خبر يوجد لبيبي ورقة صادمة-معاريف

الساعة 11:16 ص|16 مارس 2009

بقلم: شالوم يروشالمي

(المضمون: الان يضطر نتنياهو الى أن يتوجه للفني مرة اخرى ويعرض للخطر الحكومة التي لديه في اليد. نتنياهو بدأ يشكل حكومة يمينية بقدم يسارية. الان يريد أن يقيم حكومة يسارية وان يركل اليمين. في الحالتين يدور الحديث عن عرج عسير - المصدر).

قبل ثلاثة اسابيع اقترحت على بنيامين نتنياهو على سبيل المزاح قائلا: لماذا لا تعطي تسيبي لفني سنة واحدة، وانت تأخذ لنفسك ثلاث سنوات في رئاسة الوزراء". نتنياهو رد الفكرة ردا باتا. وقال: "انا مستعد للقبول بهذا الاقتراح ولكن ينبغي أولا ان تشرق الشمس من الغرب".

ماذا حصل في هذه الاسابيع الثلاثة، التي في نهايتها وصل نتنياهو مع عقيلته الى منزل تسيبي لفني، وطرح الموضوع مجددا على الطاولة دون أن تكون وقعت تغييرات بالغة في حركة الكواكب؟ رئيس الوزراء المكلف ببساطة يرى ما يمر عليه الان ويفهم ما ينتظره في حكومة ضيقة.

فهو يرى كيف سيطر افيغدور ليبرمان على حكومته وكيف أخذ لنفسه حقائب المالية، العدل، الامن الداخل، البنى التحتية، السياحة والاستيعاب. وهو يعرف بانه متعلق به من الان فصاعدا وحتى الابد. وهو يفهم بانه يفتح لنفسه جبهة واسعة مع النخب القضائية، اليسار ووسائل الاعلام، بالضبط مثلما حصل ذات مرة. وهو يرى عن كثب انعدام الوسيلة لدى ايهود باراك. يرى الاتحاد الوطني يطالبه بحقيبة الاسكان التي وعدت بها شاس وشاس تطالبه من جديد بالمخصصات التي قلصها، والبيت اليهودي الذي يطالب بحقيبة التعليم، وسيلفان شالوم الذي يجعل له الموت، إذ هو واثق من أن وزارة الخارجية مسجلة على اسمه في الطابو. نتنياهو بات منذ الان يدير مطاردة للنواب الذين بصعوبة يعرف اسماءهم، فقط لانهم وصلوا الى الاجتماع الاحتجاجي الذي عقده سيلفان في بيته. وهو يعرف ان هذا الكابوس، الذي رافقه في الولاية السابقة سيضطر الى اجتيازه مرة اخرى.

نتنياهو يريد أن يوسع الصفوف بشكل طبيعي. المشكلة هي الاستراتيجية التي اتخذها والوضعية التي يوجد فيها في هذه اللحظة. نتنياهو فضل مسبقا احزاب اليمين ورفض نفسه بها بسلسلة من الالتزامات. وفقط بعد ان يرى الحفرة التي سقط فيها، يتوجه الى الخلف. هذه خطوة تأتي متأخرة، انطلاقا من انعدام البديل وبطريقة ما معوجة.

على نتنياهو اليوم ان يدير ظهره لكل الاتفاقات التي تحققت حتى الان وان يطلب تمديدا من رئيس الدولة، وان يفتح كل شيء من جديد، ويبدأ المفاوضات من البداية، وان يعطي لفني تناوبا ما، يكرهه جدا، زائد توزيع متساو للحقائب، والتوجه نحو تغيير دراماتيكي في الخطوط الاساس. وماذا سيحصل اذا ما تعقدت المفاوضات مع كديما؟ سيعود نتنياهو الى اذرع اليمين؟ واي اثمان سيطالبوه بها عندها؟

حتى لو نجحت الخطوة الان، فانها ستضر بنتنياهو في السياق. رئيس الوزراء المكلف سيظهر امام الجمهور كمن فشل في اقامة حكومته الطبيعية، بالضبط مثل تسيبي لفني في تشرين الاول الماضي – (وعلى ذلك نالت حقنات كثيفة من الانتقاد اللاذع من قادة الليكود). المكانة القيادية لنتنياهو في مثل هذه الحكومة ستكون مغايرة. فهو سيواجه مشاكل عسيرة، ولفني، التي ستنتقل الى موقف الانتظار في وزارة الخارجية ستكون الامل الاكبر، والجمهور سينتظر الى ان تأتي فتحل محله. هكذا ايضا تحظى بمساعدة نتنياهو لعودتها الكبيرة.

كان ينبغي لنتنياهو ان يقرر مسبقا ماذا يريد، وعندها يبني كل شيء على نحو مغاير. فهو لم يفهم، او فهم في وقت متأخر، بان لفني لا يمكنها أن تنضم الى حكومته كالاحزاب المرافقة الاخرى، بعد أن اعلنت عن نفسها منتصرة. فقد ظن ان باراك سيجلب معه حزب العمل. كما أنه لم يصدق بان لفني ستقود كديما نحو المعارضة. من ناحيته هذا الفيلم لم يكن قائما. اما الان فهو يضطر الى أن يتوجه اليها مرة اخرى ويعرض للخطر الحكومة التي لديه في اليد. نتنياهو بدأ يشكل حكومة يمينية بقدم يسارية. الان يريد أن يقيم حكومة يسارية وان يركل اليمين. في الحالتين يدور الحديث عن عرج عسير.