اولويات حوار القاهرة

الساعة 01:25 م|04 فبراير 2021

فلسطين اليوم | خالد صادق

حددت فصائل العمل الوطني والاسلامي اولوياتها التي ستتمسك بها في حوارات القاهرة, وقال عضو المكتب السياسي ومسؤول الدائرة السياسية في حركة الجهاد الإسلامي، الدكتور محمد الهندي، أن المسألة الأساس خلال اجتماع الفصائل في العاصمة المصرية، القاهرة، هو انتخاب مجلس وطني فلسطيني يُعيد بناء المؤسسات الفلسطينية. وأكد أن الفصائل الفلسطينية لديها رؤية مشابهة بالنسبة لموضوع المجلس الوطني الفلسطيني، مشيرًا إلى أنه في القاهرة ستتم مناقشة مسألة إجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني لوحده. وقال: "حريصون على أن يكون هناك موقف فلسطيني موحد؛ لأن العديدين يريدون التفلت من التزاماتهم", والسؤال المطروح الان هل يمكن ان تتجاوب السلطة الفلسطينية مع مطالب الفصائل وتقر اجراء انتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني, ام ان هذا الملف من الممكن ان يؤدي الى تفجير الخلافات وتفاقم المشكلات خاصة ان السلطة الفلسطينية لديها مرجعية غير تلك المرجعية التي تجمع عليها جل الفصائل الفلسطينية, التي ترى ان اوسلو لم تعد مرجعية صالحة بعد كل هذه التجاوزات للاحتلال الذي تنصل من كل اتفاقات اوسلو .

 

 السلطة الفلسطينية لا زالت تتمسك بخيار التسوية ظنا منها ان ادارة جو بايدن ستعود عن تلك الخطوات التي اقدمت عليها ادارة دونالد ترامب بنقل السفارة الامريكية للقدس واعتبارها عاصمة موحدة للكيان الصهيوني, والعودة الى خيار حل الدولتين, والتحلل من صفقة القرن ورفض مخطط الضم الاستعماري والعودة الى طاولة المفاوضات, وهذا الموقف من الممكن ان يؤدي الى تفجير الخلافات بين الفصائل ووفد حركة فتح الذي يرأسه جبريل الرجوب, لذلك فان الفصائل تذهب الى الحوار في القاهرة وهى متشككة في قدرة السلطة على التخلص من "اوسلو" والتوافق على برنامج وطني, ووقف مسلسل التفاوض العبثي مع الاحتلال, وتعدد خيارات المواجهة مع العدو الصهيوني, وتصريحات رئيس وفد فتح الى القاهرة جبريل الرجوب بأننا منفتحون على أي عمل سياسي مرجعيته الرباعية وأطراف دولية لحل الصراع, ولن نقبل أن تكون أمريكا الراعي الوحيد. وان خيار المقاومة استراتيجي ولاعتبارات مختلفة نرى فيها بعدا شعبيا وسلميا, تجعل الامر لا يبدو مريحا لان في هذه التصريحات تعني ان فتح لم تحسم خيارها التوافق مع الفصائل الفلسطينية.

 

 عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية قال "شكل مشاركتنا في الانتخابات مرهون بما نتفق عليه في حوارات القاهرة، ويوجد خيارات متعددة لشكل مشاركة حماس  بالانتخابات" فحماس لديها معايير محددة وتعتبر ان تجاوز هذه المعايير يعني تراجعها عن قرار المشاركة في الانتخابات, وأضاف "وثيقة الاتفاق الوطني 2006 وما توصلنا إليه في بيروت تشكل القاعدة المشتركة لما يمكن أن نصل إليه، نريد أرضية سياسية مشتركة، ولكل الفصائل الحق في أن تقول ما تريد، ونريد التوافق لمواجهة المشروع الصهيوني والتحديات حتى تعود القضية إلى ضمير الأمة، وفي المقابل لا نريد للحكومة في الضفة وغزة والقدس أن تطغى على منظمة التحرير، ولا نريد للسلطة أن تطغى بأموالها وآلياتها على منظمة التحرير وليس مسموحا للاحتلال ان يعبث في موضوع الانتخابات ويجب اجراء الانتخابات بحرية في الضفة والقدس" وهذه اولويات حماس التي تتمسك بها, فهل يمكن ان تتوافق هذه الاولويات مع رغبات السلطة وتوجهها نحو الانتخابات, وهل حماس تضع في مخيلتها حلول اخرى يمكن ان تصل بها الى توافق مع السلطة وحركة فتح.

 

 حركة «فتح» تتّجه إلى التخلّي عن فكرة التوافق على قائمة مشتركة للانتخابات النيابية، في ظلّ بروز «فيتو» إسرائيلي ضدّ تشكّل قائمة من هذا النوع، قد تجعل من «حماس» مكوّناً رسمياً يُمثّل الفلسطينيين, وهذا تحدي اخر امام نجاح الانتخابات, كما ان فتح تسعى لان تدخل الانتخابات بقائمة واحدة كي تضمن ان تصب اصوات النخابين في اتجاه واحد وليس في عدة اتجاهات لقيادات فتحاوية تنتوي الترشح خارج قوائم فتح, خاصة ان التيار الاصلاحي الذي يتزعمه القيادي المفصول من فتح محمد دحلان يناور بقوة للمشاركة في قوائم فتح الانتخابية, وحتى الان يرفض رئيس السلطة ذلك, بل ان هناك من وجه تهديدات لكل شخص من فتح يحاول ان يدخل الانتخابات خارج قوائم الحركة, وكل هذه تمثل الغام يمكن ان تفجر موضوع الانتخابات برمته, لكن تبقى حوارات القاهرة هي التي ستجيب عن الكثير من التساؤلات التي تشغل الرأي العام والشارع الفلسطيني.

كلمات دلالية