أهم ثلاثة ملفات شغلت العالم على شبكات التواصل في 2020

الساعة 10:53 ص|27 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

هيمنت ثلاثة ملفات رئيسية بلا منازع على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي خلال العام 2020 اثنان منها كانا يتصدران الاهتمام العالمي أيضا، وهما فيروس كورونا والرئيس ترامب الذي فشل في الانتخابات الأمريكية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، أما الملف العربي فهو التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والذي تصدر الاهتمام في الشارع العربي طيلة النصف الثاني من العام.

وبلغ ملف التطبيع ذروة الاهتمام على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي في شهر أيلول/سبتمبر 2020 عندما أعلنت كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين تطبيع العلاقات مع تل أبيب ولاحقاً لذلك تم الاحتفاء بهم في البيت الأبيض، فيما تسبب هذا الإعلان بموجة من الغضب الواسع في الشارع العربي الذي أطلق جملة من الحملات على الإنترنت للتعبير عن رفض الاتفاق بين دول الخليج وإسرائيل.

التطبيع خيانة

وأطلق النشطاء العرب المناهضون للتطبيع مع الاحتلال العديد من الحملات خلال العام 2020 كان أبرزها حملة “#التطبيع_خيانة” التي تصدرت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي طيلة أسابيع وشهور تلت عمليات التطبيع، كما أطلقوا الهاشتاغ “#فلسطين_قضيتي” والذي سرعان ما تصدر قوائم الوسوم الأعلى تداولاً في العديد من الدول العربية، وكذلك “#فلسطين_قضية_الشرفاء” وغير ذلك من الوسوم التي سرعان ما انتشرت على نطاق واسع.

واستقطبت حملة “#التطبيع_خيانة” عشرات الآلاف من المغردين والنشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي الذين واصلوا انتقاد الإمارات بسبب اتفاقها مع الاحتلال، فيما رد مؤيدون للتطبيع بحملة “#فلسطين_ليست_قضيتي” وسرعان ما انقلبت هذه الحملة إلى ضدها وتحوَّلت إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني عبر الوسم المضاد “#فلسطين_قضيتي” والذي استقطب أيضاً عشرات الآلاف من النشطاء والمعلقين.

ورداً على التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب أطلق نشطاء إماراتيون حملة هي الأولى من نوعها لتأكيد رفضهم التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وعملية الترويج لإسرائيل التي تتولاها دولة الإمارات حالياً، فيما استطاعت الحملة أن تستقطب أعداداً كبيرة من النشطاء والمستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وجاءت حملة “إماراتيون ضد التطبيع” في أعقاب نجاح الحملة السابقة “خليجيون ضد التطبيع” والتي استقطبت أعداداً كبيرة من المغردين والنشطاء والمستخدمين في كافة دول الخليج العربية وتصدرت الحديث على “فيسبوك” و”تويتر” داخل العالم العربي.

وأطلق النشطاء الوسم “#إماراتيون_ضد_التطبيع” للتعبير عن رفضهم لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وتنديدهم بالعلاقات بين أبوظبي وتل أبيب واستنكار الزيارات المتبادلة والطيران المباشر بين الجانبين.

وكتب الناشط الإماراتي حميد النعيمي مغرداً على “تويتر”: “يعني نحن في الإمارات استعدينا القطريين والأتراك والسوريين والمصريين والليبيين والتوانسة والسودانيين ثم بهذا التطبيع استعدينا العرب والمسلمين، مقابل أن نربح الإسرائيليين.. خسرنا أمتنا مقابل صهاينة محتلين!”.

وغرد ناشط بحريني يقول: “نحن لم ولن نبيع قضيتنا أبداً، لا مكان للصهاينة في البحرين وكل من يؤيد التطبيع خائن لقضيته ولإسلامه ولأمته”.

وكتب مغرد أردني على “تويتر” يقول: “كن عزيزاً وإياك أن تنحني مهما كان الامر ضرورياً فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع راسك مرة أخرى”.

غضب أردني ضد الإمارات

وشهد الأردن غضباً استثنائياً ضد الإمارات خلال شهر آب/أغسطس الماضي بعد أن اعتقلت السلطات الأردنية رسام الكاريكاتير المعروف عماد حجاج نتيجة رسم انتقد فيه التطبيع الإماراتي مع الاحتلال، وهو ما أطلق حملة تضامن داخل الأردن معه سرعان ما تحولت إلى حملة غضب ضد الإمارات وتطبيعها والتي اعتبروها السبب وراء اعتقال الفنان المعروف.

