سميرة الإفرنجي
اضطر الشاب عبد العزيز عابد من سكان قطاع غزة الذي درس تخصص التمريض الذي يحبه، لترك الإبرة والحقنة والأدوية للعمل في تخصص آخر بعيداً عن عالم الطب، ليس سوى لتوفير لقمة عيشه.
فالشاب عابد الذي يبلغ من العمر (25 عاماً)، وقف عاجزاً أمام الظروف الصعبة التي تعم قطاع غزة، وأمام عدم من عدم تلقيه فرصة عمل في تخصص التمريض.
لجأ عابد إلى استخدام موهبته وتفكيره الذكي باستغلال أي فكرة لصنع الفرص لذاته, وعدم انتظاره لفرص العمل العقيمة, وذلك باستخدام المسمار والخيط بالرسم.
يقول الشاب عابد لــ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "عندما تخرجت من تخصص التمريض كنت على أمل أن أجد فرصة عمل للمجال الذي أفضله كثيراً, وتعبت للوصول لهذه اللحظة فيه ولكن لا جدوى مع قلة الوظائف".
واستدرك عابد:"لكن كان يوجد صوت في داخلي يقول يجب أن أصنع فرصتي بنفسي, وهنا قررت الرسم بالمسمار والخيط ".
وأوضح عابد, أن الرسم كان مجرد هواية مميزة يمتلكها حتى أثناء دراسته بالجامعة, ولكن بعد تخرجه اتخذتها مهنة لعدم وجود فرص عمل في تخصصه, فهو يرسم ويُشكل لوحاته بحب وشغف قوي, مما تعطي أعين الناظرين جمالها.
وأشار عابد, إلى أنه برغم اتخاذه الرسم كمهنة ولكن أيضاً قبل ذلك قام بإنشاء مشروع خاص بمهنته "هوم كير" لخدمات التمريض المنزلية، بالإضافة لإنشاء إعلانات ممولة, وقيامه بطباعة 1000 كرت , ولكن كانت جل الاتصالات التي تصله من زملاء مهنة يبحثون عن العمل معه الأمر الذي أصابه بالإحباط ودَبَ في روحه اليأس.
وتابع:"يوجد لدي النية القوية في الأيام القادمة إذا تفوقت وأصبح يوجد إقبال على عملي, أن أقوم بفتح المعرض الخاص بي لبيع اللوحات التي تم إنشاؤها وذلك نظراً للوقت الحاضر لا يوجد إقبال بالصورة المطلوبة أو عدم اهتمام البعض بهذه الموهبة.
ودعا عابد الشبان العاطلين عن العمل للبحث والمحاولة والاجتهاد والجد واستخدام أي موهبة تنبع من داخله, ولا يسمح لأي شيء يحبط من معنوياته, ولا يخضع للأفكار السوداوية تتسلل بداخله, وفي النهاية من طلب العلا سهر على طموحه"
ويعاني سكان قطاع غزة من أوضاع اقتصادية صعبة جراء استمرار الحصار الخانق منذ 14 عاماً، وقلة فرص العمل وعدم تشغيل الخريجين.