جنرال إسرائيلي: حزب الله أجهض عقيدة موشيه دايان القتالية

الساعة 03:46 م|03 يناير 2021

فلسطين اليوم

أكد جنرال "إسرائيلي" بارز، أن حزب الله اللبناني نجح في تقييد زخم أي هجوم عسكري من قبل الجيش على العديد من الجهود، مشدداً على ضرورة إحداث اختراق حديث في مفهوم عمل الجيش.

وأوضح القائد السابق في جيش الاحتلال، الجنرال غيرشون هاكوهين، أن المناورة الكبيرة التي نفذها الجيش، نهاية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، استهدفت تكوين "تجربة عملياتية لمفهوم العمل الجديد الذي يتبلور في الجيش تجاه التغييرات التي تجري في ساحة الحرب".

ولفت في مقال نشره المركز، إلى أن "ميول التغيير في الجيش تثير منذ سنين الانتقاد؛ كتخل عن المسلمات الكلاسيكية الأساس في عقيدة القتالية"، موضحا أن "هذه التغيرات تجري منذ ثلاثة عقود في الوسائل القتالية وفي مزايا سير الحرب".

وتساءل الجنرال: "ما الذي تغير؟ حيث يتوقع الجميع من الجيش أنه إذا ما نشبت حرب سيحقق مرة أخرى نصرا سريعا، مثلما في حملة سيناء وحرب 1967، غير أن شيئا هاما تغير منذئذ، ففي إحاطة قدمها رئيس الأركان الراحل موشيه دايان قبيل حملة سيناء، يوجد تعبير موجز عن التغيير الذي تشكل منذ تلك العهود في الأساليب القتالية للعدو".

وفي إحاطته لمفتاح النصر، شدد دايان في حينه على أهمية "سرعة التقدم"، مضيفا: "يمكننا بهذه الطريقة أن نستنفد أساس تفوقنا على الجيش المصري.، وهذه الميزة، إذا ما استغللناها فستسمح لنا بعد الاقتحام الأول ومواصلة القتال ضد المصريين، قبل أن يتمكنوا من إعادة الاستعداد وفقا للتغييرات التي وقعت في جبهتهم".

وأكد أن "منطق دايان أدركه حزب الله وسعى لتشويشه، ومن تشخيص سرعة المناورة الهجومية للجيش كمفتاح لتفوقه العملياتي تبلور منذ انسحابنا من لبنان المفهوم القتالي لحزب الله"، موضحا أن "شرارات السعي لنزع مزايا الجيش "الإسرائيلي" وجدت منذ 1973 في المنطق الحربي للرئيس المصري الراحل محمد السادات، وتسببت بفشل الهجمات المضادة لجيشنا في 8 و 9 تشرين الأول/ أكتوبر في جبهة القناة، إلا أن حزب الله طور هذا الميل، ونجح في أن يضع أمام الجيش "الإسرائيلي" تحديا عملياتيا غير مسبوق يقوم على أساس ثلاثة جهود منظوماتية".

الأول بحسب هاكوهين: "ضربة نار صاروخية متواصلة وواسعة النطاق، تتم على مدى أيام طويلة ضد أهداف في الجبهة "الإسرائيلية" المدنية والعسكرية الداخلية في كل المسافات، والثاني: انتشار دفاعي مكثف يستهدف جباية ثمن عال من قوات الجيش "الإسرائيلي" المهاجمة، لدرجة التشكيك بمجرد الغاية من الخطوة البرية الهجومية".

وأما الجهد الثالث، "موجه لهجوم واسع النطاق من قوات كوماندوز على مناطق واستحكامات للجيش "الإسرائيلي" في "إسرائيل" وعلى طول الجبهة".

وبحسب هذه الجهود، "تتعطل عمليا الفكرة العملياتية لدايان، فمع انتشار حزب الله الدفاعي المتواصل على طول المحاور الجبلية وفي القرى، قيد حزب الله زخم الهجوم العسكري "الإسرائيلي"، وبالتوازي بلور الحزب عبر طريقة قيادة وتحكم موزعة تمنح استقلالية قيادية في الجبهات الفرعية عند القتال، جوابا على مشكلة الانقطاع والتشويش المتوقع لقياداته الرئيسة".