كما غرد أمير أردني على “تويتر” برابط لمقال ينتقد التطبيع الإماراتي، ما دفع الإماراتيين لشن حمة ضده أشعلت هي الأخرى الغضب في الأردن ضد دولة الإمارات وتطبيعها مع الاحتلال.

واشتعلت شبكات التواصل في الأردن بالاحتجاج ضد الإمارات بعد اعتقال حجاج وإحالته إلى القضاء بسبب رسم انتقد فيه اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، كما جاء اعتقال رسام الكاريكاتير الأشهر في الأردن متزامناً مع تغريدة على “تويتر” لأمير أردني أثارت غضب الإمارات ودفعت الأردنيين للتضامن معه.

واعتقلت أجهزة الأمن الأردنية في أواخر آب/أغسطس الماضي أشهر رسام كاريكاتير في الأردن عماد حجاج، وهو صاحب شخصية “أبو محجوب” التي أصبحت واحدة من أشهر الشخصيات الكرتونية الساخرة في الأردن، فيما تمت إحالة حجاج إلى محكمة أمن الدولة في اليوم التالي بموجب قانون الجرائم الالكترونية ووجهت له تهمة “تعكير صفو العلاقة مع دولة شقيقة”.

وجاء اعتقال حجاج بعد رسم كاريكاتوري انتقد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على خلفية اتفاق التطبيع مع إسرائيل ورفض الاحتلال تزويد الإمارات بطائرات “أف-35” رغم التطبيع، وهو الرسم الذي سجل انتشاراً واسعاً على الإنترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ونظم صحافيون أردنيون وقفة تضامنية مع حجاج أمام قصر العدل في العاصمة عمان احتجاجا على اعتقاله ورفضاً لإحالته إلى محكمة أمن الدولة.

وسرعان ما انتشرت حملات إلكترونية للتضامن مع حجاج، وصعد اسمه ليصبح على قائمة الأكثر تداولاً في الأردن بعد اعتقاله، كما أن رسمه سجل انتشاراً غير مسبوق بعد اعتقاله.

وأطلق متضامنون مع حجاج حملة “الحرية لعماد حجاج” والتي استقطبت أعداداً كبيرة من النشطاء وسرعان ما انتقلت من داخل الأردن إلى خارجها.

تغريدة أمير أردني

كما أثار الأمير علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الجدل بعد أن نشر تغريدة تتضمن رابطاً لمقال كتبه الأكاديمي الإسرائيلي المعروف آفي شلايم في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، وهو المقال الذي قال فيه الكاتب إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يُشكل عدواناً على الفلسطينيين يُشبه العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956.

ولاحقاً لنشر الأمير علي التغريدة، قام بحذفها ومن ثم نشر رابط المقال دون أن تظهر فيه الصورة المرفقة، ثم قام بحذف التغريدة بشكل نهائي، وهو ما أثار جدلاً واسعاً، وتسبب بحملة تضامن غير مسبوقة مع الأمير.

وأطلق النشطاء الأردنيون حملة “#الأمير_علي_يمثلني” للاحتجاج على الهجوم الإماراتي الذي أعقب تغريدته، وللتضامن مع ما جاء في التغريدة ولرفض حذفها.

 

وقال موقع “الأردنية نت” المحلي، إن الغضب الإماراتي من التغريدة، دفع العاهل الأردني للاتصال بالأمير علي شخصيا وطلب منه حذف التغريدة.

وجاء عنوان المقال الذي شاركه الأمير على صفحته “صفقة الإمارات وإسرائيل.. إنجاز أم خيانة؟” مرفقا بصورة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، كتب عليها “خائن”.

كورونا تشغل العالم

وقبل وخلال موجة التطبيع مع الاحتلال كان العالم بأكمله ومعه الشارع العربي ينشغل بالأخبار المتعلقة بفيروس كورونا المستجد الذي جذب اهتماماً واسعاً وغير مسبوق بسبب انتشاره الواسع والإجراءات الحكومية التي اضطرت لها العديد من الدول للحد من انتشاره.

وانشغلت منصات التواصل الاجتماعي الكبرى في زمن كورونا بتسهيل التعامل بين الناس خلال فترات العزل الطويلة نسبياً عبر العالم، لكن التواصل الاجتماعي بات سلبياً أيضاً، فالشائعات والأخبار المفبركة تدور على قدم وساق.

