المقاومة جاهزة لرد أي عدوان

القيادي حميد: طي الانقسام يكون بتغليب البرنامج السياسي الذي يعطي الأولوية للمقاومة

الساعة 09:00 ص|16 فبراير 2021

فلسطين اليوم

أكد القيادي محمد حميد (أبو الحسن) عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم الثلاثاء، أن الحركة تتأمل أن يكون الاتفاق الفلسطيني مقدمة لإنهاء سنواتٍ عجاف من الفرقة الفلسطينية، لافتاً إلى أن طي صفحة الانقسام إنما تكون بتغليب البرنامج السياسي الذي يعطي الأولوية للمقاومة.

وشدد القيادي حميد، على أن المقاومة الفلسطينية وبصدق رجالها جاهزة لردِ أيِ عدوان أو حماقة يقدم عليها الاحتلال الصهيوني، لافتاً إلى أن دماء الشهداء تعطينا اليقين يوماً بعد آخر بأن خيارات التسوية ليست إلا ضرباً من ضروب التيه، وأن المقاومة هي الوسيلة المثلى للنضال الفلسطيني.

وأكد القيادي حميد في حوار خاص مع "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، على أن سياسية هدم المنازل المتبعة من قبل سلطات الاحتلال هي ترجمان لأمرين: أولاهما ممارسة سياسية العقاب الجماعي بحق ذوي المجاهدين والاستشهاديين، والثاني الشروع في استيطان ممنهج وسلب للأراضي.

وأوضح أن كلا الأمرين يرقى إلى جريمة حرب وفقاً للشرائع المختلفة والقانون الدولي الإنساني، وهي سياسيات دأب الاحتلال على تبنيها وهي متسقة مع استكباره وعلوّه وبغيه في الأرض، وهو أمرٌ لن يزيد أبناء الضفة والقدس إلا تصميماً على التمسك بهويتهم وبجذورهم ولن يزيدهم إلا تعلقاً بفلسطين وبعدالة القضية وهو ما يكون عبر طريق ذات الشوكة.

وفيما يلي نص الحوار مع القيادي حميد:

  1. س/ في البداية ما تعقيبكم على العدوان المتواصل للمستوطنين وآخرها دهس شهيد في الأغوار بمركبة مستوطن؟

ج/ أستهل حديثي بالدعاء بالرحمة والقبول لشهيد الشعب الفلسطيني/ عزام عامر وأتقدم بالعزاء إلى عائلته الصابرة بإذن الله. إن الاعتداءات الصهيونية على الشعب الفلسطيني وأرضه تمثل امتداداً لرحلة العدوان المستمرة التي خاضها أرباب العنصرية والاستكبار في الحركة الصهيونية في هذه البلاد المقدسة، فعاثوا فساداً وسفكوا الدماء وسلبوا الممتلكات، وعلوا فيها علواً كبيراً، وتسببوا في المأساة التاريخية الكبرى للشعب الفلسطيني، ولم يثنهم ذلك عن وقف رحلة الإجرام هذه حتى يومنا هذا، بل إن الظلام الصهيوني لا يكاد يفارق شمس كل يوم، وكذلك فإن الظلم والجور الصهيوني جريمة مستمرة لا تتوقف، وهو ما يستدعي منا التمسك بخيار المقاومة باعتباره الخيار الأخلاقي والشرعي والإنساني لرد هذا الضيم والعلو والاستكبار الصهيوني، إن دماء الشهيد عامر ومن سبقه من الشهداء تعطينا اليقين يوماً بعد آخر بأن خيارات التسوية ليست إلا ضرباً من ضروب التيه، وأن المقاومة هي الوسيلة المثلى للنضال الفلسطيني.

  1. س/ تواصل سلطات الاحتلال سياسية الهدم في الضفة والقدس المحتلتين ضمن مسلسل الانتهاك اليومي، ما تعليقكم؟

ج/ سياسية هدم المنازل المتبعة من قبل سلطات الاحتلال هي ترجمان لأمرين: أولاهما ممارسة سياسية العقاب الجماعي بحق ذوي المجاهدين والاستشهاديين، والثاني الشروع في استيطان ممنهج وسلب للأراضي، وكلا الأمرين يرقى إلى جريمة حرب وفقاً للشرائع المختلفة والقانون الدولي الإنساني، وهي سياسيات دأب الاحتلال على تبنيها وهي متسقة مع استكباره وعلوّه وبغيه في الأرض، وهو أمرٌ لن يزيد أبناء الضفة والقدس إلا تصميماً على التمسك بهويتهم وبجذورهم ولن يزيدهم إلا تعلقاً بفلسطين وبعدالة القضية وهو ما يكون عبر طريق ذات الشوكة.

