مخاطر الشعبوية، هناك وهنا -هآرتس

الساعة 09:26 ص|10 يناير 2021

فلسطين اليوم

بقلم: أسرة التحرير

مسرحية رعب غير مسبوقة وقعت أول أمس في تلة الكابيتول في واشنطن. رعاع يعد بالاف الاشخاص، بينهم مسلحون اقتحموا مبنى الكونغرس بهدف تعطيل اجراء اقرار تعيين جو بايدن رئيسا. واستمد الجموع المشاغب الهامه من خطاب الرئيس دونالد ترامب الذي شجع مؤيديه على العمل لاحباط ما وصفه كـ "سرقة الانتخابات" من قبل الديمقراطيين. كان هنا دركا أسفل معيبا ومخيفا لحملة زعرنة منفلتة العقال يديرها ترامب منذ اسابيع طويلة، منذ تبينت نتائج الانتخابات التي تمنح بايدن انتصارا حادا، جليا وجارفا.

من الصعب ان نتصور ضررا اكثر جسامة من هذا بالديمقراطية الامريكية، المؤتمنة على انظمة حكم ديمقراطية، على احترام قرارات المحاكم – التي ردت كل ادعاءات ترامب بالتزوير او "بالسطو" على الاصوات، وعلى المكانة العليا للكونغرس كممثل للشعب. محاولاته هز الاعمدة الديمقراطية للقوة العظمى التي منحته الرئاسة، اوضحت مخاطر ترامب على بلاده وعلى العالم باسره.

سجلت الولايات المتحدة امس على حيطان الكابيتول عنوان تحذير صارخ ضد الصعود العالمي لزعماء شعبويين مع مزايا سلطوية – سياسيين يستعبدون "ارادة الشعب" يسوقون له صيغا عابثة سطحية ضد "النخب"، كل هدفها جمع المزيد من القوة. هذه ظاهرة عالمية واسعة، يجب أن تقلق اسرائيل ايضا. اوجه شبه كثيرة جدا تربط بين ترامب وبنيامين نتنياهو. اساس التحريض لدى نتنياهو اصبح وسلة بلاغية للسياسة؛ اجزاء واسعة من الجمهور يعتبرون في نظره خونة وطابورا خامسا؛ اليسار وصفه كعدو وطني؛ المحاكم ولا سيما محكمة العدل العليا يعرضها بهيئات تتآمر على شخصية الديمقراطية ومحاكمته يصفها كفرية وملاحقة. مؤيدوه استعرضوا منذ الان قدرتهم على الشغب والمس بمن "يلا يسير في التلم" ويبقى على الخط مع املاءات الزعيم – المتهم.

"الشغب العنيف هو النقيض التام للقيم التي يقدسها الامريكيون والاسرائيليون. لا شك عندي ان الديمقراطية الامريكية ستتغلب مثلما حصل دوما"، قال امس نتنياهو معقبا على التمرد العنيف في واشنطن. ولكن من الافضل بدلا من التصريحات الاحتفالية ان يهتم نتنياهو بقيم الديمقراطية في اسرائيل التي تحت قيادته، والتي توجد تحت هجمة لا تتوقف بسبب الدمار الذي هو نفسه يزرعه فيها.

كلمات دلالية