وبات كل ما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي ناشطاً بشكل استثنائي خلال الإغلاقات التي فرضتها العديد من دول العالم، حتى إن شركة “فيسبوك” أعلنت في 24 آذار/مارس 2020 أنّ خدمة “مسنجر” باتت تختنق بعدد هائل من المستخدمين الذين يضخون الرسائل من خلالها، كما أصيب “واتساب” بتعطلات وتعثر بسبب حجم الاتصالات والملفات المرسلة عليه، لكن حتى على مستويات التدوين والتعليقات التي  تنشر على “تايم لاين” فيسبوك، فإن التواصل الاجتماعي بين المستخدمين بلغ مستويات غير مسبوقة.

ونشرت مجلة “تايم” الأمريكية دراسة لتوجهات “سوشيال ميديا” في الولايات المتحدة الأمريكية على منصتي فيسبوك وتويتر بوجه خاص إبان جائحة كورونا، باعتبارهما وسيطاً حاسماً في تداول المعلومات التي يحتاجها الناس في ظل العزلة الوقائية والعمل والدراسة من المنزل، حيث تحدثت الدراسة عن أن “هذه المنصات أصبحت وسيطاً حاسماً في ترويج معلومات رخيصة تتوخى الإثارة وشائعات مفبركة وحتى اعلانات مفبركة، وهي في هذه الحالة قد باتت سبباً في زيادة قلق الناس ونشر حالات الهلع بينهم”.

وكان لافتا كيف تحرك موقع تويتر، الأكثر تداولا في العديد من الدول العربية، ليعلن حظر “المحتوى المضلل” حول الوباء وليقول إنه سيزيل أي محتوى، يروج لمزاعم غير محددة ومضللة بشأن فيروس كورونا.

وقال موقع التواصل الاجتماعي إن التغريدات، التي يمكن أن تعرض الناس لخطر الإصابة بكوفيد-19 سيتم حظرها وفقا لقواعد الأمان المراجعة. ووفقا لتويتر، فإن ذلك يتضمن أية مزاعم غير موثوقة، بأن جماعات بعينها هي الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

وأدت المعلومات الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال العامين الأخيرين إلى عنف في العديد من الدول، كما ساعدت أيضًا على نشر المخاوف التي لا أساس لها من الصحة بشأن سلامة اللقاحات.

وتواجه الشبكات الاجتماعية حالياً ضغوطًا لضمان عدم إثارة منصاتها للذعر أو التسبب في ضرر، فيما تحاول السلطات معالجة تفشي فيروس كورونا، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وقال “فيسبوك” إنه سيحد من انتشار المعلومات الخاطئة حول فيروس كورونا عن طريق إزالة “ادعاءات كاذبة أو نظريات المؤامرة”. وأشار إلى أنّه سيستخدم مدققي الحقائق الحاليين لمراجعة وكشف المعلومات الخاطئة، وسيخطر الأفراد الذين شاركوا أو كانوا يحاولون تبادل المعلومات التي تم الإبلاغ عن أنها خاطئة. وأوضح “فيسبوك” أنه يركز على “الادعاءات التي تهدف إلى تثبيط العلاج” بما في ذلك المنشورات حول العلاجات الخاطئة.

وفي بداية شباط/ فبراير الماضي قالت شبكة “تويتر” إنّ هناك أكثر من 15 مليون تغريدة حول فيروس كورونا نشرت على الموقع في الأسابيع الأربعة الماضية. وبالبحث عن الفيروس، تظهر رسالة على الموقع تشجّع على استخدام القنوات الرسمية للحصول على المعلومات حول الفيروس.

ترامب والمعركة مع شبكات التواصل

خاض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معركة حقيقية مع شبكات التواصل الاجتماعي في عامه الأخير بالبيت الأبيض، حيث وقع ترامب في 28 أيار/مايو الماضي أمراً تنفيذياً يهدف إلى الحد من الحماية التي تتمتّع بها منصّات التواصل الاجتماعي الكُبرى، مثل تويتر، من الحصانة القانونية التي تتمتع بها في ما يتعلق بالمحتوى والنشر، وذلك بعد تهديدات عديدة كان قد أطلقها ضد هذه الشبكات وكانت مادة للجدل على الإنترنت.

