بالصور القيادي عليان: فلسطين كانت وما زالت ضحية مؤامرة كونية كبرى

الساعة 11:34 م|02 يناير 2021

فلسطين اليوم

اكد القيادي بحركة الجهاد الاسلامي، د. جميل عليان أن القضية الفلسطينية على مدار أكثر من قرن من الزمان هي المحدد الرئيس للعلاقة بين المستعمر الغربي الأمريكي الصهيوني وبين المشرق العربي والإسلامي، مشيراً الى أن معادلة التدافع والصراع بين الفريقين ما زالت محتدمة طالما هذا السرطان الصهيوني يسيطر على فلسطين.

جاء ذلك خلال كلمة للدكتور عليان في سياق ندوة خاصة نظمتها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الامة، في الذكرى الثامنة لرحيل الامام عبد السلام ياسين، تحت عنوان "القضية الفلسطينية بين الابتلاء والنصر".

و وجه عليان التحية للقائمين على هذه الندوة خاصة أنها تتحدث عن أحلام العرب والمسلمين وآمال الفلسطينيين "القضية الفلسطينية بين الابتلاء والنصر، والتحية للشعب المغربي الذي ما زال مرابطًا على حدود فلسطين التاريخ والهوية والعنوان المركزي من باب المغاربة في الأقصى حتى حدود الأطلس في غرب الوطن العربي.

كما جدد التأكيد في الذكرى الثامنة لوفاة المفكر والداعية والسياسي والمجدد الإمام عبد السلام ياسين الذي كان يُعبِّر عن وجه المغرب الحقيقي المرتبط بعمقه الإسلامي والعروبي الحر حتى أصبح الإمام عبد السلام ياسين مدرسةً للوعي والمواجهة والاستعلاء أمام الباطل والشر في كل مكان.

و قال القيادي عليان: "ان فلسطين وما زالت ضحية مؤامرة كونية كبرى وهدف متجدد للأطماع الصليبية الشريرة، ولم يكن الصراع على قطعة من التراب، وإن كان ذلك موجود لكنه صراع على تاريخ وحضارة المنطقة... صراع على وحدة المنطقة بين جناحيها الآسيوي والإفريقي.. ايضا صراع للسيادة على العالم".

و لفت الى أن  التحدياتِ التي تواجهها القضية الفلسطينية تختزلُ شكل النظام العالمي بأدواته وأهدافه وتحالفاته سواء كان هذا النظامُ ثنائي القطبين قديمًا أو أحادي القطبية في العقود الأخيرة.

و اضاف يقول: "إنَّ المواجهةَ المتواصلة بين الحق الفلسطيني ومعه العرب والمسلمين والشرِّ الصهيوني شهد محطات كثيرة ومتعددة منذ حرب عام 48، 56، 1967 واغتصاب ما تبقى من فلسطين إلى الاعتداءات المتواصلة على الأقطار العربية كمصر ولبنان وسوريا والعراق وتونس والسودان، لكن ما يدفع إلى الأمل والثقة أنَّ القدرة الصهيونية على حسم المعارك وتحقيق الأهداف قد ولى وبات من الماضي وما يحدث الآن من تقدم لقوى المقاومة خاصة في غزة ولبنان قد أفقد هذ العدو إمكانية تحقيق أي نصر منذ العام 2000 بعد اندحاره عن لبنان وخروجه من غزة عام 2005م".

و اشار الى أن هذه المواجهة على الأرض توازيها مواجهة أخرى على الوعي العربي والفلسطيني وما يعرف بالصراع على الرواية التاريخية والتي يحفظها كل عربي ومسلم أن فلسطين من نهرها إلى بحرها هي ملك للعرب والمسلمين وليس للصهيونية، أي حق على أي شبر من هذا الوطن المبارك.

و لفت القيادي عليان الى أن العدو لجأ مؤخرًا إلى الهروب للأمام عبر عملية تطبيع مدانة وآثمة مع بعض الحكومات في المشرق الخليجي والغرب المغربي والجنوب السوداني، وكان يريد أن يحاصر الوطن العربي بسياج من الأنظمة التي تتوافق مع أهدافه وطموحاته.

