نظرة تأصيلية لمقاصد الشريعة ‼ بقلم/ وليد حلس

الساعة 10:29 ص|05 فبراير 2021

فلسطين اليوم

 بسم الله الرحمن الرحيم    

 (وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلْقَيِّمَةِ)

إن الله - عز وجل - يحب أن يُعبد على علم وبما شرع ، فمن عبد الله على جهل فكأنما عصاه .

ونحن مأمورون بأن نتعبد ونتقرب إلى الله - عز وجل - بما شرع ، وبما جاء به النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه أجمعين - وسار على دربه و هديه آل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه الغر الميامين والتابعين وتابعيهم مما صح وثبت عنه _ صلى الله عليه وسلم -  من غير زيادة أو نقصان ، ومن غير تحريف وتبديل وابتداع ، خاصة فيما هو ثابت من النصوص الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية .مثال قوله صلى الله عليه وآله وسلم.

 (صلوا كما رأيتموني أصلي ) (وخذوا عني مناسككم) ( وهذا وضوئي ووضوء الأنبياء من قبلي) نصوص واضحة وصريحة لاتحتاج  لتأويل

 والتي استقرت بعد ذلك في نفوس الأمة بالتواتر اللفظي والمعنوي والعملي ، رغم كل محاولات التشكيك المتكررة فيها والسطو عليها لأن الله حاميها وحافظها من عبث البشر . .  والشريعة هي النصوص المقدسة من الكتاب والسنة الثابتة ، أما الإجتهاد الفقهي فهو استنباطات الفقهاء والعلماء في دائرة هذه النصوص ، أو فيما لا نص فيه   والشريعة ثابتة في الكليات والأصول لا تتغير ، ولا تتطور .  والشريعة وحي الله الثابت والمتكفل بحفظه .

 اما الإجتهاد الفقهي فمن خصائصه أنه مرن في الجزئيات والفرعيات ؛  متحرك ، ويتطور بتغير الزمان والمكان والبيئة . وهو من عمل وصنع الإنسان واجتهاده فيما لا نص فيه وهو ليس مقدس ، لانه يعتريه النقصان والخطأ والتغيير .

 يقول علماء التأصيل الشرعي والمقاصد أيضا بأن للإسلام ثلاثة دوائر :

أولها: دائرة النص الشرعي من الكتاب والسنة المطهرة ومصادره الأخرى .

ثانيها: دائرة العقل ، وهي أداة البشر في التعاطي مع النصوص ومدلولاتها واستنباطاتها .

وثالثها: دائرة الفعل والتطبيق والممارسة وفق الفهم الشامل السليم والصحيح ، بلا تشدد أو تنطع أو لي اعناق تأويل  تلك النصوص لتجييرها بما يخدم أهواء الحكام والسلاطين وغير ذلك ، وهي الأخطر في حلقات الدوائر ، وفيها الأزمة ؛  حيث لايوجد أزمة في النصوص ولا في العقول المتوفرة بكثرة أيضا ، ولكن أزمة الأمه اليوم في الفهم وفقه التطبيق والممارسة ، فعلينا أن نقدم اليوم الإسلام  للناس مرتبطا بالأصل ، مشروحا بلغة العصر ، موصولا بالواقع والزمان والمكان ، يأخذ كل ما هو قديم صالح ، ويتقبل كل ما هو جديد نافع ، لا يتعارض مع الأصول الثابتة ، وهكذا .

 نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا ، ويزيدنا علما

، ويرزقنا الفهم الصواب للفقه والدين ، والسيرَ على هديه - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - اللهم آمين .

كلمات دلالية