وقال ترامب الغاضب من موقع تويتر تحديدا إن هناك حاجة للتنظيم لأن هذه الشركات لم تعد منتديات محايدة بل تنخرط في “نشاطات سياسية”.

ويأتي ذلك بعد دخول ترامب في مواجهة مع تويتر بعد أن وسم الموقع اثنتين من تغريداته حول التصويت بالبريد في الانتخابات باعتبارها غير موثوقة، إذ أضاف إليهما عبارة “تحققوا من الوقائع”.

وفي الأيام الأخيرة من العام شن ترامب هجوما جديدا على شبكات التواصل وطالب بإلغاء حصانتها، وإلا سيعطل قانون التمويل العسكري.

وهدد باستخدام حقه في تعطيل قانون التمويل العسكري للعام 2021 ما لم يلغ الكونغرس القانون الذي يحمي الوضع القانوني لوسائل التواصل الاجتماعي التي يتهمها بالاستمرار بالانحياز ضد معسكره السياسي.

وزعم ترامب أن “الفصل 230 هو هدية حصانة تمنحها الولايات المتحدة لشركات التكنولوجيا الكبرى ويمثل تهديدا خطيرا لأمننا القومي و لنزاهة الانتخابات”.

واعتبر أنه “إذا لم يتم إلغاء الفصل 230 الخطير جدا وغير العادل إطلاقا بموجب قانون تفويض الدفاع العسكري، فسأضطر لاستخدام حقي” في تعطيل القانون المخصص للموازنة السنوية لوزارة الدفاع.

ويمنع الفصل 230 من “قانون آداب الاتصالات” الذي يعد حجر الزاوية للإنترنت في الولايات المتحدة، أي ملاحقات قضائية مرتبطة بمحتويات تنشرها أطراف ثالثة. ويسمح لفيسبوك ويوتيوب والعديد من مواقع الاستضافة الأخرى (ليس ناشرين مثل وسائل الإعلام) بعدم تحمل المسؤولية عن التعليقات التي يدلي بها المستخدمون والتدخل على المنصات كما يرونها مناسبة.

كورونا والتطبيع وترامب: ثلاثة ملفات شغلت العالم على شبكات التواصل في 2020

هيمنت ثلاثة ملفات رئيسية بلا منازع على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي خلال العام 2020 اثنان منها كانا يتصدران الاهتمام العالمي أيضا، وهما فيروس كورونا والرئيس ترامب الذي فشل في الانتخابات الأمريكية أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، أما الملف العربي فهو التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والذي تصدر الاهتمام في الشارع العربي طيلة النصف الثاني من العام.

وبلغ ملف التطبيع ذروة الاهتمام على شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي في شهر أيلول/سبتمبر 2020 عندما أعلنت كل من دولة الإمارات ومملكة البحرين تطبيع العلاقات مع تل أبيب ولاحقاً لذلك تم الاحتفاء بهم في البيت الأبيض، فيما تسبب هذا الإعلان بموجة من الغضب الواسع في الشارع العربي الذي أطلق جملة من الحملات على الإنترنت للتعبير عن رفض الاتفاق بين دول الخليج وإسرائيل.

التطبيع خيانة

وأطلق النشطاء العرب المناهضون للتطبيع مع الاحتلال العديد من الحملات خلال العام 2020 كان أبرزها حملة “#التطبيع_خيانة” التي تصدرت شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي طيلة أسابيع وشهور تلت عمليات التطبيع، كما أطلقوا الهاشتاغ “#فلسطين_قضيتي” والذي سرعان ما تصدر قوائم الوسوم الأعلى تداولاً في العديد من الدول العربية، وكذلك “#فلسطين_قضية_الشرفاء” وغير ذلك من الوسوم التي سرعان ما انتشرت على نطاق واسع.

واستقطبت حملة “#التطبيع_خيانة” عشرات الآلاف من المغردين والنشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي الذين واصلوا انتقاد الإمارات بسبب اتفاقها مع الاحتلال، فيما رد مؤيدون للتطبيع بحملة “#فلسطين_ليست_قضيتي” وسرعان ما انقلبت هذه الحملة إلى ضدها وتحوَّلت إلى التضامن مع الشعب الفلسطيني عبر الوسم المضاد “#فلسطين_قضيتي” والذي استقطب أيضاً عشرات الآلاف من النشطاء والمعلقين.

