شارع الشهداء.. مخططات استيطانية لتضيّق الخناق على المواطنين

الساعة 03:33 م|22 فبراير 2021

فلسطين اليوم

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عمليات حفر وتمديدات بنية تحتية استيطانية، خلف محطة الحافلات المركزية "الكراج القديم" داخل شارع الشهداء وسط البلدة القديمة في مدينة الخليل.

وقال مدير عام لجنة إعمار الخليل عماد حمدان اليوم الاثنين، إن سلطات الاحتلال باشرت بعمليات حفر بآليات ثقيلة خلف المحطة، من أجل توسيع معسكر للجيش المقام على أراضي المواطنين وسط الخليل.

وفي ظل العمليات الاستيطانية يقوم الاحتلال بتضييق الخناق على المواطنين ومنعهم حتى من ترميم منازلهم أو منشآتهم في المنطقة.

تضييق وأطماع

بدوره أكد المواطن سمير القصراوي أنه يحاول منذ فترة البقاء في بيته وترميمه للحفاظ عليه من مطامع الاستيطان، وترميم الحمام التركي الذي ورثه من والده وإعادة فتحه بعد إغلاقه منذ عام 2000م.

وأوضح القصراوي أنه يعانى من تخريب حمامه التركي وحرقه مرات عديدة عبر العشرين عاما الماضية، وهي الأعوام التي أغلق فيها شارع الشهداء، ومنع المواطن الفلسطيني من عبوره، في حين يسرح ويمرح المستوطنون الذين يتمادون باعتداءاتهم تحت حماية جيش الاحتلال.

ويشار أنه يبيت المستوطنون المخططات الاستيطانية لشارع الشهداء والبلدة القديمة من أجل إحكام السيطرة عليها، وربط خمس مستوطنات تقع بقلب المدينة المحتلة، ويعيش الفلسطينيون في منطقة البلدة القديمة في الخليل وفي محيط المسجد الإبراهيمي حياة مأساوية جراء الإغلاق التام الذي تفرضه قوات الاحتلال منذ سنوات، إضافة إلى الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين الذين أتى بهم الاحتلال وأسكنهم مكان السكان الفلسطينيين.

الشريان المقطوع

ويشكل شارع الشهداء شريان القلب لمدينة الخليل، فهو يصل شمال الخليل بجنوبها بـ 5 دقائق مشياً على الأقدام، إلا أنك اليوم تضطر لركوب السيارة لأكثر من 20 دقيقة لقطع نفس المسافة نتيجة إغلاقه من قبل الاحتلال.

وجدير ذكره أنه في الفترة الواقعة بين 1979-1981 ازدادت الاعتداءات في شارع الشهداء حيث شهدت عملية فدائية أدت إلى مقتل 6 مستوطنين، واتخذها الاحتلال ذريعة للاستيلاء المنطقة، التي تعاني الأمرين بعد دخول المستوطنين وانشائهم معبداً دينيا ومدرسة دينية كبؤرة استيطانية أسموها "بيت هداسا".

وكانت سابقاً استمرت معاناة أهالي المنطقة في الانتفاضة الأولى ومذبحة المسجد الإبراهيمي التي سقط فيها شهداء وجرحى من أبناء حي شارع الشهداء، تم بعدها إغلاق المنطقة بشكل تام مع كل المناطق في البلدة القديمة والمحيطة بالمسجد الإبراهيمي.

وفي المقابل هاجر معظم السكان من منطقة الشارع لعدم تحملهم سوء وصعوبة الوضع، ولكن ما زال بعضهم صامداً يواجه اعتداءات المستوطنين المتكررة، ما أدى إلى انخفاض الحركة التجارية في البلدة القديمة في الخليل بنسبة تزيد عن 70% منذ العام 1990 مما دهور الحالة الاقتصادية، فمعظم التجار قاموا بإغلاق محلاتهم وآخرين تحولوا للبسطات ليستطيعوا كسب قوتهم.

وفي ظل هذا الوضع قام التجار في سوق الشلالة بسقفه بالزينكو والشوادر لمنع وصول القاذورات والنفايات والحجارة التي يلقيها المستوطنون الذين يسكنون على جنبات الشارع، الأمر الذي يثير ذعر المارة.

وتجدر الاشارة أن شارع الشهداء نموذج مصغر لعدد من المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال ومستوطنوه في محيط المسجد الإبراهيمي في الخليل، والتي قسمت مكانيا وزمانيا من قبل الاحتلال.

كلمات دلالية