خبر حكومة نتنياهو .. اختبار الزعامة .. يديعوت

الساعة 02:00 م|15 مارس 2009

بقلم: ياعيل غبيرتس

"أمسكوني"، يمكن ان يستجدي فقط المواطن الصغير او الجبار الكبير الذي سقط. هذا الامتياز غير محفوظ للزعيم ولا حتى للسياسي العادي.

الانتخابات مرت والان حان وقت نتنياهو لان يقرر مثل ولد كبير: هل يمكنه أن يسمح لنفسه بان يخرج الى الشارع في رئاسة حكومة لا يخرج احد بمثلها من البيت، ام لا؟ اذا واصل التلبث في حقل الالغام، في تشكيل حكومته الضيقة بينما يتمنى ان ينقذه احد من الخارج على نمط اختراع التناوب غير المتساوي لحاييم رامون، فانه سيجد نفسه آجلا أم عاجلا يفلت من نقالة المرضى المعلقة في الهواء ويتحطم.

في نهاية هذه اللعبة الائتلافية توجد دولة ينبغي ادارتها. ادارة حقائبها كأنها شيء مؤتمن في حفظ اعلى وعدم توزيعها وكأن الحديث يدور عن املاك غائبين. اذا كان نتنياهو مقتنعا بالفعل بان ليبرمان هو العلاج الذي سيضمن تقدم السياسة الخارجية لدولة اسرائيل اليوم فليعينه في المنصب وليضف اليه ايضا داني ايالون كنائب وزير. اذا كان واضحا له انه جدير منح ليبرمان موطىء قدم في وزارتي الامن الداخلي والعدل، واذا كانت المصلحة الاسرائيلية هي برأيه ان يعيد وزارة الداخلية الى شاس واذا كان جديرا بنظره ان تسلم وزارات التعليم، الاسكان والزراعة للاصوليين او لممثلي فتيان التلال، أو أن لذعة "الافاعي" لبوغي يعلون ستجلب الان السلام على الجيش الاسرائيلي – فليتفضل. فليقف امام الجمهور ويقول له: هؤلاء هم من اخترتهم، علنا وليس غصبا عني.

اما اذا كان لا فليقل – وعلنا أيضا – لا استطيع، المسؤولية عن مصير ومستقبل دولة اسرائيل لا تسمح لي بان اقف في رأس حكومة كهذه. وليفتح، رغم كبريائه وبنفسه، الباب الذي يسمح بالشراكة مع كديما والعمل. مهما يكن من امر، فان هذه هي مهمته. هو الذي اخذ على عاتقه المسؤولية عن تشكيل الحكومة القادمة. لا يمكنه أيضا ان ينشغل باقامة حكومة متطرفة وان يصرخ ايضا النجدة.

مشكلة نتنياهو هي فقط مع نفسه. عليه أن يحسم اذا كان سيخرج منها كبيبي او كنتنياهو. هذا هو اختباره الشخصي والعام، ان يتسامى أو ان يكف عن الوجود. محظور على كديما والعمل أن ينزلا له الحبل بمناورات عبر النافذة. عليهما ان ينتظرا ليبرا وان يضبطا نوازعهما والا يدخلا الا اذا ما فتح امامهما الباب على مصراعيه.  والا فسيجدان نفسيهما معلقان الى جانبه.

الجمهور هو الاخر ملزم بان يتعاطى مع نتائج اختياره. تلك هي النتائج، هذا هو الوضع. واذا كان الجمهور يبث الان بان وضع اشغال حقائب الحكومة القادمة ليس مناسبا في نظره وهو يريد حكومة اخرى، فهو ملزم بان يطالب باختبار المسؤولية الوطنية قبل كل شيء ممن يقف على الرأس، من نتنياهو، وليس ممن لم تتلقى التكليف بتشكيل الحكومة.

في اسرائيل وان كان يعيش شعبان، ولكن ليس فيها دولتان. توجد دولة واحدة، تعيش تحت تهديدات ثقيلة من الداخل ومن الخارج وفي مشاكل عويصة. ولا، نحن لا نستطيع. الوحيد الذي يستطيع الان هو نتنياهو، اذا ما وقف كزعيم في الاختبار الذي طرحه عليه الواقع. نتائج الانتخابات هي ان الجدة طبخت عصيدة، وكما يبدو عليه تقسيمها في الحكومة الضيقة التي يعدها نتنياهو، واضح لمن لم يبقَ شيء.

"اسرائيل تجف"، هو تعبير عن كارثة طبيعية، "اسرائيل تخجل" كفيلة بان تظهر ككارثة اكثر فتكا للسنوات القادمة. وكله من شخص واحد، المسؤولية عن منع ذلك كلها على نتنياهو. اذا اراد، فسيسجل كزعيم ويضع على رأس دولة اسرائيل منتخبا يمكن الخروج به الى الشارع والى العالم. واذا لم يرد، اذا ما واصل التظاهر بتشكيل حكومة لا يريدها ويهتف في نفس الوقت "امسكوني" من خلال مبعوثيه، فحتى وحدة 669 لن تتمكن من انقاذه من ورطته.