ورداً على التطبيع بين أبو ظبي وتل أبيب أطلق نشطاء إماراتيون حملة هي الأولى من نوعها لتأكيد رفضهم التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي وعملية الترويج لإسرائيل التي تتولاها دولة الإمارات حالياً، فيما استطاعت الحملة أن تستقطب أعداداً كبيرة من النشطاء والمستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي.

وجاءت حملة “إماراتيون ضد التطبيع” في أعقاب نجاح الحملة السابقة “خليجيون ضد التطبيع” والتي استقطبت أعداداً كبيرة من المغردين والنشطاء والمستخدمين في كافة دول الخليج العربية وتصدرت الحديث على “فيسبوك” و”تويتر” داخل العالم العربي.

وأطلق النشطاء الوسم “#إماراتيون_ضد_التطبيع” للتعبير عن رفضهم لاتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وتنديدهم بالعلاقات بين أبوظبي وتل أبيب واستنكار الزيارات المتبادلة والطيران المباشر بين الجانبين.

وكتب الناشط الإماراتي حميد النعيمي مغرداً على “تويتر”: “يعني نحن في الإمارات استعدينا القطريين والأتراك والسوريين والمصريين والليبيين والتوانسة والسودانيين ثم بهذا التطبيع استعدينا العرب والمسلمين، مقابل أن نربح الإسرائيليين.. خسرنا أمتنا مقابل صهاينة محتلين!”.

وغرد ناشط بحريني يقول: “نحن لم ولن نبيع قضيتنا أبداً، لا مكان للصهاينة في البحرين وكل من يؤيد التطبيع خائن لقضيته ولإسلامه ولأمته”.

وكتب مغرد أردني على “تويتر” يقول: “كن عزيزاً وإياك أن تنحني مهما كان الامر ضرورياً فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع راسك مرة أخرى”.

غضب أردني ضد الإمارات

وشهد الأردن غضباً استثنائياً ضد الإمارات خلال شهر آب/أغسطس الماضي بعد أن اعتقلت السلطات الأردنية رسام الكاريكاتير المعروف عماد حجاج نتيجة رسم انتقد فيه التطبيع الإماراتي مع الاحتلال، وهو ما أطلق حملة تضامن داخل الأردن معه سرعان ما تحولت إلى حملة غضب ضد الإمارات وتطبيعها والتي اعتبروها السبب وراء اعتقال الفنان المعروف.

كما غرد أمير أردني على “تويتر” برابط لمقال ينتقد التطبيع الإماراتي، ما دفع الإماراتيين لشن حمة ضده أشعلت هي الأخرى الغضب في الأردن ضد دولة الإمارات وتطبيعها مع الاحتلال.

واشتعلت شبكات التواصل في الأردن بالاحتجاج ضد الإمارات بعد اعتقال حجاج وإحالته إلى القضاء بسبب رسم انتقد فيه اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي، كما جاء اعتقال رسام الكاريكاتير الأشهر في الأردن متزامناً مع تغريدة على “تويتر” لأمير أردني أثارت غضب الإمارات ودفعت الأردنيين للتضامن معه.

واعتقلت أجهزة الأمن الأردنية في أواخر آب/أغسطس الماضي أشهر رسام كاريكاتير في الأردن عماد حجاج، وهو صاحب شخصية “أبو محجوب” التي أصبحت واحدة من أشهر الشخصيات الكرتونية الساخرة في الأردن، فيما تمت إحالة حجاج إلى محكمة أمن الدولة في اليوم التالي بموجب قانون الجرائم الالكترونية ووجهت له تهمة “تعكير صفو العلاقة مع دولة شقيقة”.

وجاء اعتقال حجاج بعد رسم كاريكاتوري انتقد ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على خلفية اتفاق التطبيع مع إسرائيل ورفض الاحتلال تزويد الإمارات بطائرات “أف-35” رغم التطبيع، وهو الرسم الذي سجل انتشاراً واسعاً على الإنترنت وعبر شبكات التواصل الاجتماعي.

ونظم صحافيون أردنيون وقفة تضامنية مع حجاج أمام قصر العدل في العاصمة عمان احتجاجا على اعتقاله ورفضاً لإحالته إلى محكمة أمن الدولة.

وسرعان ما انتشرت حملات إلكترونية للتضامن مع حجاج، وصعد اسمه ليصبح على قائمة الأكثر تداولاً في الأردن بعد اعتقاله، كما أن رسمه سجل انتشاراً غير مسبوق بعد اعتقاله.

