خبر تخوفاً من الانتقام لحرب غزة.. سيناء مصر بلا « مساخر إسرائيل » هذا العام

الساعة 07:08 ص|15 مارس 2009

فلسطين اليوم-وكالات

"مر هذا العام بلا مساخر.. ورغم سعادتي بهذا الهدوء، إلا أنني لا أخفي انزعاجي من الخسارة التي نعانيها كأصحاب الكامبات (العشش) السياحية بعدم حضورهم"... هذا ما قاله شاب مصري في العشرينيات من عمره معرفا نفسه بـ"سالم"، وهو يقف أمام مجموعة من "العشش" المتراصة على طول  شاطئ نويبع على ساحل البحر الأحمر جنوب سيناء، مشيرا إلى التراجع الحاد في عدد الإسرائيليين الذين اعتادوا الاحتفال بما يسمى "عيد المساخر" على هذا الشاطئ.

 

ويتفق ما قاله سالم مع ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية مؤخرا عن تحذيرات وجهتها حكومة الاحتلال لمواطنيها من الذهاب إلى سيناء لقضاء ما يسمى بـ"عيد المساخر"، والذي جرت الاحتفالات به من الاثنين إلى الأربعاء الماضيين، خشية تعرضهم لأعمال انتقامية ردا على عدوان قوات الاحتلال على غزة في 27 ديسمبر الماضي، والذي استمر 22 يوما متواصلة مخلفا أكثر من 1400 شهيد و5450 جريحا، نصفهم من الأطفال والنساء.

 

وأكد موقع بلدة "إيلات" الإلكتروني أن سلطات الاحتلال قد نصبت أجهزة تفتيش إلكترونية متطورة على منفذ طابا الذي يصل الإسرائيليون منه إلى سيناء؛ وذلك لضمان عودة نفس الأشخاص المغادرين خشية تسلل آخرين قد يهددون أمن (إسرائيل).

 

وأشار عدد من زملاء "سالم" من أصحاب الكامبات (العشش) على شاطئ نويبع إلى أنه "رغم التراجع الذي شهدته أعداد السائحين الإسرائيليين منذ تفجيرات طابا (عام 2004)، فإنه بقيت نسبة معقولة تأتي للسياحة، ولكنها هذا العام انخفضت لأكثر من 90% لتصل إلى نحو 5% من الأعداد التي كانت تأتي قبل التفجيرات والتي بلغت في بعض الأحيان نحو 40 ألف إسرائيلي".

 

وأكدوا أن "حتى المناسبات والأعياد الإسرائيلية التي كان يخرج فيها الإسرائيليون بالآلاف لقضاء الإجازة بسيناء لانخفاض التكلفة مقارنة بمزارات سياحية أخرى، أصبحت شبه منعدمة، إذ دائما ما يسبقها تحذير من الشرطة الإسرائيلية بعدم المجيء".

منتزه "الفاشلين"

"العشش" المبنية من جريد النخيل والمتراصة على الشاطئ الممتد من نويبع حتى طابا على ساحل خليج العقبة من الجانب المصري بمسافة تقارب 70 كم، حيث الإمكانيات البسيطة والعودة إلى الحياة الطبيعية وسط أجواء صحراوية تجمع مياه البحر بسفوح الجبال وبساطة العيش، عرفت بكونها قبلة للسائحين الفقراء من كل أصقاع المعمورة، وفي مقدمتهم الـ"زوكيم" الذين يعرفون في (إسرائيل) بـ"الفاشلين اجتماعيا"، بحسب الناشط السياسي السيناوي "خليل جبر".

 

وقال جبر وهو مطلع على الشئون الإسرائيلية في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" :" في هذه المناسبة كانت غالبية الإسرائيليين من مختلف اتجاهاتهم وجنسياتهم الأصلية يفضلون قضاءها بشواطئ سيناء، وهي مناسبة ثقافية ترفيهية تعتمد على إحياء ذكرى إنقاذ أجدادهم من الإبادة أيام الإمبراطورية الفارسية وفق ما يقولون".

 

ولفت إلى أن غالبية من يأتون إلى سيناء لقضاء هذه المناسبة أو لغيرها من المناسبات هم بطبيعة الحال ممن يطلق عليهم في (إسرائيل) اسم "زوكيم" أو الفاشلين اجتماعيا، وهم الذين يعتمدون على مخصصات الدولة والتي تصل لألفي شيكل شهريا (475 دولارا) وهو مبلغ بسيط في (إسرائيل)، ولكن إذا ما جاؤوا به إلى سيناء فهو يكفيهم للإقامة والتنزه لمدة شهرين معتمدين على الإقامة في العشش الصغيرة المبنية من جريد النخل، وتعتمد على تقديم طعام بسيط وتنتشر في مناطق دهب ونويبع على الشاطئ.

 

وأوضح الناشط السيناوي أنه كان من المعتاد أن تصل أعداد الإسرائيليين على الشواطئ في هذه المناطق في المناسبات من 30 إلى 40 ألف سائح في كل مناسبة وفي الأيام العادية نحو 10 آلاف، مضيفا :"حاليا تراجعت الأعداد بصورة حادة منذ تفجيرات طابا حتى اليوم"، واستبعد عودة هذه الأعداد في ظل ما تشهده المنطقة.

 

وقال مصدر أمني مصري في محافظة جنوب سيناء لـ"إسلام أون لاين.نت" :"إن كل التحذيرات التي تصدر عن الجانب الإسرائيلي يتم التعامل معها بجدية من خلال رفع اليقظة الأمنية".

 

وأضاف :"إن بدو سيناء أنفسهم لديهم وعي تام بكل هذه الأمور، وهناك منظومة تعاون بين البدو والشرطة لضبط الأوضاع الأمنية".