وأكد ان هذا العدو الذي فشل في حسم المواجهات المسلحة في العقدين الأخيرين وتعرض لهزات قوية طالت جميع مكوناته جراء العمليات الاستشهادية والمواجهات مع قوى المقاومة سيفشل حتمًا في حماية نفسه من خلال التطبيع ومحاولة تشويه الوعي العربي وسيكون "كالمستجير من الرمضاء بالنار"

و نوه الى أنَ الابتلاءاتِ الفلسطينيةَ كثيرةٌ ومتعددةٌ من مخيمات اللجوء والمنافي التي تفتقد أدنى مقومات الحياة إلى حصار والتجويع في غزة والضفة إلى إدارة النظام العربي ظهره كاملًا للفلسطينيين لكن الابتلاء الأخطر هو إقدام نفر من القيادات الفلسطينية بتوقيع اتفاقية تسوية مشؤومة عام 1993 والتي تجسدت مخرجاتها اليوم من خلال "صفقة القرن" التي تمنح العدو كل فلسطين من خلال تهويد القدس واعتبارها عاصمة لدولة العدو إلى تهويد الضفة وضم غور الأردن وتوسيع الاستيطان.

و قال إن هذه التهديدات أصبحت تشكل العنوان الأهم للصراع ضد المشروع الصهيوني في المنطقة وتسلط الضوء بشكل واضح على أهدافه النهائية في ما يسمى بــ "إسرائيل الكبرى".

و شدد عليان على انه امام هذه الابتلاءات ما زال لدينا حتمية بالانتصار وزوال إسرائيل.. هذا الوعد الرباني الذي لا يتبدل ولا يتغير ( فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا ).

و اكد أن القدس وفلسطين هي نقطة التقاء الأرض بالسماء ومنها عرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى وهذ يعني أنَّ نهضةٍ واستقلالٍ ووحدةٍ ونصرٍ الامة العربية والإسلامية لا بدَّ أن يبدأَ من القدس وفلسطين وهذا قانون إلهي كما أنه يجب أن يبقى محور مكة والقدس محورًا خالصًا لوجه الله بعيدًا عن الاصطفاف هنا وهناك مع أعداء الأمة والتاريخ.

و تابع يقول: "إنَّ الوعي الجمعي للأمة ما زال يبشر بالخير وإن هذا الحوض العربي والإسلامي الذي ابتلع كل الغزاة منذ فجر التاريخ حتى الآن إما بذوبانهم في ثقافة المنطقة وحضارتها كما حصل مع المغول أو هزيمتهم شرَّ هزيمة كما حدث مع الغزوات الصليبية الحاقدة، سينتصر على الكيان الصهيوني، هذا ما تؤكده حقائق التاريخ والواقع وحتى النبوءات الدينية كما ذكرت سورة الإسراء".

 و لفت الى أن الشواهد على بداية أفولِ هذه الغدةِ السرطانيةِ المسماة "إسرائيل" والذي يلاحظه الجميع من تآكل قوة الردع الصهيوني والفشل في المواجهات والتردد في اتخاذ القرارات وإجراء انتخابات صهيونية 4 مرات والانقسام السياسي والاجتماعي والأخلاقي للكيان الصهيوني يؤكد على الحقيقة التاريخية أن زوال هذا الكيان حتمي، ونوكد أنه لا مستقبل لهذا الكيان في فلسطين.

و ختم حديثه يقول: "إننا نراهن على أوراق القوة الكبيرة والكثيرة التي تمتلكها الأمة العربية والإسلامية، والتي يجب أن تتظافر جميعها في مواجهة إسرائيل ومشروع الغرب برمته".

و اكد القيادي عليان ان شعار "القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية" يتطلب من الجميع أن يسخر كل طاقاته المادية والمعنوية والحقيقية من أجل هذه المعركة والمواجهة.

ندوة.jpg
 

 

كلمات دلالية