خبر لا يمكن المزيد من الغوض .. هآرتس

الساعة 01:52 م|15 مارس 2009

بقلم: أسرة التحرير

موشيه قصاب هو رجل ذكي، رئيس مجلس محلي ابن 24، نائب في الكنيست، وزير من عمر 32 سنة وفي خمس حكومات، رئيس بفضل انتصاره المفاجىء على مرشح حزب السلطة – هو بالتأكيد رجل يتميز بالفهم، بالدهاء وبحكمة الحياة. من شخص كهذا يمكن للمرء ان يتوقع سلوكا اكثر منطقية من ذاك الذي ابداه يوم الخميس الماضي، في جولته المذاعة. كان عليه ان يعرف بان الطلقات اللفظية التي نثرها في كل صوب ستصيبه هو نفسه وحتى من ليس مستشارا اجيرا لتحسين الصورة يفترض به ان يفهم بان نزول قصاب باللائمة على الصحافيين ورفضه الاجابة على الاسئلة خلافا للهدف المعلن للحدث – لن تبعث اتجاهه في وسائل الاعلام المتعرضة للهجوم موجة جارفة من العطف.

عندما يفشل شخص ذكي بعمل يتعارض ظاهرا بقدر كبير مع العقل السليم، يحتمل ان يكون يخاطر بالخسارة في المعركة في صالح الانتصار في الحرب: يعكر المياه القضائية والعامة التي يسبح فيها كي يمهد التربة، اذا ما ادين في محاكمته وحكم عليه بالسجن، لعفو رئاسي وسيقال في حينه انه هو وعائلته "تحطما ونزفا" لدرجة ان من السليم الرحمة عليهما.

ولعله لا ينبغي البحث عن المفتاح لسلوك قصاب في مجال العقل بل في العاطفة والانفعال اللذين سيطرا عليه. لقد تحدث وتحدث وتحدث، في محاضرة تنافست في طولها مع محاضرة فيدل كاسترو في ذروة كفاءته الى نفسه، الى زوجته، والى مؤيديه، كي يعزز ثقتهم به ويمنع تشققها. وفي اعقاب ذلك، اثبت في طول الزمن الذي اخذه لنفسه وعدم منح امكانية طرح الاسئلة، فيما يقرر هو القواعد بان الويل لمن لا يطيع تعليماته؛ ولعل ما تدعيه المشتكيات والشاهدات ضده هو جانب واحد اكثر قتاما لهذا النمط.

على قضية قصاب الان ان تصل الى نهايتها وبالسرعة الممكنة. حقيقة ان لائحة الاتهام لم تعد بعد لدى النيابة العامة تثير القلق فلا يمكن مواصلة التدحرج والخوص في هذه القضية لسنوات اخرى. يجب انهاؤها في اقرب وقت ممكن من خلال قرارا يقرر اخيرا اي رئيس كان لاسرائيل. على المستشار القانوني ان يسارع الى رفع لائحة الاتهام وعلى المحكمة ان تدير في محاكمة قصاب مداولات طويلة ومتواصلة. كي تقرر من يقول الحقيقة ومن جدير بالعقاب.