"فيروس كورونا" يقسو على كبار السن في غزة: نصائح هامة

الساعة 07:46 ص|31 ديسمبر 2020

"فيروس كورونا" يقسو على كبار السن في غزة: نصائح هامة

فلسطين اليوم/ سماح الأيوبي

على الرغم من أن جميع الفئات العمرية معرضةٌ لخطر الإصابة بفيروس "كورونا المستجد"، إلا أن كبار السن ومن يعانون الأمراض المزمنة، هم الأكثر عرضة لخطر المضاعفات عند الإصابة بالمرض.

وقد قسى فيروس كورونا كثيراً على كبار السن في قطاع غزة، حيث زادت عدد الوفيات بالفيروس لتصل إلى أكثر من 300 حالة وفاة جلهم من كبار السن والمرضى.

وتشير بيانات وزارة الصحة برام الله في تقرير سابق، أنه من بين نحو 353 حالة وفاة في فلسطين جراء الإصابة بفيروس كورونا هناك حوالي 75% من الوفيات كانت لمسنين (60 سنة فاكثر)، كما بلغ عدد كبار السن المصابين في فلسطين 3,237 مصاب اي ما نسبته 8% من المصابين في فلسطين، وذلك حتى نهاية شهر 9/2020.

ويعتبر المجتمع الفلسطيني في فلسطين مجتمع فتي حيث تشكل فئة صغار السن نسبة مرتفعة من المجتمع في حين تشكل فئة كبار السن نسبة قليلة من حجم السكان، إذ بلغ عدد كبار السن في فلسطين 269,346 فرداً بما نسبته نحو 5% من إجمالي السكان منتصف العام 2020، بواقع 177,836 فرداً يشكلون نحو 6% في الضفة الغربية و91,510 افراد (5%) في قطاع غزة.

مختصون وأطباء ينبّهون إلى أن شيخوخة الجهاز المناعي لدى الإنسان الكبير بالسن، هي العامل الأساسي الذي يزيد من عرضة المسن للمضاعفات عند الإصابة بالعدوى.

أوضاع المسنين

بدوره يقول أ. أشرف حمادة، مسؤول العلاقات الخارجية في مركز الوفاء لرعاية المسنين، "إن دار المسنين تكون صارمة وغير مرنة عندما يتعلق الأمر بكبار السن، ولأن الفايروس يكون أخطر ما يكون عليهم."

ويشير إلى أن مركز الوفاء قام بالعديد من الإجراءات اللازمة بمجرد سماعهم تفشي الفايروس في القطاع، كان أهمها، منع الزيارات قدر المستطاع، وضع المركز بحالة استنفار، تعقيم المركز يومياً، والكشف اليومي للموظفين."

ويؤكد حمادة في حديثه لـ "لوكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، أن المسنين في خطر كبير، خاصة لنقص الخدمات الأساسية لرعايتهم، ونقص الأدوية العلاجية اللازمة لهم.

وتابع: " أنهم يقومون بأقصى جهودهم، ومتابعة الحالة الصحية يومياً، وتوفير كافة وسائل الدعم النفسي، وبعض وسائل الترفيه."

تحدي كورونا

ومع ذلك، هناك قصص لأشخاص مسنين تغلبوا على المرض، حيث يكون الشخص المسن بصحة جيدة، أي أنه لا يُعاني من أمراض مزمنة، كما وأن المسن يحظى بالرعاية الطبية اللازمة.

تقول التسعينية (ف.ز)، التي أُصيبت بالفيروس، واستطاعت أن تتغلب عليه: "إن إصابتي بالفيروس لم تكن سهلة وظهرت جميع الأعراض على جسدي، خاصة الصداع الشديد وضيق التنفس."

وتضيف " أنها نُقلت إلى المستشفى بمجرد ظهور الأعراض عليها، ووُضِع لها جهاز تنفس ونُقلت إلى وحدة الرعاية المركزة، ولكنها تغلبت عليه."

وتشير (ز) في حديثها لـ " وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، إلى أنه حتى مع اقتراب سنها من المئة، فإنها تعش حياة نشطة جداً، وتستمتع بالمشي والتسوق والطهي.

وفي نفس السياق تقول ( علياء الأيوبي 67 عاماَ)، " لم أُصب بالفيروس حتى الآن، وأتمنى أن لا أصاب به؛ لأنه سيكون صعب بالنسبة لي لأنني أعاني من أمراض مزمنة كالسكر والضغط"

وتوضح الأيويي أنها بمجرد سماعها بتفشي الفيروس في القطاع، أخذت جميع الإجراءات الاحترازية، وأخذت الحمية الغذائية المناسبة، وتحافظ كذلك على لبس الكمامة، ومسافة الأمان بينها وبين الآخرين.

استشارة غذائية

ومع تعرض الكثيرين حالياً للمرض من جراء الإصابة بفيروس كورونا، فإن النظم الغذائية غير الصحية، تُسهم في إصابتهم بحالات طبية مسبقة، تجعلهم أكثر عرضة لمخاطر الفيروس.

وتؤكد الدكتورة سماح وادي، أخصائية التغذية، "أن أكثر الناس تعرضاً للمرض هم كبار السن، بحكم مناعتهم الضعيفة وأمراضهم المزمنة، وعدم قدرتهم على تناول جميع المغذيات، لعوامل يرجع أهمها إلى مشاكل الأسنان، وقلة الحركة لديهم."

وتتابع وادي في حديثها لـ " وكالة فلسطين اليوم الإخبارية " ، " إن التغذية الصحية هي عامل فعّال للوقاية من الإصابة، وخاصة الأطعمة التي تحتوي على عنصر الزنك، وفيتامين c ، كالحمضيات ."

ونبّهت على أن أهم التوصيات التي يجب أن يتبعها كبار السن، الحمية الغذائية الجيدة التي تساعدهم على الشعور بالدفء، وأخذ الطاقة الكافية، وتساعد الجهاز الهضمي على العمل بكفاءة، وكذلك التركيز على شرب المياه بكميات كافية، والبقاء في الهواء الطلق، والحفاظ على المسافة الآمنة، وتجنب الاختلاط بمجموعات كبيرة."

وفي ظل الظروف العصيبة التي يمر بها قطاع غزة، ليس غريباً أن  يؤدي انتشار الجائحة في الأراضي الفلسطينية، إلى بروز أصوات متزايدة لكبار السن، تُطالب بضمان الرعاية الصحية لهم، لأن الإهمال الصحي هو أكثر أنواع الإساءة التي يتعرض لها كبار السن في هذا الوقت.

 

كلمات دلالية