"2020" عــام "الذهب" وانتكاســة "الدولار".. فماذا ينتظرهما خـلال "2021"
الساعة 10:51 ص|27 ديسمبر 2020
فلسطين اليوم
أيام قليلة ويطوي"2020" عام يمكن أن يُطلق عليه عام "الذهب" بعد أن حلق عالياً وسجل أرقاماً قياسية لأول مرة منذ عقود، وأطاح بالدولار وباقي العملات العالمية، ليتربع على العرش ويعلن أنه بالفعل هو الملاذ الآمن في ظل كافة الظروف الاقتصادية والتقلبات والمنازعات العالمية التي سيطرت على العالم في ظل انتشار فيروس "كورونا".
العام الأقسى على الدولار عالمياً، ليسجل أدنى مستوى له منذ 24 عاماً ، ويهتز عرشه الذي طالما هدد به اقتصادات العالم أجمع ليكون العالم الحالي عام المفاجآت ، وسط تذبذب لسعر اليورو وباقي العملات الأجنبية.
تجار المعدن النفيس لم يتوقعوا أن تكسر أونصة الذهب أكبر نقطة سعرية لها ، في سبتمبر 2011 سجل الذهب وقتها 1920 دولاراً تقريباً، ليسجل الذهب 2070 دولاراً خلال أغسطس 2020، ليبدأ الذهب بتسجيل السعر الأعلى له على مدار التاريخ.
أرباح حققها تجار الذهب خلال العام
لمعرفة مكاسب تجار الذهب خلال 2020 ، لا بد من المقارنة بين سعر الذهب يوم 1 يناير 2020 وحتى نهاية العام، سنجد أن الذهب سجل 1475 دولاراً لسعر الأونصة، وهو السعر العالمي، وسعر الذهب نهاية ديسمبر 2020 والتي سجلت 1850 دولاراً.
ووفقا لاقتصاديين، فإن ملاك الذهب ربحوا في كل أونصة ذهب بحوزتهم 375 دولاراً بنسبة ربح بلغت 25.4%، وهنا يمكن قياس نسب الربح لدى حائزي المعدن الأصفر في الدول العربية، عبر قياس سعر الذهب مطلع العام على سعر الذهب الآن، وغالباً سيكون مكسبهم لا يقل عن 20% بأي حال من الأحوال.
وعزا عدد من الاقتصاديين في أحاديث منفصلة لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" السبب الرئيسي للصعود التاريخي لارتفاع الذهب إلى أزمة فيروس "كورونا" ، إضافة إلى بعض التوترات في منطقة الشرق الأوسط، ليواصل المعدن الأصفر صعوده لأرقام قياسية لم يشهدها المعدن النفيس في تاريخه، ليكسر أعلى نقاطه التاريخية المحققة قبل 9 أعوام من الآن.
المحلل الاقتصادي سمير حمتو قال:"إن أسعار الذهب بين الارتفاع والانخفاض وتحكمها عدة عوامل منها المُتغيرات السياسية والقرارات التجارية والاقتصادية، بالإضافة الى وأوضاع أسعار الدولار والعُملات الدولية عالمياً."
وقال حمتو خلال تصريحات لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية ":"إن توقعات المُضاربين والمُستثمرين في قطاع الذهب والبورصات العالمية ، بالإضافة الى مدى نجاح العالم في مواجهة جائحة كورونا التي فتكت بالملايين ، تتحكم في اسعار الذهب بصورة كبيرة.
وبين أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب على المدى المتوسط، وقد يتجاوز سعر الأوقية 2200 دولار خلال عام 2021، وهذا إذا عزز خفض البنوك المركزية أسعار الفائدة والتوقعات الضبابية للاقتصاد الكلي.
"البيتكوين"
الذهب لم يكن المحظوظ الوحيد هذا العام فكانت العملة الرقمية "البيتكوين" يزاحم الذهب لتأخذ مكاناً لها فقد سجل سعر العملة الرقمية بيتكوين أكثر من 23 ألف دولار، فيما يعد أعلى مستوى لها في تاريخها.
ارتفاع البيتكوين دفع الاقتصاديين للبحث عن سبب الارتفاع في ظل جائحة كورونا ليكون السبب الرئيسي لارتفاع البيتكوين هو ارتفاع النحاس .
نكسة للدولار ومصيره خلال 2021
شهد العام الحالي أكثر الأعوام قسوة على الدولار الامريكي ، بسبب انتشار فيروس كورونا .
صحيفة " يديعوت "قالت أن الدولار يقترب جدًا من أدنى مستوى له منذ 24 عامًا ، فقد وصل سعر صرف الدولار إلى 3.235 شيكل ، وبذلك يقترب بمقدار نصف أغورة فقط من أدنى سعر له مسجل في عام 2008، و بمقدار أغورة واحدة من أدنى سعر مسجل في عام 1996م.
مصير الدولار وفقا لتوقعات المحللين قد يشهد مزيداً من الانخفاض حيث انه من المتوقع ان يصل في الاراضي الفلسطينية سعر صرف الدولار الامريكي مقابل الشيقل لـ300 شيقل .
وأوضح المحلل حمتو لـ"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" أنه في حال عمل الرئيس الأمريكي الجديد "جو بايدن" على تحفيز الاقتصاد الأمريكي وهو أمر متوقع نتوقع أن تكون هناك معدلات فائدة أعلى على الدولار وانتعاش تجاري بالولايات المُتحدة خاصة للمشاريع متوسطة الحجم وعليه نكون أمام احتمالية لتراجع الذهب وارتفاع سعر الدولار .
انخفاض لن يدوم طويلاً
في حين أكد المحلل الاقتصادي د. عمر شعبان، أن الانخفاض الحاد في الدولار الأمريكي يعود إلى سبيين، أولهما نتيجة حالة الارتباك في السياسة الامريكية التي بدأت قبيل الانتخابات وعدم الثقة في تسليم ترامب للرئاسة، ما دفع الكثيرين لبيع الدولار والذهاب لعملات ومعادن أخرى.
وقال د. شعبان:"إن السبب الثاني جراء تواصل أزمة كورونا منذ شهور، إلى جانب توقف السياحة والطيران والأنشطة الاقتصادية، مبينًا أن ذلك أدى لقلة الطلب على الدولار، ما تسبب بزيادة العرض على الدولار وانخفاض قيمته مقابل العملات الأخرى."
وأضاف انخفاض قيمة الدولار لا يصب في صالح الشيكل "الإسرائيلي"، مبينًا أن هناك دومًا متضررين ومنتفعين من انخفاض الدولار، مستدركًا: " يتوقف السلوك المقترح على طبيعة الشخص الذي يمتلك العملة".
وتوقع الخبير الاقتصادي، أن انخفاض الدولار لفترة طويلة لن يدوم، مشيرا إلى أنه سيعاود الارتفاع خلال بضعة أسابيع، لاسيما مع حالة الاستقرار مع قدوم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن للرئاسة .
ومهما كانت مكاسب الذهب وخسائر الدولار يبقى المواطن هو الخاسر الأكبر بعيداً عن المستثمرين ، ويأمل ان يحمل العام 2021 مكاسباً لتعويض نكسات العام الماضي 2020.
