تسريب عقارات الوقف الارثوذكسي.. قضية وطنية بإمتياز

الساعة 08:23 م|11 فبراير 2021

فلسطين اليوم

 بقلم/ عنان نجيب
كشف حراك الحقيقة الأرثوذكسية قبل أسابيع عن صفقةٍ لتسريب ما يقارب 82 دونماً في بيت صفافا جنوب القدس، وفي منطقة مار إلياس، حيث تفصل هذه المنطقة بين مدينة القدس المحتلة وبيت لحم.

سيكون لهذه القصة أبعادٌ على الوضع الاقتصادي الفلسطيني في بيت لحم، إذ أنّ المخطط المراد تنفيذه من الجهة الصهيونية، المنفذة لهذا المخطط، سيكون من ضمنه بناء سلسلةٍ من الفنادق والمرافق السياحيّة، بسبب قربها من مدينة بيت لحم، حيث لا يفصلها عن تلك الأماكن المقدسة الموجودة هناك سوى جدار الفصل العنصري، ما يعني مزاحمة قطاع السياحة الفلسطيني في بيت لحم والذي يشكل العمود الفقري الاقتصادي في تلك المنطقة.

لم يكن الكشف عن هذا التسريب هو الأول من نوعه، فقد كشف هذا الحراك الوطني عن عشرات الصفقات التي قامت بها الكنيسة الأرثوذكسية وبطريركها الخائن (ثيوفيلوس) والعصابة اليونانيّة المحتلة لهذه الكنيسة العربية، فمنذ قرابة ال3 سنوات تعهّد النائب العام الفلسطيني لهذا الحراك ومعه بعض من شخصيات القدس بملاحقة هذا البطريرك وعصابته بناءً على ما قدم لهم من وثائق واثباتات قانونية تشكل إدانة قطعية، بما لا يقبل الشك تصل لدرجة الخيانة العظمى بالمطلق، وهذا ليس كل شيء: فقد تعهد السيّد محمود العالول أمام المؤتمر الأرثوذكسي المركزي الذي عقد في مدينة بيت لحم عام 2014 بأن تقوم السلطة بملاحقة هذا البطريرك وملاحقته قانونيّاً ووصفه آنذاك بالخائن متعهّداً بمعاقبته

لسنا بصدد إحصاء وعد مجموع تسريبات الوقف الأرثوذكسي الذي سرّب للاحتلال، فيمكن الرجوع لصفحة حراك الحقيقة الأرثوذكسي على مواقع التواصل الاجتماعي، والاطلاع على الكم الهائل من الوثائق المتعلقة بذلك، ولكن تجدر الإشارة بأنّ البطريركية الأرثوذكسية تملك أكثر من ربع البلدة القديمة في القدس المحتلّة، والعديد من العقارات الملتصقة بالبلدة القديمة: كفنادق باب الخليل وأراضٍ في منطقتيّ سلوان والشيخ جراح، والتي باتت بحكم المسرّبة للاحتلال والموضوع مجردُ وقت ليس أكثر.

لعلّ من الضروري أن نطرح سؤالاً لمن يدّعون الوصايا والسيادة الفلسطينيّة والعربيّة على القدس وأقصد تحديداً السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة والمملكة الأردنيّة: لماذا إلى هذه اللحظة ما زلت تصرّون على إبقاء الشرعيّة على هذا البطريرك الخائن وعصابتِه؟ وما هي خطتكم من أجل استرداد ما يمكن استرداده من تلك الأوقاف المسرَّبة؟ بل ونزيدكم من الشّعر بيتاً: ما هو حال الأوقاف الإسلاميّة المحقَّرة (المؤَجّرة) للكنيسة الأرثوذكسية، هل تم تسريبها أم لا؟

هذا إن كنتم تعلمون أن هنالك أملاك إسلاميّة تحت رعاية هذه العصابة اليونانيّة الخائنة؟ لكن لماذا نلوم الوسط السياسي الرسمي لوحده رغم تحمّله كافة المسؤوليات الدينيّة والتاريخيّة والوطنيّة عن السكوت عن هذه الجريمة بحق فلسطين والقدس المحتلة؟ لماذا لا نلوم الشارع الفلسطيني على عدم وقوفه ومساندته لحراك الحقيقة الأرثوذكسية الوطني؟

إنّ حراك الحقيقة، اليوم، يحمل صخرة الدفاع عن ما تبقى من أملاك الوقف الأرثوذكسي لوحده بوصفها قضيّة وطنيّة أولاً. لم يدع الحراك أّيَّ جهةٍ رسميّةٍ أو شعبيّةٍ، إلّا وتم إرسالُ الخطابات والكتب لها، محذراً وكاشفاً عن تسريبات جديدة لأملاك الأرثوذكس العرب في فلسطين.

إنّ حجم الأسف والأسى على الواقع الفلسطيني الذي وصلنا إليه، يفوقُ قدرة أحدنا على الاحتفاظ بأعصابه أمام هذا الانحدار في سلّم أولياتنا كشعبٍ يرزح تحت الاحتلال ويسعى لنيل حريّته.

وختاماً، أتوجّه إلى ما تبقى من أطر وفعاليات فلسطينية سياسيّة وشعبيّة، وأخص بالذكر قوى المقاومة، التي ما زالت تمثل المقاومة الفلسطينيّة، بأن يقوموا، ولو بالحد الأدنى، من إدانةٍ لهذا البطريرك الخائن وعصابته كرامةً لدماء شهدائنا وآلام أسرانا، وهذا أقل ما يقال أو يفعل.

كلمات دلالية