"تدوير البلاستيك".. مهنة عشرات الشبان بغزة في مواجهة صعوبات الحياة

الساعة 08:14 م|17 فبراير 2021

فلسطين اليوم

منذُ سنوات يواصل سبعة عمال فلسطينيين داخل مصنع صغير في جنوب قطاع غزة لتجميع وفرز وتنظيف وتكسير كميات كبيرة من نفايات البلاستيك، وذلك للخروج من الأزمة السائدة في القطاع، التي طالت القطاعات كافة، وتسببت في تسجيل آلاف العاطلين عن العمل.

ويبدأ العمال السبعة في المرحلة الأولى التي تتلخص بإعادة تدوير مخلفات البلاستيك من أجل إعادة تصنيعها إلى العديد من المنتجات التي يمكن استعمالها مرة أخرى.

ومع تفشي وباء كورونا، يلتزم هؤلاء بتعليمات وإرشادات صحية اعتمدتها وزارة الصحة لمواجهة الوباء، عبر ارتدائهم الكمامات والكفات الطبية وحفاظهم على التباعد الاجتماعي.

مالك المصنع مأمون اصليح، تحدث لمواقع إخبارية، قائلاً: إنه "يتم فرز النفايات البلاستيكية حسب نوعها وسمكها وألوانها أيضا، وهذه أساس عملية تكسير البلاستك"، موضحًا، أنه يعمل على تكسير بضعة أطنان من البلاستيك أسبوعيا.

وبدأ الثلاثيني اصليح، في المهنة منذُ عام 2006، بعدما فشل في الحصول على عمل مناسب يعينه على صعوبات الحياة، كان الحصار الإسرائيلي سببًا رئيسيًا في ذلك.

ودفع الوضع المعيشي والاقتصادي المزري، العشرات من الشبان معظمهم عاطلين عن العمل، عن مهنة تجميع البلاستيك والمعادن في حاويات القمامة، وفرزها، لإعادة تدويرها، وذلك لتأمين مصاريفهم اليومية.

وأشار اصليح، "على الرغم من أن الهدف الأساسي كان الحصول على المال؛ لكن الوضع تغير مع مرور الوقت، خاصة، أن هناك نسبة كبيرة من النفايات غير عضوية، وهي غير قابلة للتحلل، ما يسبب أضرارا بيئية، من بينها البلاستيك".

وقرر مالك المصنع، مساعدة المجتمع من التخلص من البلاستيك، ولكن بطريقة صحيحة عبر تهيئته لعملية إعادة التدوير لضمان عدم تواجدها بشكل ملحوظ في البيئة بما يضر الإنسان. وفق وقوله.

وبحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2018، قد بلغ متوسط النفايات المنزلية في فلسطين حوالي 716 طنًا يوميا، حوالي 12 في المائة منها هي بلاستيك.

وشجع اصليح وعماله على زيادة عملهم في تكسير البلاستيك لعلهم يحمون بيئتهم من تلك الملوثات، لأن التعامل مع النفايات بالحرق، يسبب تلوث هوائي خطير.

منذ أكثر من ثمان سنوات انضم المواطن احمد أبو طير، للعمل في تكسير البلاستيك، من أجل تأمين المصاريف اليومية لعائلته.

وأوضح الخمسيني أبو طير، إنه يشعر بالسعادة عندما يساعد في حماية البيئة من النفايات غير العضوية، التي قد تسبب مشاكل صحية. مشيرًا إلى أنه يجني حوالي 40 شيقل فقط يوميا (الدولار الأمريكي يساوي 3.2 شيقل إسرائيلي).

ويعتمد أكثر من 75 مصنعًا في قطاع غزة على البلاستيك المهروس في خطوط إنتاجهم، بعضها ينتج الكراسي ولعب الأطفال وخراطيم المياه والجالونات، بينما ينتج البعض الآخر الحصير، بحسب وزارة الاقتصاد التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وزارة الاقتصاد  بغزة، أكدت عبر الناطق عبد الفتاح موسى، أن جميع المصانع التي تعتمد على البلاستيك المعاد تدويره ممنوعة من إنتاج الأدوات التي تستخدم في الاستهلاك الآدمي، بما في ذلك الأدوات المنزلية.

صاحب مصنع للحصير، فلاح عودة، قال إن "85% من خطوط الإنتاج في مصنعه تعتمد على نفايات البلاستيك المكسرة التي يشتريها من مصانع وورش إعادة التدوير".

وذكر عودة، أن سعر الكيلوجرام من البلاستيك الخام يقدر بحوالي ثمانية شواقل إسرائيلية، في حين أن تكلفة البلاستيك المهروس لا تتعدى شيقلين ونصف فقط بعد إجراء تعديلات عليه.

 

كلمات دلالية