خبر القصف اليومي لتجمعات الأنفاق يشعر المواطنين في رفح أن الحرب الإسرائيلية لم تنتهي

الساعة 06:15 ص|14 مارس 2009

فلسطين اليوم-غزة

بات القصف الإسرائيلي لما يعرف بـ "تجمعات الأنفاق" الواقعة بالقرب من الحدود المصرية الفلسطينية جنوب محافظة رفح أشبه بالروتين اليومي، الذي أجبر المواطنون من سكان محافظة رفح على تجرعه.

 

فسكان محافظة رفح، وخاصة من يقطنون جنوبها، لم يشعروا يوما أن الحرب الإسرائيلية توقفت، فالغارات تتواصل ليل نهار، وما زالوا يعيشون حياة التشريد، ويفتقدون الشعور بالأمان أو الاستقرار.

راقب السماء تسلم!

ويؤكد معظم سكان جنوب المدينة، أنهم يقضون معظم أوقاتهم في مراقبة السماء بآذانهم وأعينهم، لمعرفة ما إذا كانت هناك طائرات تحلق.

وقال المواطن كمال سليم: "بمجرد أن نرى أو نسمع أصوات طائرات الاستطلاع "الزنانة" تحلق في الأجواء نعرف أن ثمة نية إسرائيلية لتنفيذ غارات تجاه الحدود خلال الساعات المقبلة".

وأشار إلى أنه بالتركيز ومتابعة الطائرات بصورة جدية يمكن معرفة المنطقة التي تنوي الطائرات استهدافها، موضحا أن طائرات الاستطلاع تحوم بصورة دائرية فوق المنطقة المنوي استهدافها.

أما المواطن سامر حمدي ويقطن بالقرب من مخيم الشعوث القريب من الحدود فيؤكد أن مراقبة السماء أسهمت في حماية المواطنين من سكان جنوب المدينة، خاصة من تقع منازلهم بالقرب من الأنفاق.

وأشار حمدي إلى أن هناك جملة من الإجراءات يتخذها المواطنون بعد تحليق الطائرات، موضحا أن البعض يغادرون منازلهم، وآخرين يلتزمون منازلهم ويتجنبون التواجد في الغرف المواجهة لمنطقة الحدود، والبعض الآخر يقوم بفتح الأبواب والنوافذ تحسبا لتحطمها.

أما عمال الأنفاق فيؤكدون أن مراقبة السماء بصورة جيدة هي بمثابة طوق النجاة الوحيد من الغارات الإسرائيلية، لافتين إلى أنهم يسارعون لمغادرة الأنفاق والابتعاد عن مناطق الخطر، كلما رأوا أو سمعوا طائرات الاستطلاع تحلق في الأجواء.

قلق دائم

ويقول المواطن سهيل خلف من سكان مخيم يبنا جنوب محافظة رفح: إنه يعيش وأفراد عائلته حالة من القلق الدائم جراء استمرار الغارات تجاه المنطقة الحدودية، خاصة وأن الغارات المذكورة تنفذ في الغالب بصورة مفاجئة ودون سابق إنذار.

وأشار خلف إلى أنه ترك منزله لفترة من الوقت، لكنه وبعد أن مل حياة التنقل والترحال استسلم في نهاية المطاف للأمر الواقع، وقرر الاستقرار في منزله، رغم ما قد يشكله ذلك من مخاطر كبيرة على حياته وحياة أبنائه.

وقال: إنهم حين يتم استهداف الأنفاق بالقنابل الارتجاجية يشعرون باهتزازات عنيفة، ويخيل لهم بأن البيت على وشك الانهيار، ويعلو صراخ الأطفال.

وأشار خلف إلى أن نوافذ المنزل تحطمت تماما، والجدران تعددت فيها التصدعات، أما السطح فقد تضرر كل ما عليه من خزانات ومرايا بسبب الحجارة التي تتطاير على المنزل في كل غارة.

ويؤكد المواطن محمد أبو جزر من سكان حي البرازيل أن قصف الأنفاق بات أشبه بالروتين اليومي، الذي حول حياة سكان جنوب المدينة إلى ما يشبه الجحيم.

وقال أبو جزر: "الغارات الليلة هي أكثر ما يزعجنا، فمعظم الليالي نستيقظ على وقع الانفجارات العنيفة والاهتزازات، وكثيرا ما اضطر للمبيت في غرفة أبنائي، لأشعرهم ببعض من الأمان الذي افتقدوه".

وأشار إلى انه يلاحظ اختلاف نوعيات الصواريخ والقنابل التي تطلق تجاه الحدود، فبعضها يصدر ضوءا أحمر قويا، وأخرى أبيض، وبعض الصواريخ تحدث انفجارات هائلة، وأخرى تتسبب في اهتزازات أرضية، قائلا: "يبدو أن إسرائيل باتت تستخدم منطقة الحدود كساحة اختبار للمقذوفات والقنابل بمختلف أنواعها"، ولم يستبعد أن تحتوي بعضها على مواد مشعة أو سامة، قد تترك آثارا خطيرة على صحة المواطنين مستقبلا.