خبر يوم المرأة في غزة: نساء بلا مأوى وأخريات يخبزن على فرن الطين

الساعة 06:07 ص|11 مارس 2009

فلسطين اليوم : محمد الجمل

بينما انشغل العالم بالاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي صادف الثامن من الشهر الجاري، فأقيمت الاحتفالات والمهرجانات لتكريم النساء، وتجددت الدعوات لإعطائهن حقوقهن، لا تزال آلاف النساء في غزة يعانين ويلات الحصار ويفتقدن إلى أبسط حقوقهن.

كثيرات من نساء غزة اعتبرن احتفالات العالم بيوم المرأة بمثابة وصمة عار على جبين العالم المتحضر، الذي يطالب بإنصاف المرأة وإعطائها حقوقها ومساواتها بالرجل، في وقت تحرم النساء في القطاع من أبسط حقوقهن ويعشن حياة قاسية، جراء الحصار المطبق المفروض على قطاع غزة.

حياة قاسية

وتساءلت المواطنة أم ضياء اللهواني، وهي ربة منزل تقطن حي تل السلطان غرب رفح، عن جدوى احتفال العالم بيوم المرأة، في ظل ما تتعرض له نساء غزة من عنف وقهر وظلم على يد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة خلال وبعد الحرب الأخيرة على القطاع.

وأكدت اللهواني أنها لأول مرة تشعر بأن المرأة كانت مستهدفة بشكل مباشر من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال فترة الحرب، بعد أن استهدفها الحصار بصورة غير مباشرة.

ونوهت إلى أنها ومثيلاتها من النساء يعشن ظروفاً قاسية، ويتعرضن لمعاناة يومية شاقة، فبالإضافة إلى الطهي على "بابور" الكاز، وما يسببه ذلك من مشاكل صحية ونفسية للنساء، فإنها باتت تفتقد الشعور بالأمن والاستقرار، كما أنها باتت ملزمة بتحمل أعباء الحياة القاسية، ومساندة زوجها وعائلتها.

وقالت المواطنة أم نضال العبسي وهي تجلس أمام فرن طيني تخبز لأفراد عائلتها: العالم يكرم النساء، ونحن نجلس أمام النار وتحرق أعيننا بالدخان، وكثيراً ما نضطر لغسل الملابس بالطريقة اليدوية، وكأننا عدنا عقودا للوراء.

وأشارت العبسي إلى أن المرأة في غزة احتملت ما لا تحتمله أية امرأة في العالم، مطالبة المنظمات المعنية بحقوق النساء بإنصاف نساء غزة، ووقف ما يتعرضن له من ظلم وانتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

أما المواطنة سعدية حسن، وهي أرملة ولديها أربع بنات، فأكدت أن يوم المرأة كان بالنسبة لها ولبناتها مناسبة حزينة وأليمة، ففي الوقت الذي تكرم فيه نساء العالم، ويحتفى بهن، تعيش وبناتها مشردات بلا مأوى، بعد أن دمر منزلها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.

وقالت إنها وبناتها يشعرن بالظلم والقهر، كلما رأين احتفالات العالم في هذا اليوم، وكأنهن لسن من نساء العالم.

من جهتها، شددت الإعلامية منى خضر من ملتقى إعلاميات الجنوب برفح، على أهمية أن يكون اليوم العالمي للمرأة هذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة، وأن يكون بمثابة تظاهرة دولية للتضامن مع نساء غزة، من أجل وقف ما يتعرضن له من انتهاكات.

وأكدت خضر أن المجتمع الفلسطيني أثبت على مدار السنوات الماضية أنه من أكثر المجتمعات العربية احتراما للمرأة وحقوقها، لكن النساء في هذا المجتمع يتعرضن لظلم واضطهاد كبير من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت خضر: نحتفل في يوم المرأة العالمي في غزة، وقد فقدنا ما يقارب 111 امرأة قتلهن الاحتلال خلال الحرب، وجرح نحو 753، فكيف للعالم أن يطالب بإنصاف النساء، ومساواتهن بالرجل، ويصمت على تعرض المرأة الفلسطينية، للقتل المتعمد.

وأوضحت أنها وزميلاتها من الناشطات في مجال المرأة قررن أن يكون احتفالهن بيوم المرأة هذا العام مختلفا، موضحة أنهن في الملتقى قررن إطلاق مشروع للدعم النفسي للنساء، مؤكدة أن المشروع يهدف بشكل أساسي لمساعدة النساء في تخطي الظروف النفسية القاسية، التي تعرضن لها خلال الحرب.