خريجة تمريض

قصة نجاح فتاة من غزة عملت بمهنة النجارة لتعيل أسرتها

الساعة 09:29 م|07 يناير 2021

غزة - خاص

قد يبدو غير مألوف في مجتمع محافظ كمجتمع قطاع غزة أن تجد امرأةً تحمل منشاراً أو تستخدم الات النجارة، مثل الجكسون" و "الديسك" و تمسك فرشاة تدهن بها مجسمات خشبية، فإلى وقت ليس ببعيد ، كانت هذه المهنة حكراً على "الرجال" لكنها لم تعد اليوم كذلك، فالنساء أصبحن شريكات الرجال فيها.

الشابة الفلسطينية تحرير أبو شاب "32 عامًا"، من محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، خريجة تخصص التمريض، واحدة من كثير من النساء اللاتي اقتحمن سوق العمل و عملن في مهن كانت من زمن حكراً على الرجال، مستفيدة من موهبتها في التصميم و الرسم، مدعومة بخبرة والدها الذي كان يعمل في هذه المهنة، و شجعها على البدء في مشوارها مع مهنة النجارة برفقة زوجها.

و تتحدث ابو شاب عن بداية مشروعها قائلة: "إن ولادة المشروع جاءت بعد ظروف اقتصادية صعبة مررت بها مع عائلتي، و لم انتظر الحصول على وظيفة في ظل البطالة التي تزداد في القطاع بشكل متسارع".

و يعيش قطاع غزة ظروفاً اقتصادية صعبة بسبب الحصار الذي يفرضه الاحتلال عليه منذ عام 2006، أي منذ ما يقارب 14 سنوات، حرم خلالها سكان القطاع من ابسط مقومات الحياة، و توقف عملية التوظيف و التشغيل و انعدام الفرص امام آلاف الخريجين الذين اضطروا للعمل في مشاريع خاصة، مغايرة عن تخصصاتهم الجامعية.

و تضيف الشابة أبو شاب قائلة: "بدأنا مشروعنا في النجارة بأدوات بسيطة لا تتعدى المنشار و الشاكوش و بعض المسامير، و بعض من الاخشاب  رخيصة الثمن، مثل خشب المشاطيح و اخشاب الاشجار التالفة، حيث تمكنا من انتاج بعض من قطع الاثاث البسيطة، التي حازت على اعجاب الكثيرين، و بدأوا يطلبونها".

و اشارت الى أن مشوار نجاح المشروع لم يكن سهلاً، بسبب قلة الامكانات، لافتة الى أنها بدأت بإنتاج بعض القطع منذ عام 2012، و استمرت في العمل حتى عام 2017.

و تابعت تقول: "في العام 2017، ازدادت طلبات الزبائن على القطع التي نقوم بإنتاجها، و لم يكن المكان أو الادوات يساعد في انتاج هذه الطلبيات، ما اضطرنا الى استلاف بعض المال لنشتري أدوات تسهل عملية انجاز طلبيات الزبائن".

و تقوم تحرير و زوجها بإنتاج قطع متنوعة من الأثاث المنزلي، مثل الكراسي و الطاولات و الأسرة، و قطع الزينة، حيث أن خبرتها في الرسم ساعدها في انتاج قطع جميلة و عصرية، بعد أن تقوم برسمها و وضع التصميم المناسب لها على الورق قبل أن تبدأ التنفيذ على الخشب.

وبينت أبو شاب، أن زوجها أيمن شجعها منذ البداية على انشاء هذا المشروع، بل انه يعمل يومياً داخل الورشة المتواضعة مع زوجته، لكي يساعدها في حمل الأخشاب، ووضعها على الماكينة، كما أنه يقوم برش الألوان على المنتجات.

 

و لفتت أبو شاب الى أنها في عام 2017، اصبحت لديها الخبرة و الاتقان في عملها، ما شجعها على وضع دراسة جدوى، و قدمت لإحدى المؤسسات التي تقدم قروضا لتطوير المشاريع الصغيرة، و تمكنت من انشاء منجرتها الخاصة القريبة من بيتها.

و حول التحديات التي تواجه تحرير في عملها، اوضحت بأن أزمة انقطاع الكهرباء هي اكثر المشكلات التي تواجهها، ما دفعها مؤخراً لتركيب خلايا شمسية لكي تتمكن من مواصلة عملها، لا سيما أن الكثير من الادوات تحتاج الى كهرباء في عملها.

و عن طموحاتها، تأمل تحرير ابو شاب أن تكون ورشتها معروفة على مستوى قطاع غزة، اضافة الى أنها تطمح للدخول لسوق الابواب، كما إنها تطمح في انشاء معرضها الخاص، لكي تتمكن من عرض كل ما تقوم بإنتاجه من القطع، لعرضها في السوق، و عدم انتظار الزبائن ليأتوا اليها.

منجرة14.jpg
منجرة7.jpg
منجرة13.jpg
منجرة12.jpg
منجرة11.jpg
منجرة9.jpg
منجرة8.jpg
منجرة6.jpg
منجرة5.jpg
منجرة4.jpg
منجرة2.jpg
منجرة3.jpg
منجرة.jpg
منجرة1.jpg
 

 

 

 

 

 

 

كلمات دلالية