رسالة الشيخ كتبت بالحبر السري

الساعة 09:40 ص|23 فبراير 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

بعثت السلطة الفلسطينية برسالة للإدارة الأمريكية مفادها أن الفصائل الفلسطينية ملتزمة بحل دولة فلسطينية على حدود العام "1967, وأرسلت الرسالة من قبل وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ الى مسؤول ملف فلسطين/إسرائيل في الخارجية الأمريكية هادي عمرو حول الانتخابات والالتزامات التي نصت عليها التعديلات في القانون الأساسي, ونصت الرسالة على التزام منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية غير التابعة لها ( حماس – الجهاد الاسلامي) بشأن الالتزام بمعايير القانون الدولي, والالتزام بدولة فلسطينية على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية. والالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المظلة السياسية والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني, والالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات, والالتزام بالمقاومة الشعبية (سلمية), وكل هذا الطرح الذي يتحدث به حسين الشيخ يتناقض مع ثوابت شعبنا وحقه في تقرير مصير واقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

هذه الرسالة بعث بها حسين الشيخ دون مشاورة او مناقشة مع الفصائل الفلسطينية وكأنها كتبت بالحبر السري لأنها لا تعبر عن موقف الفصائل الفلسطينية, توضع في دائرة زيادة الفرقة والاختلاف بين موقف السلطة وحركة فتح, وموقف الفصائل الفلسطينية, فالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قالت انه لا يحق لأي أحد؛ شخص أو مؤسسة أن تصدر بإسم المجموع الوطني أية مواقف يفهم منها التنازل عن أي جزء من تراب فلسطين التاريخية, وقالت الشعبية ان الهدف المرحلي الذي تحدد بالدولة والعودة وتقرير المصير لا يعني بالنسبة لها بأي حال من الأحوال تجاوز حق الشعب الفلسطيني في أرضه كاملة، بحدودها التاريخية من بحرها جنوبًا إلى نهرها شرقًا وأوضحت ان نضال شعبنا الفلسطيني وكفاحه الوطني؛ سيستمر إلى أن يحقق كامل أهدافه الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس, وهذا الموقف لا ينسجم مع ما تضمنته رسالة حسين الشيخ التب بعث بها للإدارة الامريكية.

حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قالت ان الرسالة التي أرسلتها السلطة الفلسطينية للإدارة الأمريكية والتي تختزل الحق الفلسطيني في الأراضي المحتلة عام 1967, وأكدت الحركة في بيان صحفي، مساء امس الأحد، أنه لا صلة لها بما ورد في الرسالة المذكورة، مشددة أنها لم تخول أحداً بالتنازل عن أي ذرة من تراب أرض فلسطين التاريخية, فما عبر عنه حسين الشيخ يمثل فيه نفسه ومن خوله بذلك, اما حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين فلها ثوابتها التي لن تحيد عنها, ففلسطين التاريخية من نهرها لبحرها حق لنا, والقدس المحتلة بشرقيها وغربيها هي عاصمة دولة فلسطين, ومنظمة التحرير الفلسطينية تمثل الكل الفلسطيني عندما يعاد تشكيلها وفق الاجماع الوطني على ضرورة اعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني, وضم حماس والجهاد الاسلامي اليها, اما المقاومة بكافة اشكالها, وعلى رأسها المقاومة المسلحة فهي حق اصيل لشعبنا لا يمكن المساومة عليه او التفريط فيه, وهو اقصر الطرق للوصول الى الهدف التي لطالما ناضل شعبنا من اجلها.

فتح بدأت تستثمر موقف الفصائل في القاهرة لتمرير سياستها التي تستند الى مسار التسوية و "الاستسلام" ويبدو انها اعتبرت موقف الفصائل في حوارات القاهرة يخدمها فأرادت استثماره في غير موضعه, فالفصائل التزمت الصمت واجلت طرح القضايا الى اجتماعات مارس المقبل, استجابة لرغبة مصر في انجاح الحوار بالتوافق اولا على اجراء الانتخابات وفق المرسوم الرئاسي , واي قضايا اخرى يتم تأجيلها لحوارات مارس القادم, تلك الحوارات التي بدأت السلطة وحركة فتح بإرسال ايحاءات بوقفها, فعزام الاحمد قال مخاطبا الفصائل "كفانا اجتماعات" الامر يعطي ايحاء بإمكانية تجاوز اجتماع اذار المقبل, والبدء بالانتخابات التشريعية التي ستفرز من يمثل الشعب الفلسطيني, وفي هذه الحالة يمكن لأي فصيل ان يحرز تقدم في الانتخابات ان يطبق سياسته وفق رؤيته المناسبة, وهذا الامر فيه التفاف على حقوق ومكتسبات ناضل شعبنا الفلسطيني من اجلها, فهناك ثوابت لا يجوز لأي حركة او حزب او شخص التفريط فيها لأنها حق اصيل لشعبنا.

إن مبدأ المشاركة في صياغة القرار السياسي الفلسطيني وصنعه, هو اللبنة الاولى التي يمكن البناء عليها لحل الخلافات, اما تلك القرارات الفردية والتي يكتبها افراد او احزاب او جماعات بالحبر السري, فهي لا تعبر عن المجموع الوطني الفلسطيني, ولا تعبر عن مواقف شعبنا, وتزيد من الفجوة بين شرائح شعبنا فلا للسياسة "الحبر السري".

كلمات دلالية