، دقت ناقوس الخطر عند الاحتلال حيث انبرت وسائل الإعلام وأفردت جزءا من مساحتها الإعلامية للحديث عن المبادرة، وأبدت مخاوفها من إعادة الصحوة الإسلامية بعد تغييب القسري نتيجة سياسات الاحتلال.

ومن جانبه قال الدكتور خالد علوان المحاضر في كلية الشريعة بجامعة النجاح الوطنية، إن "الفجر العظيم" أحيا كثيرًا من الرمزيات والمعاني التي غابت عن الساحة الفلسطينية لعدة سنوات.

وأضاف علوان: "بلا شك بأنه كان لهذا الحراك الشعبي الرباني أكبر الأثر حتى على نفوس النساء في البيوت والأطفال، فأحيا في القلوب فكرة عظيمة ألا وهي صلاة الفجر وجمالها الروحي والنفسي".

وتابع: "تلك المبادرة ساهمت في إحياء فكرة الأخوة الإسلامية والأمة الواحدة والشعب الواحد، فرأينا كيف أن الفكرة انتشرت إلى الأردن ولولا كورونا لرأيناها تمتد إلى أقطار أخرى".

 

كلمات دلالية