ما رسالة الاحتلال من استهدافه لمنشآت اقتصادية بغزة ؟

الساعة 09:36 م|26 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

على الرغم من تمتعها بالحماية وفق القوانين الدولية أوقات الحروب والنزاعات، وتجريم استهدافها، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي وفي كل مرة يضرب بتلك القوانين عرض الحائط، ولا يتردد في استهداف الممتلكات المدنية والمراكز الصحية بالصواريخ، وهو ما حدث الليلة الماضية عندما أغارت الطائرات الحربية "الإسرائيلية" على منجرة، ومصنع للمشروبات الغازية، وصولاً لمستشفى الدرة وسط قطاع غزة مخلفاً أضرار مادية جسمية، وحالة من الارباك في صفوف المرضى.

المختص في الشأن "الإسرائيلي" حسن لافي، رأى في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن ما قام به الاحتلال "الإسرائيلي" من استهداف لمنشآت صناعية وصحية، يفسر على مستويين.. المستوى الأول تحمل رسالتين (سلبية وإيجابية)، وتتمثل الرسالة السلبية في إيصال رسالة ردعية للمقاومة الفلسطينية، مفادها أن "إسرائيل" معنية في ضبط الحالة القائمة وقواعد الاشتباك الموجودة حالياً، ومستعدة للذهاب إلى أبعد من مواجهة بسيطة والذهاب لحرب كبرى، ستكون قاسية جداً على المقاومة. أما الرسالة الإيجابية وهو أن "إسرائيل" غير معنية بالذهاب لحرب مفتوحة مع المقاومة في قطاع غزة، ولو أراد الذهاب لحرب لاختار أماكن أخرى تجبر المقاومة على الرد المباشر.

أما المستوى الاستراتيجي وهو الأهم، فإن الخطة التي أعدها رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي أفافي كوخافي، التي أطلق عليها خطة (تنوفا) أي (الزخم)، فهي مبنية على عدة قواعد للقفز عن القانون الدولي، مستفيداً من التقارير الدولية التي جرمت جيش الاحتلال في عدوانه عام 2008، (تقرير جولدستون)، وما حدث في عامي 2012و2014، وترتكز الخطة الإسرائيلية للجيش على اعتبار أن المقاومة في غزة هي جيش، وليست فصائل مقاومة بين سكان مدنيين، أي انها تعتبر قطاع غزة دولة، وبهذا المفهوم يصبح مباحاً للجيش استهداف ما يريد في قطاع غزة من الناحية القانونية.

كما أن الخطة تشمل على إلحاق الضرر والأذى بالبنية التحتية التي يمكن أن تستخدمها المقاومة أو تدعمها، (مستشفيات - عيادات طبية وبعض الأماكن ذات الاستخدام المزدوج "مدني وعسكري".

وأوضح، أن هذه الخطة التي أعدها كوخافي إن دلت على شيءً فإنما تدل على كم العداء الإسرائيلي للشعب الفلسطيني.

وعن تقديره لإمكانية اندلاع حرب في قطاع غزة، رأى المختص في الشأن الإسرائيلي حسن لافي، أنه لا مصلحة إسرائيلية للذهاب لحرب مع غزة في هذا التوقيت بالذات وذلك لعدة أسباب، وهي أنه لا يوجد أي هدف سياسي يمكن تحقيقه في قطاع غزة بعد الحرب، ولا يوجد رؤية سياسية إسرائيلية لحل معضلة قطاع غزة. إضافة إلى أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية مهلهلة سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي، إلى جانب أزمة كورونا التي تضرب "إسرائيل" بقوة وتجبرها على الإغلاق الشامل.

وأضاف، أن رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو، صاحب نظرية احتواء غزة بالتسهيلات الانسانية مقابل الهدوء، (شراء الهدوء) لأنه لا مصلحة له في اشتعال حرب على جبهة غزة، كما أنها تشكل نقطة ضعفه في أي انتخابات قادمة، الذي يستغلها الوسط واليسار "الإسرائيلي"، واللمز بعدم قدرته على حسم الامر مع المقاومة.

في ذات السياق، المحلل السياسي حسن عبدو، رأى في حديث لـ "فلسطين اليوم"، أن "إسرائيل"، تهدف من استخدام العصى الغليظة بهذا القصف دق الأسافين بين المقاومة والحاضنة الشعبية، والتلميح بأن أي تصعيد سيكون مكلفاً جداً. وأوضح أن السلوك الإسرائيلي ناجم عن شعوره بالانتصار بعد حالة الهرولة العربية في تطبيع علاقاتها معه.

وأضاف أن الاحتلال سيفشل في خلف بلبلة بين الشعب الفلسطيني والمقاومة، كما فشل في المرات السابقة، وبقي الشعب صامداً يحتضن مقاومته مهما بلغت الخسائر في الأرواح والممتلكات.

يشار إلى أن طائرات الاحتلال "الإسرائيلي" أطلقت صواريخ ارتجاجية على المنشآن التي استهدفتها وهو ما خلق دماراً كبيراً فيها وفي منازل المواطنين.