وأطلق متضامنون مع حجاج حملة “الحرية لعماد حجاج” والتي استقطبت أعداداً كبيرة من النشطاء وسرعان ما انتقلت من داخل الأردن إلى خارجها.

تغريدة أمير أردني

كما أثار الأمير علي بن الحسين، الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، الجدل بعد أن نشر تغريدة تتضمن رابطاً لمقال كتبه الأكاديمي الإسرائيلي المعروف آفي شلايم في موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، وهو المقال الذي قال فيه الكاتب إن الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي يُشكل عدواناً على الفلسطينيين يُشبه العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956.

ولاحقاً لنشر الأمير علي التغريدة، قام بحذفها ومن ثم نشر رابط المقال دون أن تظهر فيه الصورة المرفقة، ثم قام بحذف التغريدة بشكل نهائي، وهو ما أثار جدلاً واسعاً، وتسبب بحملة تضامن غير مسبوقة مع الأمير.

وأطلق النشطاء الأردنيون حملة “#الأمير_علي_يمثلني” للاحتجاج على الهجوم الإماراتي الذي أعقب تغريدته، وللتضامن مع ما جاء في التغريدة ولرفض حذفها.

وقال موقع “الأردنية نت” المحلي، إن الغضب الإماراتي من التغريدة، دفع العاهل الأردني للاتصال بالأمير علي شخصيا وطلب منه حذف التغريدة.

وجاء عنوان المقال الذي شاركه الأمير على صفحته “صفقة الإمارات وإسرائيل.. إنجاز أم خيانة؟” مرفقا بصورة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد، كتب عليها “خائن”.

كورونا تشغل العالم

وقبل وخلال موجة التطبيع مع الاحتلال كان العالم بأكمله ومعه الشارع العربي ينشغل بالأخبار المتعلقة بفيروس كورونا المستجد الذي جذب اهتماماً واسعاً وغير مسبوق بسبب انتشاره الواسع والإجراءات الحكومية التي اضطرت لها العديد من الدول للحد من انتشاره.

وانشغلت منصات التواصل الاجتماعي الكبرى في زمن كورونا بتسهيل التعامل بين الناس خلال فترات العزل الطويلة نسبياً عبر العالم، لكن التواصل الاجتماعي بات سلبياً أيضاً، فالشائعات والأخبار المفبركة تدور على قدم وساق.

وبات كل ما يتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي ناشطاً بشكل استثنائي خلال الإغلاقات التي فرضتها العديد من دول العالم، حتى إن شركة “فيسبوك” أعلنت في 24 آذار/مارس 2020 أنّ خدمة “مسنجر” باتت تختنق بعدد هائل من المستخدمين الذين يضخون الرسائل من خلالها، كما أصيب “واتساب” بتعطلات وتعثر بسبب حجم الاتصالات والملفات المرسلة عليه، لكن حتى على مستويات التدوين والتعليقات التي  تنشر على “تايم لاين” فيسبوك، فإن التواصل الاجتماعي بين المستخدمين بلغ مستويات غير مسبوقة.

ونشرت مجلة “تايم” الأمريكية دراسة لتوجهات “سوشيال ميديا” في الولايات المتحدة الأمريكية على منصتي فيسبوك وتويتر بوجه خاص إبان جائحة كورونا، باعتبارهما وسيطاً حاسماً في تداول المعلومات التي يحتاجها الناس في ظل العزلة الوقائية والعمل والدراسة من المنزل، حيث تحدثت الدراسة عن أن “هذه المنصات أصبحت وسيطاً حاسماً في ترويج معلومات رخيصة تتوخى الإثارة وشائعات مفبركة وحتى اعلانات مفبركة، وهي في هذه الحالة قد باتت سبباً في زيادة قلق الناس ونشر حالات الهلع بينهم”.

وكان لافتا كيف تحرك موقع تويتر، الأكثر تداولا في العديد من الدول العربية، ليعلن حظر “المحتوى المضلل” حول الوباء وليقول إنه سيزيل أي محتوى، يروج لمزاعم غير محددة ومضللة بشأن فيروس كورونا.

