خبر غزة: عائلات لا تزال تخشى العودة إلى منازلها

الساعة 04:26 ص|16 مارس 2009

فلسطين اليوم – قسم المتابعة

لم تصبح زوجة محمد العطار وأبناؤها الصغار مؤهلين نفسياً بعد للعودة إلى مسكنهم في حي العطاطرة، الذي تعرض للاجتياح الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة.

ويواصل العطار وعائلته متوسطة العدد استئجار إحدى الشقق السكنية وسط مدينة غزة رغم جاهزية شقته للسكن في المنطقة الحدودية.

ويعزو العطار (28 عاماً) قراره بالبقاء في وسط مدينة غزة إلى تخوفه من تجدد العدوان وعدم رغبته في عيش حالة من القلق والخوف.

وقال العطار: يكفي ما تعرضت له العائلة في الأيام الأولى للعدوان عندما اضطررنا لمغادرة المنطقة مشياً وسط إطلاق النار.

وأضاف العطار الذي بالكاد يحصل إيجار الشقة، إن زوجته تصر على عدم العودة إلى مسكنها الأصلي في المنطقة التي تعرضت لدمار هائل، مشيراً إلى أن الدمار طال منزله بشكل جزئي.

وأوضح أنه يذهب إلى شقته الواقعة في بناية يمتلكها والده واخوانه مرة في الأسبوع، وفي وضح النهار فقط.

ويقتنع العطار بأن الحرب لم تنته بعد ويمكن أن يعود جيش الاحتلال للمنطقة نفسها في أية لحظة، مشيراً إلى أن الأوضاع الأمنية واستمرار إطلاق بعض الصواريخ وتحليق الطائرات في المنطقة لم ينته.

وأشار إلى أنه سيعود إلى منزله حينما يتم إبرام تهدئة بين الطرفين بشكل رسمي، وقال "أما الآن فأنا في غنى عن المزيد من المشاكل والآلام".

ولفت العطار إلى تعرضه للاعتقال على يد قوات الاحتلال خلال اجتياح عام 2006 عندما دهمت قوة إسرائيلية منزله، معتبرا أن ذلك كان خطأ كبيرا من جانبه لعدم مغادرته المكان.

وقال إنه دفع ثمنا كبيرا لبقائه في منزله بعد أن تم اعتقاله لعدة أيام في معتقل النقب، وتشردت زوجته وأبناؤه دون أن يعرف عن مصيرهم شيئا، مؤكدا أنه لا يريد أن يكرر تلك التجربة الصعبة.

ويستعرض العطار المآسي التي تعرضت لها عائلته التي تشكل الغالبية في الحي الواقع إلى الشمال الغربي من مدينة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إذ فقدت تلك العائلة العشرات من أبنائها ما بين شهداء وجرحى وأسرى، إضافة إلى خسائر مادية تقدر بعشرات ملايين الدولارات.

ولا يزال الكثير من المواطنين الذين غادروا منازلهم في المناطق التي تعرضت للدمار والاجتياح يخشون العودة تخوفاً من غدر قوات الاحتلال، كما هو الحال مع رأفت دردونة من حي السلام شرق بلدة جباليا، الذي تعرض منزله للتدمير أثناء الحرب.

ولا يزال دردونة يمكث في منزل أخيه الواقع غرب البلدة، معتبرا أن الحديث عن هدوء شامل وانتهاء الحرب ضرب من الخيال.

ويتفقد دردونة منزله الذي تضرر بشكل طفيف ثم يعود ليلا للمبيت في منزل أخيه.

وقال إنه قرر الاستمرار في الابتعاد عن منزله تحقيقا لرغبة أبنائه الذين لا يزالون يعانون من صدمات نفسية بسبب ما شاهدوه أثناء فترة الحرب، التي أودت بحياة اثنين من أبناء عمومته المجاورين لمنزله.

ويؤكد دردونة، في منتصف الثلاثينيات من العمر، أنه يعاني بشكل كبير نظرا لابتعاده عن منزله ويتمنى أن تعود عائلته في القريب العاجل للاستقرار في منزله الذي غادره ثاني يوم من الحرب البرية بعد أن اشتدت المعارك في المنطقة التي دمرت بشكل كامل.

ولفت إلى أن الكثير من أبناء الحي الذي يتوسطه مخيم للاجئين الجدد لا يزالون يرفضون فكرة العودة إلى منازلهم في هذا الوضع الأمني غير المستقر، مضيفاً إن أي شخص يذهب إلى الحي بإمكانه مشاهدة الدبابات الإسرائيلية تجوب الحدود ليلاً ونهاراً

- صحيفة الايام