تقليصات "الأونروا" ... تؤرق اللاجئين وتمس حقوقهم

الساعة 06:57 م|19 يناير 2021

فلسطين اليوم- غزة - سماح الأيوبي     

 تقرير/ سماح الأيوبي

في الوقت الذي يُهدّد فيه الحصار وتفشي فيروس كورونا الواقع المعيشي للآلاف من الأسر في قطاع غزة، جاء قرار وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" بتقليص الحصص الغذائية المقدمة للاجئين الفلسطينيين، فمع مطلع العام الجاري، بدأت "الأونروا" بحجب المساعدات الغذائية عن عدد كبير من اللاجئين الذين يصل عددهم تقريباً 5  آلاف لاجئ من الموظفين الحكوميين وغير الحكوميين والمتقاعدين في قطاع غزة.

و تعد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، الرئة الأساسية التي يتنفس من خلالها اللاجئون الفلسطينيون في غزة، وفي مختلف مناطق الشتات الأخرى، فمنذ إنشاءها أُنيطت لها مهمة إغاثة اللاجئين الفلسطينيين، وتشغيلهم وتوفير العيش الكريم لهم إلى حين عودتهم.

و بدأ قلق وغضب اللاجئين الذين طالهم تقليص المساعدات في عدة مناطق بقطاع غزة، و ما زاد الطين بلة، قرار إمكانية توحيد الكوبونة التي تكاد تكفيهم كل ثلاثة شهور متواصلة.

من جهته عبر الموظف محمد الأيوبي عن صدمته وغضبه بعد وصول رسالة هاتفية من " أونروا"، موضحاً فيها أنه مسجل كموظف في البيانات التي بحوزة الأونروا، هذا يعني أنه تم حجبه من السلة الغذائية التي يأخذها كل ثلاثة شهور .

ونوّه الأيوبي " لوكالة لفلسطين اليوم الإخبارية" الى أنه يسعى حالياً لجلب أي أوراق تثبت أنه مريض بأمراض مزمنة، ولا يتقاضى راتب كامل من السلطة، كما ولديه ثلاثة من الأبناء الذين يدرسون بالجامعات.

وأكد على أن القرار سيء للغاية، وجاء في وقت يعاني فيه جميع الموظفين والمتقاعدين ظروفاً صعبة، وقد تصل إلى أسوأ من أوضاع العمال.

وذات الرسالة الهاتفية، كانت قد وصلت الموظف بحكومة غزة، نضال أبو سمعان، الذي عبر عن تفاجئه من هذا القرار الصادم بالنسبة له.

وقال أبو سمعان: " هذا قرار ظالم، وغير منصف لأني أعاني من أعباء مادية تقع على كاهلي، وأعاني من تدني مستوى الراتب، ولدي خمسة من الأبناء، كما وأعيل أمي التي تقطن معي بنفس البيت، وأنا أعتمد اعتماداً كاملاً على الكوبونة التي آخذها كل ثلاثة شهور."

وأشار الى أن الموظف في قطاع غزة بحاجة كغيره للمساعدة التي تخفف عبئاً كبيراً عنه، ويتطلع لرفع راتبه باستمرار، كونه يعيش في ضائقة مالية.

   وأكد أن قرار "الأونروا" واستهدافها شريحة الموظفين بالقطاع هو خطأ كبير وفادح.

يشار الى ان سلسلة فعاليات شعبية جرى تنظيمها في غزة، تابعة للجان اللاجئين، عقب قرار الأونروا بإعادة هيكلة المعونات، حيث دعت الفعاليات الأونروا، للتراجع عن قرارها، والبحث عن مصادر تمويل جديدة، وعدم المساس بحقوق اللاجئين الفلسطينيين، خاصة في قطاع غزة.

في المقابل نفى الناطق باسم وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين، عدنان أبو حسنة، أن يكون هناك تراجع أو تقليص للمنح والمساعدات الغذائية.

وبيّن أبو حسنة ل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، " أن ما تقوم به الأونروا الآن، هو جمع وتحديث بيانات المستفيدين، الذين يتلقون مساعدات غذائية وكابونات، من فئة الموظفين الذين يتقاضون رواتب ثابتة وبانتظام، ولم يتم قطع أي من المساعدات حتى الآن، بل هذه مرحلة جمع بيانات فقط.

و أكد أبو حسنة أنه تم تحديد الحد الأدنى للأجور، وهو حول 1500  شيكل، والفئة التي ستُستثنى، هي فئة الذين يتلقون رواتب ثابتة، ودخل منتظم.

و لفت الى أن عدد المستفيدين من خدمات الأونروا اليوم، هو مليون ومئة ألف، موضحاً أنه بعد هذه الإجراءات، فإن العدد سيرتفع إلى مليون ومئتي ألف مستفيد من خدمات وكالة الغوث "أونروا".

 ونوّه إلى أن إعادة هيكلة المعلومات الغذائية، تشمل فقط قطاع غزة، والسبب الذي يرجع إلى ذلك؛ أن غزة هي المنطقة الوحيدة التي تشمل أعداد ضخمة وهائلة من اللاجئين، مما يصل عددهم أكثر من مليون لاجئ، وأن مستوى الفقر أصبح في غزة واحد، ولم يعد هناك فرق بين الفقر المتقع، والفقر المطلق .

هذا وتبقى مساعدات الأونروا السند والمصدر الوحيد، للآلاف من اللاجئين، في ظل قلة فرص العمل، وصعوبة الوضع الاقتصادي والمادي بغزة، حيث أن تقليص المساعدات الغذائية يعني فقدان 24 ألف موظف مصدر دخلهم المباشر، والآلاف غير المباشر.

كلمات دلالية