خبر حماس ترفض «الانتحار» بتبني «التزامات» السلطة!

الساعة 07:32 ص|14 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

أكدت مصادر فلسطينية مشاركة في حوارات القاهرة أن التوافقات المعنوية كانت جيدة ولكن التوافقات العملية كانت في الهوامش وليس في الجوهر. ففي حماس شعور بأن حركة فتح تحاول ابتزازها عبر استخدام الضغوط الدولية والإقليمية من أجل دفعها إلى تغيير مواقفها. وهذا ما لمسته حماس على وجه الخصوص من إصرار فتح على عدم القبول بالصيغة التي تم التوافق عليها في اتفاقية مكة بشأن «احترام» التعهدات والالتزامات التي تعهدت بها السلطة، والمطالبة بـ«الالتزام».

وأشار مصدر فلسطيني مطلع  لصحيفة "السفير اللبنانية" إلى أن حماس تؤكد وتحاجج بأن الخلاف ليس على استخدام المفردات وإنما على دلالاتها.

وترى حماس أن إجبارها على قبول هذه الصيغ يعني دفعها للانتحار، من خلال إلغاء عناصر تميز موقفها عن موقف فتح. ويرى بعض قادة حماس أن فتح تتصرف وكأن حماس محشورة في زاوية وبالتالي تحاول الضغط عليها أكثر وأكثر. ويؤكد هؤلاء أنه في ما يتعلق بالحكومة، فإن برنامجها لن يكون أكثر مما نصت عليه اتفاقية مكة وبيان حكومة الرئيس إسماعيل هنية.

ولا تخفي حماس في هذا السياق استعدادها للقبول بتعيين رئيس حكومة غير إسماعيل هنية.

 

 لكنها في المقابل تؤكد أنها لن تقبل أن يملي أحد عليها رئيس الحكومة المقبل، وهي التي ستختاره وفقاً للمصلحة الفلسطينية العليا، ووفق حقها بموجب نتائج الانتخابات. وقد رفضت حماس في المداولات كل حجج فتح من أن الحكومة هي حكومة الرئيس عباس، وهو الذي يقوم بتعيينها وهي تؤكد أن الرئيس يصادق على تشكيل الحكومة، وليس من يقوم بتعيينها.

وتحاجج فتح في جلسات اللجان بأن رفع الحصار مشروط بـ«الالتزام» بالاتفاقيات وليس باحترامها فقط. وتقول إن نتيجة الاحترام ظهرت بالنتائج التي آلت إليها الساحة الفلسطينية في العامين الأخيرين. وقد كرر قريع في المداولات قوله بأن وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أبلغت الرئيس محمود عباس أنها تريد اعترافاً شفافاً كـ«الكريستال» من الحكومة الجديدة، إذا شاءت نيل هبات إعادة الإعمار.

وإلى جانب الخلاف على الحكومة، هناك خلاف جوهري مهم على لجنة الانتخابات وتشكيلها. إذ تشدد فتح على أن للرئيس عباس صلاحيات منصوصاً عليها في النظام الأساسي للسلطة وبينها تعيين اللجنة العليا للانتخابات. غير أن حماس تقول بأن مكانة الرئيس إشكالية وبالتالي لا يمكن الاعتماد على النصوص بل ثمة حاجة للتوافق. ولهذا السبب تصر حماس على أن تتشكل لجنة الانتخابات بالتوافق والرئيس يقوم بالتوقيع على قرار تشكيلها.

ويبدو أن حماس تصر على عدم التنازل عن حقها في تمييز نفسها عن سواها بـ«الجملة السياسية». وهي ترى أن كل تنازل لها عن ذلك يعني انتحارها سياسياً. وترى أن المصلحة تقتضي من الجميع التنازل وليس منها فقط. كما أن المواقف الدولية ليست قضاءً مبرماً ويمكن مواجهتها أو الالتفاف عليها بموقف عربي.