الإعلام الأمني"... ضرورة حتمية لتعزيز منظومة الأمن في المجتمع

الساعة 10:13 ص|24 فبراير 2021

فلسطين اليوم

سماح الأيوبي

إن الإعلام مرتبط أشد الارتباط بالأمن الوطني، إذ لم يعد تأثير الإعلام محلياً بل أصبح كونياً، كما لم يعد تقليدياً يركز على الدعاية والأخبار المحلية، بل تعداه إلى مجالات جديدة كان أهمها المجالات الأمنية.

وأصبح الإعلام وسيلةً رئيسيةً من وسائل التحكم، ومظهراً من مظاهر القوة والسيادة بعد أن تطورت نظم وسائل الاتصال، بما في ذلك الإعلام الأمني الذي يقوم بدوره في ترسيخ أمن واستقرار المجتمعات، ويمتلك غايةً إعلاميةً وقائيةً واجتماعية.

وبالرغم من أهمية الإعلام الأمني الكبيرة، إلا أنه لا يتم تناوله في برامج إعلامية مُخصصة، باستثناء برنامج بالمرصاد المهتم بالشأن الأمني والذي يبث على قناة القدس اليوم.

المرصاد

ففي حديث مع الإعلامي، أحمد الرقب، مُقدم برنامج بالمرصاد، أوضح أن برنامج "بالمرصاد" هو البرنامج الوحيد الذي يطرح ويناقش القضايا والموضوعات الأمنية،  التي تعمل على تعزيز التوعية الأمنية المجتمعية، وزيادة الثقافة الأمنية عند أبناء شعبنا بالدرجة الأولى، وأبناء أمتنا بالوطن العربي.

وقال: "لأننا ومن واجبنا اتجاه شعبنا الفلسطيني، وجدنا أنه لابد من تخصيص وإبراز الدور الهام للإعلام الأمني، من خلال كشف الأساليب التي تستخدمها أجهزة أمن العدو ولاسيما الشاباك اتجاه أبناء شعبنا، ومن جانب آخر التوعية الأمنية بمجالاته المختلفة، منها الأمن التقني، والأمن المقاوم، والأمن المجتمعي والأسري، والقضايا التي بحاجة لها المجتمع ، ولأن وسائل الإعلام الأمني ساهمت وبشكل كبير في ذلك فكان هذا الاهتمام وهذا البرنامج."

وأشار الرقب في حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": إلى أن البرنامج يتناول كل أسبوع موضوع أمني وذلك على مدار عام مضى ولا زال مستمر بذلك.

وأكد بقوله: "بحمد الله استطعنا أن نبني لنا قاعدة جماهيرية من المتابعين من أبناء شعبنا، وقد كان واضح هذا الأمر من خلال الاستفسارات الملاحظات  الامنية التي نتلقاها من المواطنين  عبر المحادثات الداخلية عبر صفحة الفيس بوك الخاصة بي، أو الصفحات التي ننشر عليها حلقات البرنامج الأسبوعية، أيضاً من خلال الثناء والشكر الذي يقدمه لنا شخصيات أمنية وازنة، تعمل في المجال الأمني تحمل بين طياتها أهمية هذا البرنامج وموضوعاته، وأيضاً بث البرنامج بشكل صوتي عبر إذاعتي صوت القدس والأسرى، ساهم بنشر البرنامج بين فئات شعبنا الحبيب."

ونوّه إلى أن الإعلام الأمني يعد نمطاً من أنماط الإعلام الهادف لخدمة المجتمع، وأحد الموضوعات العصرية المهمة ، ولا سيما بعد التطور الهائل في وسائل الاتصال والمعلومات، بعد أن اتسعت مجالات استخدام الإعلام، لتشمل موضوعات مهمة يعتبر الإعلام الأمني من أهمها، ويلعب دور كبير في تعزيز التوعية الأمنية من خلال طرح ومتابعة القضايا الأمنية في المجتمع، ورصد تطوراتها من خلال نشر رسائل إعلامية توعوية، تهدف للتقليل من آثار الظواهر الامنية المختلفة.

وفي نهاية الحديث تمنى الرقب، زيادة المساحة الإعلامية للقضايا الأمنية من خلال البرامج واللقاءات التي تهتم بها.

وعلى غرار الأنواع العديدة من الإعلام المتخصص، يكتسب الإعلام الأمني أهمية كبيرة، لاسيما اهتمامه بالموضوعات المتعلقة بسلامة أمن المجتمع النفسي والفكري وحفظ كرامته.

التثقيف العام

وقال، حيدر المصدر، الباحث في مجال الدعاية والإعلام السياسي، " إن الإعلام الأمني حالياً لا يتعدى مجال التثقيف العام، من خلال إبراز خطورة الممارسات الدعائية للاحتلال على مواقع الشبكات الاجتماعية، ولكن التثقيف بحد ذاته غير كافٍ إذ ينقصه العمق والفهم الشامل لكيفية عمل الدعاية، وبالتالي توضيح آثارها على مستوى العقل الفلسطيني دون الارتباط فقط بالتداعيات الأمنية المباشرة مثل الإسقاط."

وأوضح المصدر لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، "خلال الملاحظة يجري التعامل مع الشائعات بطريقة تقليدية بحتة، كالإشارة المباشرة إلى زيف المعلومات دون أن يتعدى ذلك باتجاه إجراءات أكثر تطوراً وفاعلية."

ونبّه إلى أنه غير مطلوب من المواطن العادي امتلاك مهارات محددة للتعامل مع المعلومات الامنية، باستثناء ما يتعلق بالثقافة العامة.

وقال المصدر: "يُفترض في النقل عن إعلام الاحتلال كالمترجمين والمختصين، امتلاك وعي كاف بالمعلومات الصالحة للنشر من عدمه، وإلا تلقى المعلومات على صفحاتهم الخاصة دون رقابة ذاتية."

وتابع:"ذات الأمر يسري على وسائل إعلامنا بالتعامل الحذر مع كل ما يصدر عن الاحتلال وإلا تتحول إلى ممرات سهلة للرواية دون تمحيص وتحليل مسبق."

وتزداد التحديات على الإعلام الأمني، لاسيما بعد التطور الهائل في وسائل الاتصال والمعلومات واستغلال الاحتلال الصهيوني لذلك في تدعيم روايته الدعائية والمضللة.

كلمات دلالية