ثمانية شهداء على أرض القدس

تقرير القدس 2020 عام التحديات الكبيرة... والقادم أسوأ

الساعة 08:24 م|27 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

تستقبل مدينة القدس المحتلة عامها الجديد بأمنيات بعام أفضل من 2020، ولكن كل المؤشرات تقول بعكس ذلك وأن القادم على المدينة المقدسة أسوء، في ظل السعي المتواصل من قبل الاحتلال على تهويدها بالكامل.

ففي العام 2020 شهدت المدينة حربا إسرائيلية شاملة على الحجر و البشر و المقدسات والممتلكات، و زاد من صعوبتها جائحة كورونا ( كوفيد-19) والتي أظهرت عنصرية الاحتلال في التعامل مع سكان المدينة.

وكانت الأشهر الأخيرة من العام هي الأصعب حيث شهدت ارتفاعا كبيرا في وتيرة الاستيطان في المدينة، ووضع اليد على الممتلكات الفلسطينية وتهجير سكانها منها، في مخططات استيطانية هي الأوسع منذ احتلالها.

الاستيطان

التقارير المحلية الفلسطينية تشير إلى تضاعف وتيرة الاستيطان خلال 2020، حيث عمدت الحكومة الإسرائيلية إلى استغلال الظرف العالمي بإعلان صفقة القرن من قبل دونالد ترامب في بداية العام، ومحاولتها لكسب مزيد من الوقت بوجوده في السلطة في نهاية العام.

وفي تقرير لوزارة الخارجية الفلسطينية صدر يوم الخميس الفائت ( 24 ديسمبر/كانون أول) قالت فيه إن الحكومة الإسرائيلية عمدت في أعقاب إعلان نتائج السباق الانتخابي الأمريكي وهزيمة دونالد ترامب، الى الإعلان عن عشرات المشاريع الاستيطانية في مناطق مختلفة من القدس الشرقية المحتلة.

إلى جانب تكثيف للمشاريع الاستيطانية في المنطقة الجنوبية والشمالية للمدينة المقدسة ، ففي جنوب القدس صادقت حكومة الاحتلال على بناء الالاف من الوحدات الاستيطانية الجديدة في مستوطنات (هار حوما) ، (جفعات همتوس) و (جيلو)، من أجل استكمال الطوق الجنوبي على المدينة المقدسة.

وفي شمال المدينة  اعلنت اسرائيل عن مشروع استيطاني جديد يقضي ببناء الآلاف من الوحدات الاستيطانية في حي استيطاني جديد، وبحسب وزارة شؤون القدس، فإنه خلال 2020 نشرت مخططات لبناء أكثر من 17700 وحدة استيطانية بالمدينة.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية عزمها بناء 3500 وحدة سكنية، ضمن المشروع الاستيطاني "إي واحد (A1)"، شرق القدس، و 3000 وحدة في مستوطنة "جفعات هاماتوس" جنوبي القدس، و 2200 وحدة استيطانية في مستوطنة "هار حوماه" على أراضي جبل أبو غنيم، جنوبي المدينة، وتمت الموافقة المبدئية لبناء 9000 وحدة استيطانية على أراضي مطار قلنديا، شمالي القدس.

ولصالح الاستيطان وتوسيع القائم منها أنذر الاحتلال 12 عائلة في حي الشيخ جرّاح، و8 عائلات في حي بطن الهوى ببلدة سلوان، لإخلاء منازلها لصالح مستوطنين إسرائيليين.

 

انتهاكات بالعشرات

 

وبحسب ما رصده مركز معلومات وادي حلوة خلال 11 شهرا من 2020، فقد بلغ عدد المنشآت التي هدمها الاحتلال في القدس بلغت 179 منشأة.

وشهدت هذه الأشهر ملاحقة متواصلة للفلسطينيين في كل مناحي حياتهم، وخاصة في المسجد الأقصى حيث تواصلت الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، فبحسب بلغ عدد المقتحمين خلال شهر أيلول شهد منع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى بحجة الأعياد اليهودية خلال شهر سبتمبر/ أيلول الفائت.

وسلمت سلطات الاحتلال قرارات أبعاده 353 مقدسي، 289 قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى ومنع دخوله.

والملاحظ إن هذه القرارات شملت شخصيات دينية ووطنية مثل رئيس الهيئة الإسلامية العليا عكرمة صبري، ومدير المخطوطات في الأقصى ناجح بكيرات، ومحافظ القدس الذي منع من دخول الضفة الغربية لستة أشهر متواصلة، بالإضافة إلى منعه من لقاء 51 شخصية فلسطينية رسمية ووطنية.

وفي سابقة خطيرة، أصدرت قوات الاحتلال قرارا بسحب البطاقة المقدسية و ترحيل الأسير المقدسي " صلاح الحموري" بحجة أنه يحمل الجنسية الفرنسية.

