ماذا عن تقليصات "الكابونة الصفراء"

كيف انعكست الأزمة المالية على خدمات "الأونروا" المقدمة للاجئين.. متحدثان يُجيبان؟

الساعة 03:11 م|04 مارس 2021

فلسطين اليوم

بعدما عمدت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" على تقليص خدمات المعونة الغذائية على آلاف اللاجئين في قطاع غزة، واللجوء إلى خيار "الكابونة الموحدة"، طرح ذلك تساؤلات بشأن "مدى استمرار الأزمة المالية لوكالة الغوث وانعكاساتها على اللاجئين، وعن الإجراءات المقبلة لضمان مواصلة خدمات الوكالة؟".

متحدثان، حذرا من تراجع دعم التمويل الدولي لمؤسسة "الأونروا" الأممية الذي سينعكس على العديد من الخدمات المقدمة لما يقارب لمليون و140 ألف لاجئ في غزة، بما فيها المعونة الغذائية، في وقت شهدت فيه مخيمات القطاع احتجاجات واسعة ضد التقليصات، مهددين بالتصعيد.

جاء ذلك في ورشة بعنوان "الازمة المالية لوكالة الغوث وانعكاساتها على اللاجئين" اليوم الخميس، في مقر الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) بمدينة غزة.

بدوره، نوه عدنان أبو حسنة ، المتحدث باسم وكالة الغوث الدولية "الاونروا"، من أن الوكالة تُعاني من تراجع كبير من التمويل المقدمة من الدول المانحة، منذُ سنوات، ما أدى لتراجع خدماتها في مناطق العمليات الخمس.

وأشار أبو حسنة، إلى أن "دعم المانحين للوكالة انخفض بالتوازي مع انتشار فيروس كورونا، إذ ركزت الدول على معالجة تداعيات الوباء الداخلية، لاسيما الاقتصادية والصحية"، فضلاً عن قطع الولايات المتحدة الامريكية مساعداتها المالية عن وكالة الغوث.

وفيما يتعلق بـ"الكابونة الموحدة"، أكد المتحدث، أن نحو مليون 140 ألف لاجئ في القطاع يتسلمون مواد المعونة الغذائية ضمن نظامين أولاً: الكابونة الصفراء وهي للفئات المصنفة على بند الفقر المدقع، وعددهم 650 ألف، وثانيًا الكابونة البيضاء، للفئات الفقر المطلع وعددهم 550 ألف.

وأوضح أبو حسنة، أن "الاونروا" لجأت إلى خيار "الكابونة الموحدة" مع إضافات في مواد المعونة، حديثًا، بسبب زيادة أعداد الفقراء، وتراجع التمويل، وتابع بالقول إنه "من المفترض أن يحصل جميع اللاجئين على الكابونة الصفراء"، وأن الذي يحكم في ذلك هو التمويل المقدم.

وأضاف أن وكالة الغوث أحصت أثناء عمليات بحث جديدة جميع اللاجئين المستفيدين من الكابونة في القطاع، ووجدت أن 95 في المئة انتقلوا إلى تصنيف الفقر المدقع.

وشدّد أبو حسنة على أن "الاونروا" باتت اليوم أمام خيارين: أما أن تستمر بالنظام القديم حسب التصنيفات الموجودة، أو تضم كافة المستفيدين إلى "الكابونة الموحدة"، في ظل تراجع التبرعات، وفي وقت يشهد العالم فيه تغيرات دولية وإقليمية.

وذكر أن لدى "الأونروا" الآن متوفر نحو 80 مليون دولار ضمن برنامج الطوارئ، لافتًا إلى أن خطوات الوكالة "غير كافية" لمعالجة المعضلة، وأن الموضوع لا يخلو من البعد السياسي.

وطرح تساؤلاً أنه لا يعرف "متى ستقدم المساعدات لـلأونروا وحجم التبرعات"، مشيرًا إلى أن ادارة الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب قطعت 360 مليون دولار عن وكالة الغوث.

ولفت إلى أنه في المؤتمر الدولي لـ"لأونروا" ستقدم الوكالة رؤيتها وبرامجها وخدماتها وانشطتها من خلاله للمجتمع الدولي.

كما وأكد أبو حسنة، أن المؤسسة الاممية تبذل جهدًا كبيرًا في مخاطبة المجتمع الدولي لجلب التبرعات والتمويل، وذلك لضمان استمرار تقديم الخدمات للاجئين.

حق لكل لاجئ

من جهته، حذر محمود خلف، منسق اللجنة المشتركة للاجئين، من المساس بحقوق اللاجئين، بما فيها المعونة الغذائية، معتبرًا اياها حقًا لكل لاجئ في مخيمات القطاع الثمانية.

وقال خلف: إن "هناك محاولات امريكية اسرائيلية لإلغاء الاونروا ونقل ملف اللاجئين إلى المفوضية السامية بالأمم المتحدة".

وأضاف أن ذلك يفقد ملف اللاجئين بعده السياسي، لاسيما في حق العودة.

وأكد خلف، أن الجميع في اللجان المشتركة معنيين في الحفاظ على وكالة الغوث وقوتها؛ ولكن معنيين أيضًا باستمرار دورها المحدد في تقديم الخدمات.

وفيما يتعلق بـ"الكابونة الصفراء"، جدد منسق اللجنة المشتركة، تأكيده على رفض تلك السياسات المتبعة الرامية إلى التكيف بما هو موجود.

وأشار إلى أن أعداد اللاجئين المصنفين ضمن الكابونة الصفراء كانوا 7700 ألف مستفيد، فيما كان اعداد المستفيدين من المعونة البيضاء 400 ألف، قبل ان تضمنهم "الاونروا" لاحقًا ضمن "الكابونة الموحدة".

أعرب خلف، عن مخاوفه من أن يكون هناك خلفية سياسية وراء إجراءات تقليص خدمات "الاونروا"، مشدّدًا على ضرورة معالجة التقليصات بعيدًا عن سياسة الشطب والاقتطاع.

والثلاثاء الماضي، هددت اللجان الشعبية في وقفة احتجاجية أمام مقر وكالة الغوث بمدينة غزة، بسلسلة من الاجراءات تصل لحد الإغلاق الكامل للمقرات والمسيرات الشعبية، وذلك رفضًا لسياسة تقليصات الخدمات.

كلمات دلالية