ونبه الجنرال إلى أنه "مع دمج هذه المجهودات الثلاثة، يتم تحدي القدرات التقليدية للجيش "الإسرائيلي" لدرجة الحرج الاستراتيجي لغاية عمله، والتشكيك بجدوى الهجوم البري"، لافتا إلى أن "الشك يعبر ضمن أمور أخرى عن نفسه بالفهم؛ أنه لو وصل هجوم بري "إسرائيلي" حتى بيروت لن يتحقق بالضرورة الحسم، لأن منظومات حزب الله في الجبهات الفرعية التي تتجاوز القوات المناورة في تقدمها نحو العمق، ستواصل قتالها حتى في ظروف الحصار".

وقدر أنه "من أجل تطهير المنطقة بكاملها، ستكون حاجة لحجم كبير من القوات وزمن أطول، وفي هذه الأثناء من شأن النار الصاروخية الدقيقة لحزب الله أن تتواصل وتشل الجبهة الداخلية "الإسرائيلية"، بما في ذلك النار، من وسائل تقوم في شمال لبنان، سوريا العراق، وخطوط البدء للبحث في شروط وقف النار من شأنها أن تدين إسرائيل وتعرضها كمهزومة".

وكشف أن "هيئة أركان الجيش لا تنفي التحدي، ورئيس الأركان أفيف كوخافي، يكرس جهده لتجاوز المشكلة وطرحها بكامل معانيها، ومن هنا تنبع مطالبته باختراق حديث في مفهوم عمل الجيش".

وذكر أن "الاعتراف بالضائقة، كان دوما محركا للإبداع، وحيال حزب الله، الذي يعتمد في طريقة القتال على مصاعب التقدم في المنطقة الجبلية والمبنية، الجيش ملزم باختراق حديث، وهذا موجود في استنفاد عناصر التفوق التكنولوجي المميزة لإسرائيل، وبالدمج المتطور لقوات الجو، البحر والبر".

وبين أن "قادة الجيش "الإسرائيلي" في العقود الأولى، لم يكونوا مطالبين بإبداعية مميزة في أساليب القتال، وبدأ القتال في حرب 1967 في شكله الأساس كجولة أخرى من معارك الحرب العالمية الثانية، حيث أرسل الجنرال يسرائيل طل كقائد فيالق المدرعات، واللواء تسفي زمير كرئيس شعبة العمليات، إلى ألمانيا في السنوات التي سبقت حرب الأيام الستة ليتعلما من تجربة قادة المدرعات الألمانية في الحرب العالمية الثانية.

وفي هذه الأثناء، "أساليب الحرب التي تبناها حزب الله بنجاح لا بأس بها، وهي تستوجب من الجيش "الإسرائيلي" تكيفا حديثا، وفي ضوء الأسبقية التي يشكلها تهديد الحزب، ليس لقادة الجيش "الإسرائيلي" القدرة على الاستعانة بحل معروف في جيوش العالم، وفي هذه الظروف، في حال واصل الجيش العمل وفقا للمسلمات الأساس من القرن الماضي فإنه قد يعلق في هزيمة".

ورأى الجنرال "الإسرائيلي" أنه "حيال القدرات الجديدة التي توجد لدى العدو لتشويش تقدم قواتنا، مطلوب اليوم من قيادات الفرق وقيادات الألوية قدرات جديدة لمرافقة ودعم القوات المتقدمة بمساعدة ملاصقة من الاستخبارات والنار، كما مطلوب أن تعرض التكنولوجيا المتطورة لهذه المتطلبات جوابا اختراقيا، هنا تكمن حيوية حداثة الجيش "الإسرائيلي" كضرورة عملياتية وكأمر الساعة".

كلمات دلالية