قالت صحيفة "الاخبار "اللبنانية اليوم الاثنين 8/2/2021 ، ان الحوار الوطني للفصائل الفلسطينية يبدأ اليوم في العاصمة المصرية القاهرة ، وسط خشية من فشل الحوارات بعد ان تحدثت اوساط فتحاوية عن محاولات لتأجيل بحث القرارات التي أقرّها رئيس السلطة، محمود عباس، في شأن القضاء، ولا سيما المحكمة الدستورية مما يضع الحوارات في مهب الريح ، وتلويح فتح بالمضي في الانتخابات وحدها حال الفشل .
وقالت الصحيفة ان محور النقاش هو التفاصيل المتعلّقة بإجراء الانتخابات، ولا سيما المرحلة الأولى منها في أيار/ مايو المقبل، في وقت تبدو فيه المخاوف كبيرة والثقة مفقودة.
وفي استطلاع لأجواء اللقاءات، يقول القيادي في «فتح»، عبد الله عبد الله، لـ صحيفة "الاخبار" اليوم هو العرس الذي نذهب إليه لننجح أو ننجح، فلا خيار ثالثاً وهذه هي استراتيجيتنا».
وفي شأن العقبات الكثيرة أمام الانتخابات والتوافق على التفاصيل كافة لإجرائها، يضيف: «لا نريد الحديث في ما يمكن أن يحرف الأمور عن مسارها أو يعطّلها، بل سنحاول بلباقة أن نسيطر على الخلافات»، مستدركاً: «حتى الآن تصريحات حماس إيجابية، ونعوّل على كلام (القيادي) خليل الحية الذي نراه تصالحياً إلى حدّ بعيد، لكن هناك نية حمساوية كما يبدو لمناقشة الانتخابات الرئاسية والمجلس الوطني... الحوار منعقد لبحث الانتخابات التشريعية فقط وفتح ثلاثة ملفات مرّة واحدة غير جيد».
وتؤكد الأوساط «الفتحاوية» أن الوفد الممثّل عن الحركة لن يخوض في نقاش مع «حماس» وباقي الفصائل حول القرارات التي أقرّها رئيس السلطة، محمود عباس، في شأن القضاء، ولا سيما المحكمة الدستورية، على أساس أنه شأن «لا دخل له بالحوار»، وحجة «الفتحاويين» في تبرير قرارات عباس هي أن «الأراضي الفلسطينية تعيش حالة استثنائية قانونية، لأن الانتخابات لا تشرف عليها وزارة الداخلية بل لجنة الانتخابات المركزية المستقلة بشخصية قانونية».
وفي ما يتعلّق بسلاح «حماس»، يشير عبد الله إلى أن الأمر «ليس مطروحاً للنقاش، لأنه أمر فلسطيني داخلي، ونحن بحاجة إلى السلاح أصلاً، لكن أن يكون تحت قيادة واحدة وقرار واحد». وفي مؤشر على تصميم «فتح» على إجراء الانتخابات كيفما اتفق، يتابع: "إن لم تنجح الحوارات، فسنمضي في الانتخابات وحدنا"، ومَن يحبّ الالتحاق بالركب فليفعل، لأننا نعيش في محيط متغيّرات إقليمية ودولية علينا أن نستفيد منها ونراكم عليها»
وكان عباس قد أجرى، قبل يومين من إصدار مرسوم الانتخابات الثلاثية، سلسلة تعديلات على الجهاز القضائي عزل خلالها قضاة، وأعاد صياغة قوانين، إلى جانب تغيير رؤساء هيئات رقابية ومالية، الأمر الذي وصفته «حماس» بـ«التعديلات السوداء» و«السيطرة غير الدستورية على أهمّ مؤسسات السلطة».
لذلك، يرى مصدر في «فتح» أن حوار القاهرة سيكون صعباً، وخاصة إمكانية الاتفاق على قائمة ائتلافية تضمّ حركته و«حماس» وغيرهما، ولا سيما مع ضيق الوقت.
ومن هنا، يعتقد أن هذه الجولة قد لا تكفي لمناقشة «الملفّات الأخرى الساخنة التي من المفروض الحديث فيها، مثل مسألة الأمن، والإشراف على الانتخابات، وتمكين الحكومة الائتلافية والسلاح».
ويضيف: «لا أفق لنجاح الحوار حتى الآن، خاصة أن هذه الملفات نفسها لم تحسم في الاتفاقات السابقة، كما أن مشاركة (القيادي) عزام الأحمد في الحوار مؤشر سلبي على نجاحه»، متوقعاً أن تطلب «فتح» تأجيل هذه الملفات إلى ما بعد الانتخابات كي يكون قد جرى «تجديد الشرعيات»، على أن يبقى الوضع على ما هو عليه.