صحيفة عبرية: ماذا ينتظر الائتلاف المناهض لنتنياهو؟

الساعة 09:59 م|25 فبراير 2021

فلسطين اليوم

إحدى الظواهر الكريهة التي تميز حملات الانتخابات الأخيرة هي الحديث عن تصويت استراتيجي. وكأن هناك صيغة رياضية تحسب فرص رفع أعداد الأصوات وتعزيز الكتلة التي يعدّ العنصر الأيديولوجي فيها هامشياً. هذا يحصل على جانبي الخريطة السياسية، ولكنه يتجاوز الأحزاب الأصولية التي تنسجم فيها الاستراتيجية والأيديولوجية.

 

ظاهراً، في معسكر “فقط بيبي” المسألة منتهية تماماً. فقد “هندس” نتنياهو البيت اليهودي، “نوعام” و”عوتصما يهوديت”، كي يقلص ضياع الأصوات في كتلة اليمين، وفي اللحظة الأخيرة سيجذب إليه مقعداً أو مقعدين من بينيت وساعر. لن يكون مفاجئاً إذا ما دخل ايتمار بن غبير في اليوم التالي للانتخابات برأس مرفوع من الباب الرئيس إلى العصبة الأولى في ديوان رئيس الوزراء. السذج الذين لا صلاح لهم هم فقط من يصدقون نتنياهو بأن بن غبير لن يكون عضواً في حكومته. إذا كان سيمنح الإصبع الـ 61 لائتلاف نتنياهو، فسيكون الذيل الذي يهز “حكومة يمين أعلى كاملة”. بهذا المفهوم، فإنك إذا صوت لنتنياهو، فستحصل على بن غبير.

 

من الجانب الآخر، تجري معارك على حدود نسبة الحسم. أساس الضغط يمارس على بيني غانتس كي ينسحب. في الانتخابات السابقة، علق مصوتو اليسار – الوسط عليه الأمل بتغيير نتنياهو. أما الآن فيشيرون إليه كمن يعرض المعسكر للخطر. غانتس حالة كلاسيكية لزعيم كان طريقه إلى الجحيم السياسي مبلطاً بالنوايا الحسنة. وقد ربح باستقامة كل ما يقال عنه. كانت لديه معلومات استخبارية في الزمن الحقيقي، ولكنه اختار أن يتجاهل كل تحذيرات “مصابي بيبي” ودخل بعيون مفتوحة إلى الفخ الذي أعده له نتنياهو.

 

في المقابلات التي منحها غانتس هذا الأسبوع، عرض نفسه كبطل تراجيدي. مقاتل قفز على القنبلة اليدوية كي ينقذ دولة إسرائيل من انتخابات رابعة. وهو مقتنع بأنه “أخذ” من نتنياهو نصف حكومة، وقرر جدول أعمال، وحمى جهاز القضاء ومنع الضم. والآن مهمته إحباط “مؤامرة نيسان” التي يعدها نتنياهو: “إلغاء المحاكمة، وإقالة المستشار القانوني والبقاء هنا إلى الأبد”. يرفض غانتس أخذ المسؤولية عن أن القنبلة في نهاية المطاف أفلتت منه، وتدحرجت وتفجرت لمؤيديه في الوجود. وهو يتنكر إلى أنه شكل أنبوب تنفس لمواصلة حكم نتنياهو.

 

وقع هذا الأسبوع 130 مسؤولاً كبيراً في جهاز الأمن على عريضة تحت عنوان “بيني حتى هنا!”ودعوه للانسحاب من السباق كي لا تضيع أصوات “معسكر التغيير”. قد يكونوا محقين. استراتيجية “سبق أن قلنا”. والكثير جداً من السياسيين ارتكبوا أخطاء، ولن نقول كذبوا، بل خدعوا، ونكثوا الوعود وجعلوا السياسة موضعاً للحفر فيه، ومع ذلك حظوا بثقة الجمهور. وليس غانتس أسوأهم بالتأكيد، ومع ذلك فهو كيس ضربات مريح. كل من رأى فيه مسيحاً يتعاطى معه الآن كرجل عنيد يتمسك بقرون المذبح.

 

في الوقت الذي يركز فيه معارضو المتهم في بلفور على نزع الشرعية عن غانتس، يبني نتنياهو ائتلافه التالي. أوائل من وقع على كتاب الولاء لنتنياهو هم رؤساء الأحزاب الأصولية، والانتهازيون المعروفون. سموتريتش يستعرض العضلات كي ينزع من نتنياهو وعداً بالضم أو كذبة ما أخرى، ولكنه سيوقع أيضاً.

 

يمكن للمهرجان السياسي أن يتواصل إلى أجل غير مسمى، ولكن في عالم موازٍ، تغرق دولة إسرائيل. دعكم من تبجحات نتنياهو (أوائل من أغلقوا السماء، والأوائل في التطعيمات، والأوائل للخروج من الأزمة)، فمن خلف كمامات كورونا تختبئ متلازمة الثلاثة – الاكتئاب، والترنح، والقلق: الاكتئاب بسبب ما حصل حتى الآن، والترنح أمام الواقع اليومي، والقلق من المستقبل. في اليوم التالي للانتخابات، عندما يهدأ الضجيج السياسي ويصحو مواطنو إسرائيل، سيكتشفون مؤخراً بأنهم يعيشون في دولة أفلست من كل جانب – اقتصادياً، اجتماعياً وأخلاقياً. إذا لم يصحُ المعسكر المضاد لبيبي ويبلور مخططاً لتعاون ائتلافي، فستفلت فرصة استبدال نتنياهو من بين الأصابع.

بقلم: أوريت لفي – نسيئيل