خبر يا اولمرت لا تخضع -هآرتس

الساعة 11:13 ص|16 مارس 2009

بقلم: ايهودا بن مئير

 (المضمون: على اولمرت ان لا يخضع للاصوات التي تطالبه بالاستسلام لمطالب حماس في صفقة التبادل لان الثمن اصعب من ان تتحمله اسرائيل لانه ياتي على حساب المستقبل - المصدر).

يبدو انه لا يوجد في اسرائيل انسان لا يتمنى ولا يتوقع ولا يبتهل لعودة جلعاد شليت الى بيته. ولكن كل انسان ذو شعور بالحد الادنى من المسؤولية، لا يستطيع الا ان يسأل نفسه عن ثمن الخضوع المطلق لابتزازات حماس.

القلب يتمزق بين التضامن العميق مع نوعم وافيفا شليت والمعاناة الفظيعة التي يعانيانها وبين الشعور بالمقت والغضب والنفور في ظل المهرجان الاعلامي والحملة الدعاوية الهستيرية التضليلية الرامية لاستمالة الراي العام والمنفلتة التي تعربد من حولهما.

ولكن واجب كل مواطن ان يتمعن بثمن الخضوع جيدا. ان وافقت دولة اسرائيل حقا على اطلاق سراح 450 مخربا – كلهم او تقريبا كلهم – الذين يظهرون في قائمة حماس، اي تلبية كل شروط هذا التنظيم ودفع كل ما يطلبه له، فهذا ثمن يصعب تحمله. ومن المهم جدا توضيح الامور حتى لا يقول احد بعد ان تتم الصفقة ، وبعد ان نجرب على جلودنا النتائج الجسيمة المترتبة على هذا الاستسلام المخزي،  بانه لم يعرف ان الامر على هذا النحو.

لا يتعلق الامر بالثمن الكامن في مجرد اطلاق سراح المخربين القتلة – تعزيز قوة حماس، والمس بقدرة اسرائيل الردعية والحاق الاذى بمشاعر العدالة وعواطف مئات الاباء والامهات الثكالى والارامل والايتام من ضحايا الارهاب، والمخاطرة بموجة ارهابية جديدة في المستقبل والحاق ضرر فادح في مكافحة الارهاب واولئك الذين يخوضونها. هذا الثمن، الذي هو ثمن صعب وشديد الوقع، سنضطر لدفعه على اية حال، ومن الواضح من الان ان اسرائيل مستعدة وعن حق او من دون حق لدفعه. ولكن هناك فرق جوهري عميق بين اطلاق سراح مئات المخربين وبين الخضوع المطلق لاملاءات حماس.

مطلب "باي ثمن" والقول انه "لا يوجد فرق بين 350 او 450 مخربا" مثير للغضب ويتسم بالحماقة والخطورة بدرجة لا توصف. هناك فرق بين اطلاق سراح المخربين الذين قضوا خيرة سنوات عمرهم في السجن الاسرائيلي وبين اطلاق سراح مخططين للعمليات الصعبة بعد قضائهم لعامين او ثلاثة اعوام في السجن فقط.

الثمن المترتب على مجرد قبول املاءات حماس هو ثمن فادح باضعاف مضاعفة. هذا ثمن يدفع على المستوى المعنوي – النفسي والرسالة التي يتضمنها بالنسبة لحماس وللمنظمات الارهابية الاخرى ولايران والفلسطينيين والعرب جميعا في المنطقة كلها. الرسالة هي ان هذ الشعب عرضة لاي ابتزاز وان ضعف العزيمة ووهن العقل قد تفشيا به، وانه فقد قدرته على الصمود التي تميز بها. هذا الخضوع سيزيد من قوة حماس بدرجة لا توصف – منظمة ارهابية دموية ترغب بالقضاء علينا – وسيجر من وراءه موجة من عمليات الاختطاف سواء في البلاد او في الخارج. الخضوع لكل مطالب حماس سيزج باسرائيل في رواق انزلاقي نهايته معروفة.

انا اصغر من ان افهم من اين يستمدون الحق الاخلاقي لاطلاق سراح جندي اسير واحد بثمن مستقبلي شبه مؤكد سيحصد ارواح العشرات وربما المئات من المدنيين من الكهول والنساء والرضع. ومن اين يستمد هؤلاء الحق الاخلاقي بالضحك في وجوه مقاتلي جهاز الامن العام الشاباك والجيش الاسرائيلي – هم جنود ايضا – الذين يخاطرون بارواحهم في كل يوم لالقاء القبض على هؤلاء القتلة.

ان كان الامر يتعلق بصفقة معقولة فان الجمهور سيؤيدها. وان لم يكن الامر كذلك – فيجب ان نقول لرئيس الوزراء الذي يقف وحده ليسد هذه الثغرة، ان لا تستسلم ولا تخضع؟