منذ 20 عاما تقوقعت حياة المصرية " ميسا عدنان" في مدينة رام الله بالضفة المحتلة، لا تتنقل فيها ولا تخرج منها خوفاً من ترحيلها وهي التي لا تملك أوراقاً ثبوتية رغم تقديمها للخصول على لم الشمل والهوية الفلسطينية منذ دخولها الأراضي الفلسطينية في العام 1999 مع زوجها الفلسطيني.
عدنان قدمت مع دخول السلطة إلى الأراضي الفلسطينية إلى قطاع غزة في البداية وقام زوجها حازم فايق حسونة" بتقديم أوراقهم بالكامل هناك، هو حصل على الهوية على أن يتم إصدار هوية لها بعد عاما، ولكن بعد عام انتقلت بحكم عمل زوجها إلى الضفة الغربية ومنذ ذلك الحين تعيش بلا هوية.
تقول عدنان لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" إنه مع بدأ حياتها في الضفة الغربية واندلاع انتفاضة الأقصى وإغلاق الطرق بالكامل بين الضفة و القطاع، تعقدت حياتها أكثر فهي المصرية القادمة وعنوانها غزة و تعيش في الضفة وبانتظار لم الشمل.
يحمل أبناء عدنان الأربعة الهويات الفلسطينية وزوجها أيضا، وهي لا تزال تنتظر الهوية لتتمكن من السفر إلى عائلتها لزيارتهم، فجواز سفرها انتهى وفقدت إقامتها في مصر منذ سنوات، حرمت خلال هذه السنوات أن تكون مع عائلتها في أصعب الأوقات، فهي لم تتمكن من وداع والدها الذي توفي قبل ثمانية سنوات دون أن تراه.
بالمقابل لا يستطيع أحد من عائلتها من زيارتها لحملهم وثيقة السفر المصرية وعدم تمكنهم من دخول فلسطين.
طلب لم الشمل المجمد منذ عشرين سنه لعدنان واحد من 22 ألف طلب لم شمل لا تزال إسرائيل ترفض البت فيها، وهو ما جعل العشرات منهم ينظموا وقفة "مناشدة" أمام مقر الهيئة العامة للشؤون المدنية في مدينة رام الله صباح اليوم الأحد ( 7 فبراير 2021).
وقفة المناشدة هذه جاءت جزء من حملة أطلقتها مجموعة من المتزوجات في فلسطين ولم يحصلن على لم الشمل بعد، تحت شعار " لم الشمل حقي".
غالبية هؤلاء هن زوجات فلسطينيات أو عربيات من مواليد الخارج، قدمن بتأشيرة سياحية وتزوجن بانتظار الحصول على لم شمل وهوية، لكن الاحتلال أوقف هذا الملف منذ بداية انتفاضة الأقصى 2000، وبقيت بحسب مصادر الحملة لدى هيئة الشؤون المدنية الفلسطينية 22 ألف ملف مطالبة بلم شمل أفراد لا يحملون بطاقات هوية، بعائلاتهم.
التونسية "نور بن قاسم حجاجي" أيضا حرمت من زيارة عائلتها في تونس منذ ثمانية سنوات ويزيد، حيث قدمت في 2012 بتصريح دخول لتلتحق بزوجها في قرية مسحة القريبة من سلفيت شمال الضفة الغربية، في حينه وعدت أن تحصل على لم الشمل خلال عام أو عامين على الأكثر.
حجاجي وزوجها قدما طلب لم الشمل لها قبل قدومها إلى فلسطين بأربع سنوات، ومنذ 12 عاما وحتى الأن تنتظر الموافقة على هذه المعاملة، لتتمكن من إكمال حياتها العاديةقالت ل"فلسطين اليوم":"لااستطيع التحرك داخل فلسطين، لا أخرج من القرية التي أعيش بها إلا للضرورة القصوى، وبعد التأكد من عدم وجود أي حاجز إحتلالي على الطريق".
تعيش حجاجي كما غيرها خطر الترحيل وترك أطفالها الأربعة هنا بلا والدتهم في حال حدوث ذلك، وهو الكابوس الذي يلاحقها دائما، وفي المقابل انقطعت بالكامل عن عائلتها في تونس:" لا نستطيع أن نشارك أهلنا لا في طرحهم ولا فرحهم".
ديانا أحمد من حملة #لم_الشمل_حقي قالت أن هذه الحملة و الفعاليات التي تقوم بها بهدف حصولهم على الهوية الفلسطينية ليتمكنوا من الحركة في داخل فلسطين وخارجها.
وقالت لـ" وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "نحن نعلم أن هذا الملف مجمد من قبل الاحتلال ولكن نطلب من الشؤون المدينة التحرك للضغط على الاحتلال في هذا الملف الإنساني، نحن نطلب برؤية أهالينا وأن نلتم مع عائلاتنا".