جبل الريسان .. كنز سلبه الاحتلال وحوله لبؤرة استيطانية

الساعة 02:20 م|05 فبراير 2021

فلسطين اليوم

إلى الغرب من مدينة رام الله، يقع جبل الريسان متوسطاً قرى رأس كركر وخربثا بني حارث، وكفر نعمة ودير بزيع، وظل لفترة طويلة متنفسا لتلك القرى، وملاذ سكانها عندما تضيق بهم الحياة.

تعود أطماع الاحتلال في جبل الريسان إلى ثمانينات القرن الماضي وتحديدا في عام 1983، عندما وضع يده على أكثر من ألف دونم وصادرها بحجة أنها أصبحت أراضي دولة.

واستغل الاحتلال القانون العثماني السائد قبل الاحتلال بوضع اليد على الأراضي في حال عدم استغلالها وزراعتها وتحويلها إلى ما تسمى "أراضي دولة"، وإثر ذلك ثبتت قرار وضع اليد على الأراضي.

وحاول السكان وأصحاب الأراضي في تلك الفترة وما بعدها وعبر محاكم الاحتلال إبطال هذا القرار إلا أن محاولات السكان باءت بالفشل.

كنز مسلوب

وكانت منطقة الريسان ملاذ المزارعين الذين عمدوا خلال السنوات الماضية إلى زراعتها بالقمح والشعير عدا عن الآلاف من أشجار الزيتون واللوزيات المنتشرة عليه، ليتحول هذا الكنز الاقتصادي إلى منطقة احتلالية.

وتعتبر الريسان منطقة تنزه وسياحة سكان قرى رام الله كافة، حيث باستطاعة من يصل إليها أن يشاهد الأراضي المحتلة عام 48 بوضوح.

أحال الاحتلال الريسان فور سيطرته عليها إلى منطقة عسكرية مغلقة يمنع الوصول إليها ومنع المزارعين وأصحاب الأراضي من دخولها لعدة سنوات.

ورغم المنع المتكرر وخطورة الوصول لريسان إلا أن سكان القرى والمزارعين ظلوا يتوافدون عليها الأمر الذي كان يعرضهم للملاحقة والاعتقال والتعرض للاعتداء من قبل جنود الاحتلال الذين كانوا يلاحقونهم.

بؤرة استيطانية

وفي شهر يوليو من عام 2019 قررت حكومة الاحتلال تحويل قمة جبل الريسان إلى بؤرة استيطانية ولتصبح تلك المنطقة محرمة على سكان كافة القرى والدخول إليها بات بمثابة الحلم بالنسبة للسكان، الذين ينشدون حقهم.

وبإقامة المستوطنة باتت قرى رأس كركر وخربثا بني حارث، وكفر نعمة ودير بزيع، تعيش في سجن كبير بعد ان باتت المستوطنات تحاصرها من كل مكان، وأثر السيطرة على جبل الريسان الموقع الاستراتيجي والمتنفس الأبرز لها.

ومن خلال السيطرة على جبل الريسان تسعى سلطات الاحتلال لربط العديد من المستوطنات حول رام الله ببعضها، وفصل العديد من قرى المدينة الغربية بعضها عن البعض.

كما ويهدف المشروع الاستيطاني على قمة جبل الريسان الى مصادرة ما بين 700 إلى ألف دونم من أراضي الجبل، التي تتبع القرى غرب رام الله.

وتحولت قمة الريسان إثر السيطرة عليها إلى نقطة مواجهات مستمرة بين سكان القرى هناك وجنود الاحتلال والمستوطنين الذين لم يكتفوا بالسيطرة عليها بل وتقطيع الأشجار وتغيير معالم المنطقة وحرمان السكان من الوصول إليها.

كلمات دلالية