الحسم العسكري مسألة متعذرة..

التطور العسكري والاستخباري للمقاومة الفلسطينية خلال 2020 يرعب "إسرائيل"

الساعة 04:05 م|31 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

شهدت المقاومة الفلسطينية في عام 2020 تطورا كبيرا على صعيد قدراتها المختلفة، من حيث القدرات العسكرية والاستخبارية وغيرها، حيث خاضت المقاومة متمثلة بسرايا القدس مواجهة عسكرية (بأس الصادقين) في 23-2-2020 رداً على استشهاد الشهيد محمد الناعم، كما بثت سرايا القدس فيديو مصور بعنوان (بيت العنكبوت) ضمن تطور استخباري وامني كبير في اطار صراع الادمغة كشفت خلاله السرايا عن تمكنها من زرع عميل مزدوج أمدها بمعلومات أمنية مهمة.

وسبق ذلك، نشر كتائب القسام فيديو مصور (سراب)، والذي كشف عن عدد من العملاء للاحتلال الذين قاموا بتعطيل لمقدرات المقاومة ولكن تم القبض عليهم ضمن عمليات أمنية.

واختتمت المقاومة عام 2020 بمناورة مشتركة بعنوان الركن الشديد حيث شاركت فيها كافة الفصائل الفلسطينية مما يؤكد متانة الجبهة الداخلية للمقاومة الفلسطينية في غزة.

وأعلن الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي مؤخراً، أنه أطلق 176 صاروخاً من قطاع غزة تجاه "إسرائيل" خلال 2020.

تطور نوعي

المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن عبدو، أكد أن المقاومة خلال العام 2020 تطورت بشكل كبير على كافة المستويات الامنية والاستخباراتية اضافة الى تطور قدراتها الميدانية النوعية من صناعة الصواريخ المحلية والطائرات المسيرة والضفادع البشرية وغيرها"..

وقال عبدو لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية": "ان المقاومة تعرف رسالتها وطريقها وهي تعد نفسها جيدا، وقد استطاعت أن تلغي جزء كبير من العقيدة العسكرية للاحتلال الإسرائيلي، والتي تتمثل في توحيد الخطر على كل الجبهات الإسرائيلية، فلم تعد هناك اي جبهة في اسرائيل آمنة في اي معركة قادمة".

جبهة واحدة

وأضاف، أن تطوير المقاومة للصواريخ والطيران المسيّر ألغى فكرة أن يكون هناك جبهة داخل الكيان تحارب وأخرى في مأمن، مشيرًا إلى أن "إسرائيل" أصبحت كلها جبهة واحدة عندما تذهب لمواجهة مع قطاع غزة.

وأكد عبدو، أن المقاومة اليوم ليست كالسابق، حيث أظهرت المقاومة تطورها بشكل دائم ومستمر لقدراتها وأدواتها وأيضا على صعيد القدرات البشرية.

فشل الحسم العسكري

وأوضح أن المقاومة أفشلت فكرة الانتقال السريع لدى جيش الاحتلال الاسرائيلي، لافتًا أن مسألة الحسم العسكري السريع أصبحت مسألة متعذرة لديه لسببين، الأول: أن سلاح المدرعات الخفيفة التي يمكن من خلالها أن يقوم العدو بالمناورة والالتفاف والتغطية لم يعد يجدي؛ بفعل صواريخ الكورنيت المضادة للدروع التي تمتلكها المقاومة، وبالتالي فإن صواريخ الكورنيت تحرم الجيش الصهيوني من الحصول على النصر السريع من خلال الدبابات، وبالتالي أُلغي فعالية هذا السلاح.

وذكر عبدو أن السبب الثاني، أن "إسرائيل" لم تعد قادرة على حسم الصراع بضربات سريعة، فهي من ناحية التوقيت ستضطر للذهاب لمعركة طويلة، لأن المقاومة اليوم لا يمكن القضاء عليها بشكل كامل وخلال أيام بسيطة".

نقاط الضعف

ولفت عبدو، إلى أن كل ذلك يدفع الاحتلال للتفكير العميق قبل الذهاب لمواجهة مع المقاومة نظرا لتطور إمكانيات المقاومة، وفهمها لكيفية عمل الاحتلال الاسرائيلي فهي تستطيع أن تضربه في نقاط ضعفه، لذلك فالاحتلال يفكر كثرا قبل أي عدوان لأنه يدرك ان ثمن ذلك هو باهظ وكبير".

ونوه المختص في الشأن الإسرائيلي"، أنه الجبهات لدى العدو ستكون واحدة ولن تكون هناك جبهة آمنة لديه في أي حرب أو عدوان على غزة، لافتا أن كل المؤسسات الحيوية مطار "بن غوريون" والمؤسسات والتجمعات والمدن داخل الكيان كلها ستكون هدفا للمقاومة.

وأشار عبدو الى ان المقاومة الفلسطينية في غزة تطورت بشكل كبير، مبينًا أن مناورة الركن الشديد أظهرت حجم التطور الذي وصلت إليه المقاومة على صعيد التنسيق المشترك، كما اعتبرها خطوة رائدة على صعيد العمل العسكري المشترك داخل قطاع غزة، وأظهرت حجم هذا التطور بحيث فرضت كتلة قوية وجبهة متماسكة لا يمكن الاستهانة بها.