وشهدت عام 2020 اعتداءات على المؤسسات الفلسطينية داخل القدس واقتحامها أكثر من مرة، فقد اقتحمت قوات الاحتلال مستشفى المقاصد مرتين، وجميعه الدراسات الفلسطينية، ومركز يبوس الثقافي، و والمعهد الوطني للموسيقى مؤسسة إيليا للتنمية و التطوع

وخلال عام 2020 استشهد على أرض القدس ثمانية شهداء ستة منهم مقدسيين وهم ماهر الزعاترة والشهيد إبراهيم محمد هلسة، الشهيد إياد الحلاق، الشهيد أحمد عريقات، والشهيد نور شقير.

والشهيدين شادي البناء من مدينة يافا والذي استشهد بالقرب من المسجد الأقصى، والشهيد محمود عمر كميل من بلدة قباطية و الذي استشهد بالقرب من باب حطة.

احتجاز جثامين أربعة شهداء في القدس هم مصباح أبو صبيح من 2016، فادي قنبر 2018، الأسير عزيز عويسات 2018، ومن شهداء عام 2020 نور شقير، وأحمد عريقات، وأشرف أمين هلسة، إبراهيم حجازي هلسة، ماهر زعاترة.

 

1700     حالة اعتقال 

وخلال 2020 تواصلت حالات الاعتقالات في بلدات القدس وأحيائها المختلقة، وخاصة في محيط المسجد الأقصى وبلدة العيساوية، والتي شهدت اعتقالات طوال أشهر السنة وبالجملة.

وبحسب نادي الأسير الفلسطيني فقد بلغت عدد حالات الاعتقال 1700 حالة اعتقال، معظمهم من بلدة العيساوية، فيما لا يزال 350 مقدسي في سجون الاحتلال حتى الآن.

يقول أمجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي أسرى القدس في حديث خاص، إن هذا العام شهد ارتفاعا في الاعتقالات، ولكن هذا العام تركزت هذه الاعتقالات في بلدة العيسوية والبلدة القديمة من المدينة واستهدفت شخصيات إسرائيلية ووطنية.

واللافت في هذه الاعتقالات هذا العام هو أن هذه الاعتقالات كانت لأسباب واهية وغير مبررة، مثل اعتقال الشبان بسبب تعقيم الشوارع أو تنظيمها في فترة الكورونا، ومساعدة المواطنين خلال فترة الحجر.

وخلال هذا العام أيضا، اعتقلت إسرائيل مقدسيين لإعلان رفضهم التطبيع كما جرى مع خمسة أسرى صادف وجودهم دخول وفد من الإمارات قبة الصخرة فقاموا بإعلان غضبهم من زيارتهم للمسجد الأقصى.

وهذا العام شهد حربا إسرائيلية على الأسرى في السجون، بملاحقة عائلاتهم ومصادرة مبالغ مالية من حساباتهم ومنازلهم، وقطعت رواتب تسعة من الأسرى.

وكان لكورونا في القدس خصوصيتها، فقد استغلت إسرائيل الجائحة للتنكيل بالمقدسيين بملاحقة المبادرات الشبابية الوقائية بتهمة "خرق السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس"، منعت تعقيم المرافق العامة وصادرت أدوات التعقيم وطرود غذائية ومنعت تعليق ملصقات توعوية حول الفيروس، ومنعت إجراء فحوصات كورونا في قاعة في بلدة سلوان بإِشراف وزارة الصحة الفلسطينية.

2020 غير ملامح المدينة 

مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية، زياد الحموري قال ل" فلسطين اليوم" إن هذا العام يوصف بأنه الأصعب ولكن السنوات القادمة ستحمل المزيد من سوء الاحتلال على أهالي المدينة المحتلة.

واعتبر الحموري في حديث خاص، أن 2020 تميزت بأعلى نسبة هدم للمنازل، وتحديدا التي هدمت بإيدي أصحابها، وهو ما يدل على الوضع الاقتصادي الصعب للسكان الذين باتوا يخشون من الضرائب الباهظة التي تفرض عليهم.

كما كان للاستيطان في هذا العام كلمته، فكثير من المخططات الاستيطانية السابقة انتهى من تنفيذها هذا العام، وربطت مستوطنات مع بعضها البعض، وأعلن عن الالاف الوحدات الجديدة.

والأبرز هذا العام، كما يقول الحموري، هي المخططات التي تستهدف تغير معالم المدينة المقدسة، مثل مخططات الاستيطان في باب العامود، وأخرى في باب الأسباط ووادي الجوز والذي سيغير المخطط الاستيطاني في وادي السليكون ملامح المنطقة بالكامل، وتحويلها لمناطق شبيهة بـ الأحياء اليهودية في غربي القدس.

وقال الحموري إن الجائحة كان لها تأثيرها الكبير على المقدسيين، حيث استغلت للضغط على القطاع التجاري والسياحي في المدينة، والمعطل منذ بدء الجائحة في شهر آذار/مارس الفائت، حيث تقوم سلطات الاحتلال بمزيد من الضغط بالمخالفات و الضرائب.