"صدى سوشال" يناقش عولمة الرواية الفلسطينية والتصدي لدعاية التطبيع رقمياً

الساعة 11:25 ص|09 فبراير 2021

فلسطين اليوم

واصل مركز "صدى سوشال" لمتابعة الحقوق الرقمية، سلسلة الندوات الدورية التي يعقدها، فعقد ندوةً تناولت سبل نشر الرواية الفلسطينية عربياً ودولياً في الفضاء الرقمي، ومواجهة دعاية التطبيع في الإعلام الرقمي.

واستضافت الندوة أستاذ الإعلام الحديث في الجامعة العربية الأمريكية سعيد أبو معلا، والمستشار الإعلامي والخبير في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر، وأدارها الخبير في الإعلام الرقمي عبد اللطيف نجم.

وفي سياق حديثه حول سبل نشر الرواية الفلسطينية رقمياً، تطرق أبو معلا لثلاث محددات رئيسة وقال إن توافرها شرط يسبق الحديث أو حتى التفكير بسبل نشر الرواية، وهي المعرفة، والأدوات، والجمهور.

 وأكد أبو معلا أنه من غير الوارد الذهاب باتجاه الحديث عن سبل نشر الرواية الفلسطينية قبل أن نتأكد من امتلاك النشطاء والأفراد الذين ينبغي بهم القيام بهذا الدور الأدوات اللازمة، من معرفة دقيقة بالقضية الفلسطينية وتفاصيلها، إذ من غير المنطقي –كما أشار- محاولة نشر رواية عن شيء لا تعرف تفاصيله، ومن ثم امتلاك الأدوات الفنية والتقنية اللازمة وهذا يتطلب التدريب والممارسة، وختم هذا المحور بضرورة معرفة الجمهور المستهدف بدقة متناهية، إذ إن لكل جمهور صفات وخصائص ومداخل تميزه عن غيره.

 وفي سياق متصل دعا أبو معلا إلى إعادة مناقشة فكرة إطلاق منصة رقمية فلسطينية لتكون في محاولة لإيجاد بديل لـ”فيسبوك” وغيرها من المنصات التي باتت تحارب المحتوى الرقمي الفلسطيني بصورة مفضوحة، وقال أبو معلا: “سابقاً كنت أعارض هذه الفكرة بشدة، لكني الآن مع إعادة طرحها ومناقشتها وتدارس سبل وإمكانية تنفيذها”.

في السياق ذاته أكد المستشار الإعلامي حسام شاكر أن سبل نشر الدعاية الفلسطينية رقمياُ على المستوى العالمي مسألة واردة في حال أمكننا الوصول إلى قواسم مشتركة مع الجمهور الذي نحاول الوصول له، واتفق شاكر مع أبو معلا في مسألة أن الجمهور ليس كتلة واحدة، وليس بخلفية فكرية أو معرفية واحدة، وأن مستويات القبول أو الرفض للرواية الفلسطينية متفاوتة؛ من هنا تأتي أهمية البحث عن القواسم المشتركة مع جمهور على حدة، وضرب مثالاً لذلك دولة جنوب إفريقيا التي عانت لسنوات طوال من سياسة التمييز العنصري، وكيف أن ذلك يمكن أن يكون مدخلاً نشر الجزء الذي يتعلق بهذا الجاني من الرواية الفلسطينية أي الذي يتعلق بعنصرية الاحتلال وممارساته العنصرية، كالجدار وغيره.

وفيما يتعلق بمواجهة دعاية التطبيع في الفضاء الرقمي، قال المستشار الإعلامي حسام شاكر، إن دعاية التطبيع تقوم بالأصل على ركنين يهدف أحدهما إلى شيطنة كل ما هو فلسطيني، وإظهاره بصورة يصعب معها تصديق الرواية الفلسطينية، بينما يبذل جهد مقابل يهدف لتجميل صورة الاحتلال وإظهار أجمل ما فيه.

ودلل شاكر على ذلك بعدد من الأمثلة، إذ إن من يقومون بنشر هذه الدعاية يتعمدون ويتقصدون زيارة أماكن بعينها في فلسطين المحتلة، لإظهار مدى تقدم وتطور هذا الاحتلال والديموقراطية التي يتمتع بها، وأضاف شاكر إن هؤلاء يتعمدون زيارة هذه الإمكان بصورة معينة، وزي معين على خلاف عادتهم عند الذهاب للسياحة في دول أخرى.

وفي معرض إجابته عن السؤال المتعلق بسبل المواجهة، أوضح شاكر أن ذلك من السهولة بمكان في حال أمكنا في كل مرة مقابلة الفكرة بما يقابلها على أرض الواقع، ومن أمثلة ذلك نشر فيديوهات للأماكن التي يتعمد هؤلاء عدم الذهاب إليها التي تظهر الوجه الحقيقي والعنصري لهذا الاحتلال، والتي تؤكد على معاناة الشعب الفلسطيني، كالحواجز وغير.

وأضاف شاكر، المطبوعون يحاولون إظهار الاحتلال على أنه دولة عظمى وقوية، وهذا أيضاً من الأمور التي يمكن إظهار كذبها، فحن لدينا عشرات الصور والفيديوهات التي تؤكد كيف يفر أفراد هذا الجيش المدجج بالسلاح أمام طفل يحمل الحجر فقط، وختم بأن الأمثلة كثيرة.

وفي السياق ذاته أضاف أن الاحتلال لا يسرق ويكذب، فهو يحاول نسبة كل ما هو فلسطيني من طعام وتراث وحضارة له، وهي مسألة تدل على هشاشة هذا الاحتلال وكذب روايته وأهو مسألة يسهل فضحها وكشفها أمام العرب والعالم.

ومن جانبه اتفق سعيد أبو معلا مع حسام شاكر حول المواضيع التي تطرق إليها، مؤكداً على فكرة أن فضح دعاية المطبعين تتطلب الانتباه إلى ضرورة عدم الاصطدام مع الشعوب العربية في الدول التي قدم هؤلاء منها، مشكلتنا ليست مع الشعوب التي طالما ساندت وتضامنت مع الشعب الفلسطيني، وإنما مع هؤلاء النفر الذين يحاولون تجميل الوجه القبيح لذلك المحتل.

وختمت الندوة بجملة من التوصيات والتأكيد على بعض المفاهيم والمضامين من قبل المتحدثان، تلخصت من أن سبل نشر الرواية الفلسطينية في الفضاء الرقمي عالمياً ممكنة، لكنها تحتاج إلى المعرفة والأدوات والجمهور، أكدا على ضرورة دعم النشطاء رسمياً ومن قبل الفصائل في هذا المسعى. وأكدا على أن مواجهة دعاية التطبيع تستلزم جهداً جماعياً كذلك، وأنها مسألة لا تعني بالضرورة الرد على المطبعين مما قد يضعف الرواية الفلسطينية بقد ما تستلزم إظهار الجانب المخالف للرواية التي يحالون الترويج لها، وأن ذلك يستلزم حكمة لا تقود لحالة من التخوين والصدام مع الشعوب.

كلمات دلالية