وقال موقع التواصل الاجتماعي إن التغريدات، التي يمكن أن تعرض الناس لخطر الإصابة بكوفيد-19 سيتم حظرها وفقا لقواعد الأمان المراجعة. ووفقا لتويتر، فإن ذلك يتضمن أية مزاعم غير موثوقة، بأن جماعات بعينها هي الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

وأدت المعلومات الخاطئة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال العامين الأخيرين إلى عنف في العديد من الدول، كما ساعدت أيضًا على نشر المخاوف التي لا أساس لها من الصحة بشأن سلامة اللقاحات.

وتواجه الشبكات الاجتماعية حالياً ضغوطًا لضمان عدم إثارة منصاتها للذعر أو التسبب في ضرر، فيما تحاول السلطات معالجة تفشي فيروس كورونا، حسبما نقلت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”.

وقال “فيسبوك” إنه سيحد من انتشار المعلومات الخاطئة حول فيروس كورونا عن طريق إزالة “ادعاءات كاذبة أو نظريات المؤامرة”. وأشار إلى أنّه سيستخدم مدققي الحقائق الحاليين لمراجعة وكشف المعلومات الخاطئة، وسيخطر الأفراد الذين شاركوا أو كانوا يحاولون تبادل المعلومات التي تم الإبلاغ عن أنها خاطئة. وأوضح “فيسبوك” أنه يركز على “الادعاءات التي تهدف إلى تثبيط العلاج” بما في ذلك المنشورات حول العلاجات الخاطئة.

وفي بداية شباط/ فبراير الماضي قالت شبكة “تويتر” إنّ هناك أكثر من 15 مليون تغريدة حول فيروس كورونا نشرت على الموقع في الأسابيع الأربعة الماضية. وبالبحث عن الفيروس، تظهر رسالة على الموقع تشجّع على استخدام القنوات الرسمية للحصول على المعلومات حول الفيروس.

ترامب والمعركة مع شبكات التواصل

خاض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب معركة حقيقية مع شبكات التواصل الاجتماعي في عامه الأخير بالبيت الأبيض، حيث وقع ترامب في 28 أيار/مايو الماضي أمراً تنفيذياً يهدف إلى الحد من الحماية التي تتمتّع بها منصّات التواصل الاجتماعي الكُبرى، مثل تويتر، من الحصانة القانونية التي تتمتع بها في ما يتعلق بالمحتوى والنشر، وذلك بعد تهديدات عديدة كان قد أطلقها ضد هذه الشبكات وكانت مادة للجدل على الإنترنت.

وقال ترامب الغاضب من موقع تويتر تحديدا إن هناك حاجة للتنظيم لأن هذه الشركات لم تعد منتديات محايدة بل تنخرط في “نشاطات سياسية”.

ويأتي ذلك بعد دخول ترامب في مواجهة مع تويتر بعد أن وسم الموقع اثنتين من تغريداته حول التصويت بالبريد في الانتخابات باعتبارها غير موثوقة، إذ أضاف إليهما عبارة “تحققوا من الوقائع”.

وفي الأيام الأخيرة من العام شن ترامب هجوما جديدا على شبكات التواصل وطالب بإلغاء حصانتها، وإلا سيعطل قانون التمويل العسكري.

وهدد باستخدام حقه في تعطيل قانون التمويل العسكري للعام 2021 ما لم يلغ الكونغرس القانون الذي يحمي الوضع القانوني لوسائل التواصل الاجتماعي التي يتهمها بالاستمرار بالانحياز ضد معسكره السياسي.

وزعم ترامب أن “الفصل 230 هو هدية حصانة تمنحها الولايات المتحدة لشركات التكنولوجيا الكبرى ويمثل تهديدا خطيرا لأمننا القومي و لنزاهة الانتخابات”.

واعتبر أنه “إذا لم يتم إلغاء الفصل 230 الخطير جدا وغير العادل إطلاقا بموجب قانون تفويض الدفاع العسكري، فسأضطر لاستخدام حقي” في تعطيل القانون المخصص للموازنة السنوية لوزارة الدفاع.

ويمنع الفصل 230 من “قانون آداب الاتصالات” الذي يعد حجر الزاوية للإنترنت في الولايات المتحدة، أي ملاحقات قضائية مرتبطة بمحتويات تنشرها أطراف ثالثة. ويسمح لفيسبوك ويوتيوب والعديد من مواقع الاستضافة الأخرى (ليس ناشرين مثل وسائل الإعلام) بعدم تحمل المسؤولية عن التعليقات التي يدلي بها المستخدمون والتدخل على المنصات كما يرونها مناسبة.

كلمات دلالية