هآرتس: أرجوحة طفل فلسطيني في مناطق “ج” خطرٌ يهدد “الدولة اليهودية”

الساعة 09:19 ص|06 يناير 2021

فلسطين اليوم

بقلم: عميرة هاس _ هآرتس

يعمل الجيش الإسرائيلي والإدارة المدنية في الضفة المحتلة حسب أوامر المستوطنين. هذا عرفناه منذ زمن، لكن حادثة مولد الكهرباء تشير إلى أي درجة كان الأمر مباشراً والامتثال سريعاً من قبل قواتنا لقادتهم سنستبق الأمور ونقول بأن المستوطنين لم يكونوا ليصبحوا قادة للجيش لولا أن مرؤوسيهم أرادوا ذلك – الحكومة واأاجهزة الأمنية.

قبل بضع ساعات على قيام جندي إسرائيلي بإطلاق النار على رقبة هارون أبو عرام، الذي يستلقي الآن مشلولاً وفاقد الوعي ومربوطاً بجهاز التنفس الاصطناعي في مستشفى في الخليل، حلقت مروحية تصوير فوق قرية الركيز في جنوب شرق يطا. نعرف أن المستوطنين قاموا بتشغيلها في الساعة التاسعة صباحاً يوم الجمعة 1 كانون الثاني (قبل يوم على عيد ميلاد أبو عرام). نعرف أن من شغلوها أرسلوا تقريراً فورياً للإدارة المدنية حول شيء ما. حول ماذا؟ حول أن فلسطينيين مخالفين للقانون ووقحين يصممون على العيش في أراضيهم، وأنهم أقاموا مرحاضاً ونصبوا أرجوحة للأطفال أو مدوا أنبوب مياه، وأنهم وضعوا سقفاً من الصفيح فوق أحد المباني. هذه مخالفات خطيرة جداً، حسب قوانين الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، طالما ارتكبها فلسطينيون.

بعد أربع ساعات على تحليق مروحية التجسس فوق رؤوس السكان، ظهر في القرية حسام معدي، ضابط البنى التحتية في إدارة التنسيق والارتباط في الخليل (جزء من الإدارة المدنية الخاضعة لوحدة منسق أعمال الحكومة في المناطق في وزارة الدفاع). وقد رافقه خمسة جنود لا نعرف أسماءهم. ونذكر بأن الوقت كان ظهر الجمعة، وأصبحت أجواء يوم السبت في معسكرات الجيش ملحوظة. هل الجنود مكتئبون لأنهم لم يعودوا إلى بيوتهم؟ هل هم مسرورون لأنهم يحبون الإثارة ويعرفون مشغّل المروحية الذي سبق أن دعاهم إلى وجبة يوم السبت في الفيلا خاصته؟ وماذا عن ضابط البنى التحتية – ما الذي دفعه بهذه الدرجة إلى اقتحام بيت أشرف وفريال عمور، ثم يأمر جنوده بمصادرة المولد، الذي يمكّن فريال من استخدام الغسالة لغسل الملابس التي يجمعها أولادها من القمامة وبعد ذلك يبيعونها في سوق مدينة يطا مقابل مبلغ زهيد.

الإدارة المدنية تخاف من أن ممثلي المستوطنين سيهاجمونهم في الحكومة وفي الكنيست وفي وسائل الإعلام إذا لم يذعنوا فوراً لأوامر الجنرال حوام.

  لا نعرف إذا كان من يشغل المروحية المصورة هو أحد السكان في المستوطنة أو في بؤرة استيطانية أو أن له وظيفة رسمية في جمعية “رغفيم” اليمينية. وفي حملتها الصليبية لطرد الفلسطينيين من المناطق “ج”، استخدمت طائرات مروحية للتجسس عليهم قبل سنوات من اتخاذ مكتب شؤون الاستيطان قرار تمويل شرائها لصالح المستوطنين.

 

من المرجح أن مروحية مجتهدة كهذه تجسست على بيت من الباطون البسيط الذي بنته عائلة هارون أبو عرام. لأن المغارة التي سكن فيها آباء العائلة وأجدادها لم تعد مناسبة للسكن. لم تسكن العائلة في ذلك البيتسوى أسبوعين، قبل أن تنقض عليه الجرافات في 25 تشرين الثاني 2020.

يئير رون، العضو في “مجموعة القرى” وصف عملية الهدم: “من قمة التلة شاهدنا كيف تقوم الجرافة بهدم البيت ومبنى الخدمات بصورة وحشية ومحسوبة، وتقوم بتحطيم صهريج المياه والألواح الشمسية، وحتى مظلة الأغنام. جيش كامل كان هناك من الجنود وحرس الحدود المسلحين والمحميين من قمة الرأس وحتى أخمص القدم، يغطون وجوههم بخوذات رجال الفضاء، وعشرات من موظفي الإدارة المدنية والسيارات العسكرية وأربع جرافات بلون أصفر. تم الهدم دون إنذار مسبق… رئيس المدمرين أيضاً لم يعط أبناء العائلة ما يكفي من الوقت لإخلاء أغراضهم، تمكنوا من إنقاذ جزء منها وبقي جزء آخر في البيت وهو الآن تحت الأنقاض، بعد أن ضربتها كفة الجرافة مرة تلو الأخرى وحطمتها بصرير مقرف يشبه تأكيد القتل. والجنرال المشرف على المروحية المصورة بالتأكيد كان يجلس في البيت ويفرك يديه مسروراً.

 

كلمات دلالية