يوسف من غزة.. مثابرة وتحدي للحياة بلا قدمين و لا ساعدين

الساعة 07:22 م|19 يناير 2021

فلسطين اليوم- غزة - سميرة الافرنجي

تقرير/ سميرة الإفرنجي

في منتصف الليل ,يذهب يوسف أبو عميرة ,الذي يبلغ من العمر 24 عاما إلى غرفته، ومن ثم يشرد بذهنه متأملاً السماء من نافذة غرفته، تحلق أحلامه الى الأفق العالي، ويرسم أحلامه بين تلك النجوم المبعثرة والقمر الذي يضخ نوره عليها وكأنه تأتيه إشارة واضحة لا لليأس، ثم يتمتم بصوت منخفض سوف أتمكن من لعب الكاراتيه الذي احلم به بالعزيمة والإصرار وليس بيدي وقدمي الذين لا املكهم، ومن بعد ذلك يخلد إلى النوم .

وفي يوم جديد، ينهض يوسف من سريره وفي قلبه حب للحياة مع زقزقة العصافير عند شرفة غرفته، إلا انه يصاب بخيبة أمل عندما يرى كرسيه الكهربائي و لم يكتمل شحنه بسبب انقطاع الكهرباء في ظل أوضاع بلده، ويأخذه التفكير: "كيف لي أن أمارس حياتي الآن حيث إني اذهب بالكرسي المتحرك العادي لاستكمال نشاطاتي اليومية والذهاب للنادي، و من سوف يساعدني بركوب سيارة الأجرة وإنزالي منها..؟

يقول يوسف لـ "وكالة فلسطين اليوم الاخبارية" :"لا حياة مع اليأس، لقد تخرجت من الجامعة الإسلامية  بتخصص الشريعة والقانون بمعدل 92%، وتوجهت للتدريب بلعب الكاراتيه والقيام بالسباحة وهنا كانت يد الله ممدودة لي عن طريق الكابتن حسن الراعي حيث أنه تكلف بكل شيء، وامتلك قناة على موقع "اليوتيوب"  يتابعها 17 ألف لإيصال رسالتي لهم بأنه لا لليأس، وأبرمج الفيديوهات، ولم أضيع وقتي بتثبيط معنوياتي ".

ويشير الى وجود بعض الصعوبات التي تواجهه، وذلك لعدم وجود الأماكن المناسبة له، حيث أنه يتدرب في نادي المشتل الرياضي الذي يحتوي على العديد من المدرجات التي لا يمكن أن يتجاوزها  إلا أن وجد من يساعده .

و يقول يوسف :"كانت دائما تراودني فكرة البحث عن المساعدات من الجمعيات ولكن لا جدوى بذلك، حيث لم احصل سوى مرة واحدة فقط،  حصلت على كرسي كهربائي، وعندما تعطل قمت بإصلاحه بنفسي بمصروفي الخاص، وحتى أن المساعدات الخاصة مثل الشؤون تم قطعها عني".

ويختتم حديثه قائلاً: "أن ذوي الاحتياجات الخاصة ليس بحاجة للنصيحة، لأنهم لديهم المواهب الخاصة بهم ويعتمدون على أنفسهم بتطوير ذاتهم".

يوسف2.jpg
يوسف.jpg
يوسف1.jpg
 

كلمات دلالية