قرية فراسين.. حياة الكهوف في مواجهة تهجير الاحتلال

الساعة 06:34 م|09 يناير 2021

فلسطين اليوم

كثّفت قوات الاحتلال مؤخراً من عمليات الاقتحام للمنازل في قرية فراسين بجنين، بهدف خلق حالة من الرعب في صفوف السكان، إضافة إلى سلسلة من الإجراءات القمعية كمنع البناء، ومنع تزويد القرية بمصادر المياه والكهرباء، ومنع إقامة البنى التحتية الأساسية من شوارع ومؤسسات صحية وتعليمية، إضافة إلى منع استصلاح الأراضي الزراعية عبر مصادرة المعدات والآليات، وملاحقة العاملين، واستهدافهم بالضرب والاعتقال.

يشار أنه يعيش المواطنون في قرية فراسين جنوب غربي جنين في كهوف ومغر أو خيام وبيوت من الصفيح، لمواجهة الاحتلال الذي يمنعهم من البناء في قريتهم وعلى أرضهم بهدف ترحيلهم وتهجيرهم لتوسيع المستوطنات وربطها ببعضها.

وكانت قوات الاحتلال في أوائل أغسطس 2020 سلمت 36 إخطارًا لسكان القرية تقضي بهدم كل منشآت ومنازل القرية، لإزالتها بشكل كامل.

ربط المستوطنات

تحاول قوات الاحتلال إفراغ القرية والسيطرة عليها لوقوعها حول مستوطنة "حرميش" ومستوطنة "ميفودوتان"، والتي تبدوان معزولتين عن التجمع الاستيطاني المقام غرب محافظة جنين، ولذلك يسعى الاحتلال إلى تهجير سكان قرية فراسين، وتدميرها ليربط بين هاتين المستوطنتين وما بين التكتل الاستيطاني المتصل بمستوطنات فلسطين المحتلة عام 1948.

يأتي ذلك في سياق عملية الضم لمنع إخلاء أي مستوطنة معزولة، كما أنها ستؤدي إلى فصل محافظة طولكرم تماما عن محافظة جنين، وهي السياسة التي يعتمدها الاحتلال لخلق كانتونات فلسطينية معزولة في الضفة مقابل تعزيز التواصل الجغرافي والبشري للكتل الاستيطانية.

تدمير وتخريب

المواطن يوسف عمارنة هدمت قوات الاحتلال مؤخراً أبواب ومحتويات منزله في خربة فراسين دون أي سابق إنذار، بحيث فوجئ عمارنة باقتحام مجموعة من جنود الاحتلال لمنزله، وحطموا مقتنيات المنزل كالمطبخ وخزانات المياه وماتور الكهرباء والأدوات الصحية في المنزل.

وأشار عمارنة الى أن جنود الاحتلال صادروا الأبواب والشبابيك وكسروا كل ما وجدوا أمامهم، كما سرقوا خزانات المياه وصادروا الزيتون الموجود في المنزل، واصفا ما حدث بالبيت "بالدمار الشامل".

ولفت الى أن قوات الاحتلال منذ فترة طويلة تواصل التضييق على العائلات في قرية فراسين، مؤكدا أن الأهالي يصلها بشكل يومي تهديدات بالتهجير من المنطقة لكنها المرة الأولى التي تقوم فيها قوات الاحتلال باقتحام منزله فجأة وهدم محتوياته بلا أي انذار.

ونوه عمارنة أن اعتداءات وممارسات قوات الاحتلال في فراسين تهدف إلى تهجير المواطنين وإفراغها من السكان، لتسهيل الاستيلاء عليها لصالح توسيع المستوطنات.

تصنيف أوسلو

وكانت صنفت اتفاقيات "أوسلو" أراضي فراسين كافة ضمن المنطقة "ج"، ما وضعها رسمياً تحت السيطرة الكاملة لقوات الاحتلال.

وبدأت معاناة أهالي قرية فراسين تتضاعف بعد إنشاء بؤرة استيطانية قرب مستوطنة حرميش، حيث باتت طائرة استطلاع صغيرة تحوم فوق رؤوسهم كلما بادر أحدهم لبناء منزل من الصفيح، أو عمل على استصلاح أرضه الزراعية، لتصل بعدها ما تسمى بالإدارة المدنية التابعة لقوات الاحتلال، مدعومة بقوات عسكرية وجرافات، لتقوم بأعمال الهدم في المكان، أو تحذير المواطنين، أو منع القيام بأي إنشاء جديد، أو استصلاح الأراضي.

تجدر الاشارة إلى أنه يعود تاريخ فراسين الى مئات السنين، فقد كانت خطًّا تجاريًّا يمر بقرية أم الريحان ثم قرية زبدة وخربة فراسين، مروراً إلى الجنوب الفلسطيني إلى مصر عبر التاريخ، وتبلغ مساحة أراضيها 6672 دونماً ويحيط بها أراضي قرى زبدة ويعبد وقفين والنزلة الشرقية والنزلة الوسطى نزلة أبو نار، كما أنها ترتفع القرية عن سطح البحر حوالي 200 متر، فيما يبلغ عدد سكانها ما يقارب 200 نسمة.

كلمات دلالية