خبر لنتنياهو شريك.. هآرتس

الساعة 12:38 م|09 مارس 2009

بقلم: عكيفا الدار

بعد مؤتمر انابوليس بفترة قصيرة دعي نبيل فهمي سفير مصر السابق للقاء وداعي في البيت الابيض. الرئيس بوش كان في حالة مزاجية مرتفعة. "كوندي وانا متفائلان جدا بصدد عملية السلام"، قال، ولكنه اضاف حينئذ، "ولكن اليوت متشائم جدا". الدبلوماسي المصري المخضرم وجه ناظريه الى اليوت ابرمز، الذي كان حينذاك مسؤول عن الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي. "لشدة الاسف"، قال "هذه المرة الاولى التي اتفق فيها مع ابرمز". فهمي ادرك منذئذ ان بوش لا ينوي القيام بشيء باستثناء اطلاق التصريحات والبيانات.

الان يقترح ابرمز على ادارة اوباما ان تستخلص العبرة من تلك الرؤية التي قادت نحو "عملية انابوليس الفاشلة". (هارتس 24/2). المستشار المتقاعد اوصى باستبدال برنامج الدولتين بـ "الواقعية": اصلاح امني – حكومي – اقتصادي. ابرمز اقترح ايضا رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض – فياض نفسه الذي استقال بالامس الاول – كـ "شريك موثوق" لهذه السياسة الواقعية.

في العدد الاخير من مجلة "تخيلت" يقترح عضو الكنيست موشيه يعلون من الليكود الذي قد يصبح وزير الدفاع في حكومة بنيامين نتنياهو، التنازل عن الاندفاع لايجاد حل فوري للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني ، لصالح نهج عملي اكثر، يركز في الوقت الحالي على ادارة الصراع.

حكومة نتنياهو ستجد شريكا وفيا لنهج ادارة الصراع: حماس منذ ان انتصرت في انتخابات المجلس التشريعي تكرر عرضها على اسرائيل بتخلي عن وهم حل الصراع والتوجه نحو ادارته. خالد مشعل مثل نتنياهو ، رفض مطلب محمود عباس بتضمين مبدأ الدولتين لشعبين في برنامج حكومة الوحدة الفلسطينية. وزراء حماس سيغتبطون للتداول مع حكومة نتنياهو حول اقامة مناطق صناعية على خط التماس بل وسيوقعوا على "هدنة" لعشر سنوات واكثر. في هذه الاثناء ستفعل الديموغرافية فعلها.

اضف الى ذلك ان الادارة الناجحة للصراع لا تتساوق مع فرض الحقائق الجديدة على الارض، التي تزيد من حدة الصراع وتصعب حله. هل سيوافق نتنياهو على تجميد المستوطنات في الضفة وكبح انقضاض اليمين المتطرف على المواقع الحساسة في البلدة القديمة من القدس؟ فهل يوجد لدى يعلون استعدادا لفتح جبهة لمواجهة الجيش الاسرائيلي والشاباك، الذين يضعون العراقيل امام التحركات لادارة الصراع مثل اقامة مستشفى للاطفال على خط التماس؟ اي رجل اعمال هذا الذي سيوافق على استثمار امواله في مصانع تقع فوق ارض محتلة يلف مصيرها الغموض؟

في ذروة مغازلات تسيبي لفني، رفض نتنياهو الالتزام حتى بـ "اعطاء" الفلسطينيين دولة خاصة بهم حتى ان حلت الاخرة. خلافا لحماس التي تقترح على فتح مواصلة المفاوضات وطرح الاتفاق على الاستفتاء الشعبي، يعارض نتنياهو المعالجة السياسية للصراع ("من الاعلى للاسفل") لموازاة خطوات بناء الثقة ("من الاسفل للاعلى")

امام ادارة اوباما خياران اثنان: الاول التمسك بمبدأ حل الصراع والصعود على مسار التصادم مع حكومة نتنياهو حول حل الدولتين. اما الثاني فهو التنازل عن ادارة الصراع والتصادم مع حكومة نتنياهو لمطلب تجميد المستوطنات وتسهيل الحياة اليومية للفلسطينيين. يظهر من هذين الخيارين السؤال الاكبر: هل يسير اوباما على نهج بوش الاب في العملية التي بدأت في مدريد، ام انه سيراوح في اطار دائرة بوش الابن؟ هل سيجبر اسرائيل على الاختيار بين عملية السلام وتجميد المستوطنات، وبين علاقات الثقة مع الولايات المتحدة والمساعدة الاقتصادية السخية او انه سيقود الصراع على طريق بوش الابن – من شرم الشيخ الى انابوليس وايابا؟.