محفّظو غزة يتجاوزون حصار كورونا الكترونياً

الساعة 01:01 م|04 فبراير 2021

فلسطين اليوم

سماح الأيوبي

إغلاق المساجد الذي جاء كإجراء احترازي من قبل الجهات الحكومية، خشية تفشي فايروس "كورونا" ، لم يوقف حلقات التحفيظ في غزة، بل دفع المحفظين للالتقاء بالطلاب الكترونياً.

ففي الوقت الذي فرض فيه فايروس "كورونا" حصاراً وإغلاقاً على العديد من دول العالم، استطاع العشرات من المحفظين في قطاع غزة إبداع حلول من أجل تجاوز إغلاق المساجد، كان أبرزها انتقال حلقات التحفيظ إلى مواقع التواصل الاجتماعي، والالتقاء بهم الكترونياً، بما يضمن حفظ الورد اليومي للطلبة، ودوامهم على الحفظ.

إنجازات التحفيظ الالكتروني

مشرفون ومسؤولون عن التحفيظ في غزة، أشاروا إلى أن إنجازات الحفّاظ في فترة "كورونا"، أصبح أفضل من السابق.

وأشار د. محمود خاص، مدير دار القرآن الكريم والسنة سابقاً ومدير فرع غزة حالياً، إلى أن حلقات التحفيظ الالكتروني، ورغم كورونا حققت نتائج أفضل من أعوام سابقة في تخريج أعداد الحافظين للقرآن الكريم."

وأوضح خاص في حديثه لـ "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" ، "أنه تم تخريج الكترونياً، 756 حافظاً وحافظة لكتاب الله تعالى، و 1249 حافظاً وحافظة ثبتوا القرآن الكريم وفق مستويات عدة، و 7,730 خريجاً وخريجة من دورات التفسير والتدبر للقرآن الكريم وسور منه."

وأكد في حديثه على أهمية حلقات تحفيظ القرآن الكريم، وضرورة تطوير العمل، وتنسيق الجهود، وتبادل الخبرات بين العاملين في خدمة القرآن الكريم وأهله.

وفي نفس السياق، أوضحت محفظة مسجد الأبرار بغزة، عطاف حسين (52 عاماً)، " أنه مع تعليق قرار إغلاق المساجد بسبب كورونا، إلا أن إنجازات الطالبات الكترونياً هي نفس الإنجازات وأفضل من السابق."

أشكال تواصل الحلقات

وذكرت حسين لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، "أن أشكال التواصل مع الطلبة تختلف من طالب لآخر؛ وذلك لأن عدداً من الطلبة ليس لديه إمكانيات كغيره، ما يدفعنا للتواصل مع الطلاب أحياناً من خلال الاتصال الهاتفي عبر الجوال، إلا أن الشكل الأبرز للتواصل يكون عبر الواتس أب."

ونبّهت إلى أن "هذه الطريقة الالكترونية، لاتكاد تخلو من بعض المشاكل والمعوقات، أبرزها فقدان الانترنت خلال الحلقة المباشرة، إلا أننا نحاول أن نتجاوزها بكل ما أمكننا من وسائل أخرى."

رأي الحفّاظ

كما وأن الطالب لؤي الأيوبي (14 عاماً)، أحد طلبة التحفيظ في مسجد حسن البنا بغزة، يلتزم مع شيخه في حلقات التحفيظ عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

يقول الأيوبي، " إن هذه الوسيلة جميلة ومناسبة، حيث أتواصل بشكل مباشر مع المحفظ لتسميع ما أحفظ من وردي اليومي."

ويضيف " أنا سعيد جداً أن دائرة التحفيظ وجدت هذا الحل بشكل سريع، حتى أستطيع أن أنجز ولا أتكاسل، ولا أتأخر عن حفظي للقرآن الكريم."

وقال الطالب مالك خاص، "هذه وسيلة مناسبة جداً، وأشكر كل من ساهم لإيجاد هذا الحل، لأني أنجزت ما لم أنجز في المسجد وجاهياً."

ويتابع، " رغم ضعف الانترنت عند شيخي المحفظ، إلا أنه يحاول جاهداً لسماعي وتحفيظي أنا وزملائي، ويقوم بتشجيعنا دائماً معنوياً، لكي لا نتكاسل وننجز أكبر قدر ممكن من القرآن إلى حين حفظنا كاملاً له بإذن الله."

ويبقى التحفيظ الالكتروني هو الحل الأنسب في ظل تفشي الفيروس، وإغلاق المساجد، إعمالاً لمقاصد الشارع في حفظ النفوس والاحتياط من الأذى.

كلمات دلالية