صور: "سميرة" تدفئ بطون عشرات الأسر الفقيرة مجانًا

الساعة 02:26 م|30 يناير 2021

فلسطين اليوم | مطر الزق

بيتها المتواضع يتحول لخلية نحل، أحدهم يٌشعل موقد النار، وأخريات يجهزن ورق السبانخ لطهي الطعام، وعشرات من الأطفال يَؤُمُّونَ منزلها حاملين بأيديهم الصغيرة أوانِ لتعبئتها بما يسد جوعهم.

هذا المشهد الإنساني المؤثر يتكرر يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع، في بيت المواطنة سميرة أبو عمرة بمدينة غزة، التي أخذت على عاتقها مساعدة الفقراء في الحي الذي تسكنه بقدر ما تحصل من تبرعات بسيطة.

سميرة أبو عمرة (41 عامًا) تحصل على تبرعات بسيطة من فاعلي خير من خارج قطاع غزة مرتين في الأسبوع بحيث لا يتجاوز المبلغ الذي تُحصله الـ 56 دولارًا أمريكيًا، وتُعد بالمبلغ الطعام الذي يكفي لعشرات الأسر والعائلات المتعففة في منطقتها.

تُحرك سميرة مكونات الطعام من "حمص حب، وملح، وورق السبانخ، والبهارات، وبعض من الأرز في ماء ساخن" وتقول لمراسل "فلسطين اليوم": "أشعر بالفرحة الكبيرة جدًا وأنا أرسم البسمة على وجوه هؤلاء الأطفال الذين يعانون الفقر والجوع بسبب ما نعيشه من أوضاع اقتصادية صعبة منذ سنوات عدة".

ما أن تدور الملعقة الكبيرة داخل القدر حتى تفوح رائحة الطعام الشهي لتجذب عشرات الأطفال ممن يحملون الأوانِ على رؤوسهم ينتظرون في طابور طويل نضوج طبق السبانخ.

سميرة التي ترتسم البسمة على شفاهها تقول: "أُعد الطعام لفقراء الحي بشكل مجاني، فهو مدعوم من أهل الخير من خارج قطاع غزة"، مشيرة إلى أنها تجلب بالتبرعات مكونات وجبة الطعام لتطهوها إلى الفقراء.

يكفي الطعام الذي تُعده سميرة لنحو 25 إلى 30 أسرة فقيرة من سكان الحي إلا أن ذلك لا يكفي لإطعام كافة الأسر المحتاجة في منطقتها كما تقول.

تتعرض سميرة للإحراج في كثير من المناسبات خاصة عندما يتساءل الأطفال عن اللحمة في طبق السبانخ وتقول سميرة لمراسلنا: "يأمل فقراء الحي أن أطهو لهم اللحوم إلا أن المبلغ الذي أحصل عليه من فاعلي الخير لا يكفي لشراء اللحوم ومكونات الطعام".

عيون الفقراء من أطفال ونساء ورجال تبتسم من جديد عندما تبدأ سميرة بسكب الطعام في أطباقهم حيث يعود الفقراء إلى منازلهم مسرورين بما حصلوا عليه من طبق طازج ساخن ليدفئوا به بطونهم الجائعة.

بعض السيدات عبرن عن فرحتهن لحصولهن على الطعام المجاني بعد طابور الإنتظار، وأكدن لمراسل فلسطين اليوم أن أزواجهن لا يجدون فرص العمل وأن أطفالهن لا يجدون الطعام لأيام عدة.

وتتمنى السيدات اللاتي يحصلن على الطعام الشهي من سميرة أبو عمرة أن تواصل سميرة عملها الخيري وتقدم المزيد من الطعام المتنوع للأسر الفقيرة.

ووفقًا لإحصائية الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني فإن عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة وصل إلى 232 ألفًا بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية للغاية، جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ 2007.

أما إحصائية المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان والتي صدرت نهاية يناير/ كانون الثاني 2020 فقد أشارت إلى أن نصف سكان قطاع غزة يعانون من الفقر.

امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (21).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (18).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (15).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (14).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (10).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (8).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (6).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (5).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (4).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (2).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (26).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (24).JPG
امرأة غزية تحاول تدفئة بطون الفقراء في غزة بـالتكية (22).JPG
 

كلمات دلالية