  1. س/ تتفاقم معاناة الأسرى في سجون الاحتلال، وآخرها بسبب فيروس كورونا، كيف تتابعون قضية الأسرى؟

ج/ قضية الأسرى قضية مركزية في مسيرة جهاد الشعب الفلسطيني، فهم التعبير الحي عن الضريبة المستمرة التي يدفعها المجاهدون الأحياء في زنازين الاحتلال، وهم الجرح الحي الذي يزيدنا تمسكاً بخيار الجهاد ويفرض علينا واجباً شرعياً للعمل على تحريرهم وفكاكهم، فهم الذين مضوا حاملين أرواحهم على أكفهم يجاهدون في سبيل الله، ولم يبرحوا حتى أضحوا رهن زنازين الاحتلال المجرم بعد أن آلموا وأحزنوه، واليوم يخوض الاحتلال الصهيوني حرباً نفسيةَ ممنهجة اتساقاً مع سياسية الإهمال الطبي المتبناة من قبله بحقهم، ويحرمهم من الحصول على لقاحات كورونا، ولا يبالي في إصابتهم به، وهو أمرٌ يضاعف المسؤولية الملقاة علينا، ويتطلب منا بذل مزيدٍ من الجهود في سبيل هذه القضية، وجعلها متصدرةً قائمة الاهتمام الفلسطيني، فلا يصح أن تتأخر المعاناة الإنسانية ويتقدم عليها قضايا أخرى.

  1. س/ في إسرائيل تزايدت المناورات العسكرية لجيش الاحتلال وسط توقعات وتكهنات حول أسبابها، فهل المقاومة جاهزة لأي سيناريو؟

ج/ المقاومة الفلسطينية وبصدق رجالها جاهزة لرد أي عدوان أو حماقة يقدم عليها الاحتلال الصهيوني، فهي تواكب الليل بالنهار على إعداد العدة في سبيل التصدي لأي عدوان والاستعداد لأي سيناريو، فلم تفتر عزيمة المقاومة بشح المال والعتاد والمحيط العربي الخانق والمطبع، بل إن بها من الإيمان والحماس ما يجعلها تتغلب على كل المعيقات في سبيل الجهاد والمقاومة.

  1. س/ في الملف الفلسطيني، انتهى الحوار الوطني مؤخراً باتفاق فلسطيني والتوافق على الانتخابات، هل تعتبره كافٍ لحل أزمات ومشاكل الفلسطينيين والحالة السياسية برمتها؟

ج/ إن حركة الجهاد الإسلامي تبارك كل الخطوات المبذولة في رأب الصدع الفلسطيني، وتأمل أن يكون الاتفاق الفلسطيني مقدمة لإنهاء سنواتٍ عجاف من الفرقة الفلسطينية، ولكنها –ومع ذلك- تبدي تحفظاتها على الانتخابات المسقوفة باتفاقية أوسلو، فأزمات الشعب الفلسطيني والحالة السياسية ليست متمثلةً في الإدارة السياسية للبلاد، بقدر أن الأزمة الحقيقية للفلسطينيين هي حالة الاحتلال الفلسطيني، فيجب أن يُنْظَر إلى الاحتلال على أنه الأزمة الرئيسة التي تقوض وحدة الفلسطينيين والأمة العربية والإسلامية، وينبغي التأكيد على أن طي صفحة الانقسام إنما تكون بتغليب البرنامج السياسي الذي يعطي الأولوية للمقاومة ويوقف مسلسل العبث التفاوضي ومسارات التسوية اللامنتهية وحالة التنسيق الأمني وذلك بإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وفق التوافقات الفلسطينية التي تم الوصول عليها في اجتماع الأمناء العامين في بيروت لكي تكون المنظمة ممثلا عن كافة قطاعات الشعب الفلسطيني وتوجهاته.

أمأمني

  1. س/ في موضوع الانتخابات هل هناك ضمانات لنتائج الانتخابات وما موقفكم إزاء ذلك على الرغم من إعلانكم عدم المشاركة؟

ج/ إن من الأهمية بمكان في أي انتخابات قادمة احترام إرادة المواطنين، فذلك عماد الحفاظ على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم، والإخلال به لن يكون إلا حجراً على إرادة الفلسطينيين وتشديد الحصار عليهم، إن ضمان نتائج الانتخابات إنما يكون نابعاً من الشعب بفصائله السياسية وبمدى إظهارها وعياً سياسياً متقدماً وتغليباً لمصالحها الوطنية على المصالح الفردية، وعدم الارتهان للضغوطات الخارجية.

  1. س/ اليوم مسؤولون بفتح أعلنوا أن رئيس السلطة سيعلن عن وقف الاعتقال السياسي، هل يمكن تطبيق ذلك أم أن الأمر مجرد حديث إعلامي؟

ج/ بكل تأكيد يمكن تطبيق ذلك، إذا امتلكت الحكومة الفلسطينية إرادة جادة نحو إطلاق حريات المواطنين وتمكنيهم من ممارسة حقوقهم الدستورية بالتعبير عن الرأي وبتشكيل الأحزاب وباختيار ممثليهم دون ترهيب، بل إن الفترة القادمة ستكون نموذجاً تقييماً للحكومة الفلسطينية وأساساً لتقييم الأداء خلال الفترات القادمة.

 

 

 

 

 

كلمات دلالية