تحليل مناورة "الركن الشديد" رسالة تحذير للاحتلال وطمأنة للفلسطينيين

الساعة 09:43 ص|30 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

بالذخيرة الحية، وبمشاركة 12 جناحاً عسكرياً، شهد قطاع غزة، مناورةً عسكريةً هي الأولى من نوعها، بتنفيذ من الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، فيما حظيت المناورة التي حملت عنوان: "الركن الشديد"، اهتماماً إعلامياً، ومتابعةً من قبل المراقبين والسياسيين، متناولين دلالاتها بالتحليل على المستويين السياسي والعسكري.

المناورة العسكرية نفذتها الغرفة المشتركة، تحت غطاء من طائرات المقاومة المسيرة بدون طيار، وبإطلاق رشقات صاروخية باتجاه بحر غزة، الذي أخلته المقاومة من الصيادين والمرتادين منذ ساعات الفجر الأولى؛ لتهيئة الأجواء للمناورة الموسعة.

مقاومة موحدة

الكاتب والإعلامي الفلسطيني عماد زقوت، أكد أن "المناورة العسكرية اختلطت فيها ألوان الفصائل الفلسطينية كالأحمر والأسود والأخضر، لتشكل علم فلسطين بجهدهم وجهادهم، وفي ذلك رسالة بأن المقاومة الفلسطينية تتوحد، في ظل حالة التمزق العربي واللهث خلف سراب التطبيع".

وقال زقوت: "المناورة العسكرية خلت من أي استعراض عسكري داخل مدن ومخيمات قطاع غزة، وارتكزت على المهنية والحرفية في العمل العسكري، واكتفت بأن تجري مجرياتها داخل مواقع المقاومة؛ لأن هدفها تطوير وتحسين قدرات المقاومة، ورفع مستوى التنسيق والتفاهم بين الأجنحة العسكرية، وليس في تفكيرها الاستعراض على أبناء شعبنا".

وشدد زقوت على أن المناورة العسكرية "رفعت من معنويات الجماهير الفلسطينية، وأظهرت أن المقاومة تسير في الاتجاه الصحيح، وأنها قادرة على حمايتها، وأبرقت رسالة للجماهير العربية بأن المقاومة الفلسطينية تتوحد في مواجهة العدو الصهيوني، وأنها قادرة على تطوير قدراتها بالرغم من العدوان والحصار الصهيوني، في حين أن أنظمتكم تلهث خلف هذا العدو، ولن ينوبها إلا الفشل والخراب".

وحول موقف الاحتلال الإسرائيلي من المناورة، قال زقوت: "العدو الصهيوني تابع المناورة بكثير من الاهتمام، والمقاومة تؤكد له بأنها ترفع من جهوزيتها، وأن محاولات الإفساد بين أبناء شعبنا فشلت أمام وحدة فصائل المقاومة".

مخاوف إسرائيلية

ورأى الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، أن اهتمام الإعلام الإسرائيلي بالمناورة العسكرية في قطاع غزة، يعكس مدى اهتمامه وتخوفه على كافة الأصعد العكسرية والسياسية والأمنية، سيما أن هذه المناورة بهذا الشكل تعتبر الأولى من نوعها، وتحدث بصورةٍ علنية، وتشارك فيها جميع الأذرع العسكرية.

وقال عبدو :"إن الأخطر بالنسبة للاحتلال، هو في قيام المقاومة الفلسطينية بهذه المناورة بالشكل الذي ظهرت فيه، أي في أماكن مكشوفة ومحددة وبتنسيقٍ عال الدقة".

توقيت دقيق

الكاتب والمحلل السياسي الدكتور عدنان أبو عامر أكد في تصريح لـ"قدس برس"، أن هذه المناورة "تأتي في وقتٍ غاية في الدقة، أي قبل وقتٍ قصير على نهاية حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وربما تفكيره قبيل نهاية حكمه بتوجيه ضربةٍ لقطاع غزة خدمةً للاحتلال".

وأوضح: "من خلال هذه المناورة، تؤكد المقاومة الفلسطينية أنها اليوم جاهزة ومستعدة لأي حماقة صهيونية تجاه غزة، وترسل المناورة رسالة للاحتلال بأن الحصار الجائر على غزة لن يستمر طويلاً، وأن الجبهة الداخلية للقطاع قوية، والتنسيق عال المستوى.

المقاومة سبيل التحرير

من جانبه، أكد  السفير الفلسطيني السابق الدكتور ربحي حلوم في تصريح لـ "قدس برس"، أن "المناورة العسكرية المشتركة في غزة تحمل أكثر من رسالة: الأولى للاحتلال، ومفادها أن إصبع المقاومة ملازم للزناد، وأن المقاومة مستمرة في أسوأ الظروف، ورسالة ثانية للشعب الفلسطيني، تبين أنه مهما تكالبت الظروف، ومهما زاد التنسيق الأمني، ستبقى المقاومة في شعبنا من كل الأطياف، تلتقي في مواجهة الاحتلال، ولا يفرق بينهم  ايديولوجيا ولا غيرها".

وتابع حلوم: "مناورة اليوم تبرق برسالة "للمهرولين من الأنظمة نحو التطبيع مع الاحتلال، بأن هذه الظاهرة مآلها إلى زوال وسيندم كل هؤلاء، لأن شعبنا أدرك أنه لا سبيل إلى التحرير سوى بالمقاومة، والمقاومة وحدها".

قدس برس