هل الحديث عن تقدم "تبادل الأسرى" حقيقة أم استغلال "إسرائيلي"؟

الساعة 08:58 م|15 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

تداولات وسائل اعلام الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية أخبرًا حول وجود تقدمًا في ملف الأسرى مع حركة حماس لا سيما بعد زيارة الوفد الأمني المصري لقطاع غزة.

لكن تلك الأنباء الاسرائيلية تم نفيها بشكل مطلق من حركة حماس والتي أكدت أن شيئًا من التقدم في هذا الملف لم يحدث اطلاقًا.

وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية استندت في تناقل خبر صفقة التبادل على مصادر "مجهلة" حيث أكدت تلك المصادر أن هناك تقدما لم يحدث من قبل في ملف صفقة تبادل الأسرى، التي يقوم وفد مصري بالتوسط فيها.

وأوضحت أن هناك تقريرا تحدث عن وجود دعوة مصرية للطرفين، للقدوم إلى القاهرة، والبدء هناك في جولة مفاوضات “غير مباشرة” على غرار ما جرى قبل إبرام صفقة التبادل عام 2011.

لكن المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم في تصريح صحافي قال: “ما يروجه الإعلام الصهيوني حول الحراك في ملف تبادل أسرى، محاولة من نتنياهو لتعزيز حضوره الشخصي لأي انتخابات صهيونية متوقعة”.

وأكد أن هذا الحديث الإعلامي الإسرائيلي “لا أساس له من الصحة”، وأنه “لا جديد في هذا المسار”، مؤكدا أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو “ما زال يتهرب من اتخاذ قرار في هذا الملف، ويتلاعب بمشاعر عائلات الجنود الأسرى”.

وقد حملت الساعات الـ 72 الماضية حديثا إسرائيليا، كان يشير إلى أن حدثا ما يترقب أن يتشكل خلال الفترة القريبة المقبلة، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للوفد المصري لغزة وتل أبيب، وأن الأخيرة وافقت على العديد من مطالب حماس، حتى أن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي تسفي هاوزر، قال إنه اطّلع على تفاصيل الصفقة المقترحة، لافتًا أنها ستكون “فضيحة في حال تحققت”.

وقال في تصريحات صحافية: “الصفقة ستعيد مئات المخربين إلى دائرة الإرهاب، وأدعو رئيس الحكومة للتراجع عن الفكرة الخطرة التي يجري تداولها بين الجانبين، واستخلاص العبر من تداعيات صفقة شاليط، حيث عاد غالبية المخربين للعمل في الإرهاب”، حسب وصفه.

وجاء ذلك بعدما ذكرت “القناة الـ13” العبرية أنها أبلغت من مصادر مصرية أن القاهرة قامت باستدعاء إسرائيل وحماس لإجراء مباحثات غير مباشرة بالقاهرة حول عقد صفقة تبادل أسرى جديدة، وأوضحت أنه في إسرائيل أدركوا أن هذه فرصة أحادية المرة ولن تتكرر، ووافقوا على دعوة مصر، للتفاوض مع حركة حماس بالقاهرة، مشيرة إلى أن حماس ما زالت تتمنى الإفراج عن أسرى قتلوا إسرائيليين، ولكن إسرائيل أوضحت أنها لن توافق على ذلك.

وحسب تقرير القناة، فإن الحديث يدور عن صفقة يتم فيها تقديم التطعيم ضد فيروس “كورونا” لقطاع غزة، وتوقعت أن يحدث تقدم خلال الأيام القادمة، وأشار الى أن إسرائيل نقلت مؤخرا لحماس عن طريق مصر مقترحا جديدا بشأن صفقة التبادل، يتضمن الإفراج عن أسرى أحياء تحددهم إسرائيل، ومساعدات طبية لمواجه “كورونا” بغزة، مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين المتواجدين بغزة.

وقد ذهبت إلى ذلك صحيفة “هآرتس” العبرية، حيث قالت إن المباحثات لإعادة الجنود الأسرى من غزة تسارعت، مؤخرا، بسبب تفشي “كورونا” في القطاع، وبسبب اقتناع إسرائيل أن حماس بحاجة إلى اللقاحات المضادة، وحسب ما ذُكر إسرائيليا فإن الوفد الأمني المصري نقل إلى قيادة حماس في غزة، التي التقاها قبل أسبوع مقترحا جديدا لإنجاز الصفقة، بعد أن جرى إبلاغ الوفد بالرسالة من قبل مسؤول ملف التبادل الإسرائيلي يارون بلوم.

وكان المقترح عبارة عن عدة رسائل، الأولى، ربطت المساعدة في التغلب على “كورونا” بإنجاز الصفقة، فيما الثانية أكدت لحماس أنه ستجري انتخابات في إسرائيل قريبا، ولا يوجد احتمال بأن ينفذ سياسي إسرائيلي، خاصة من اليمين، تنازلات لحماس مشابهة لـ “صفقة شاليط” في هذه الفترة، ويقصد بها صفقة التبادل عام 2011، فيما ربطت رسائل إسرائيل لحماس أيضا إنجاز مشاريع البنى التحتية الكبيرة في غزة بإنجاز الصفقة.

ووفق ما ذكر، فإن قيادة حماس أبلغت الوفد المصري الذي نقل الرسائل، أن المقترحات الإسرائيلية لا تتوافق مع شروطها بشأن الإفراج عن الأسرى، بطلبها أن تدرج أسماء الأسرى المحكومين أحكاما عالية، وشاركوا في هجمات أسفرت عن مقتل إسرائيليين، خاصة وأن قيادة حماس لا يوجد لديها توقعات عالية حيال إمكانية خروج صفقة التبادل إلى حيز التنفيذ في هذه المرحلة، وأنها تعي أن الاقتراح الإسرائيلي بشأن قضية الأسرى ليس جديا وخاصة في الفترة التي ستجري فيها انتخابات في إسرائيل، كون أن غايته هي كسب الوقت وتحقيق مكاسب سياسية لنتنياهو.

ومع توالي تلك الأنباء، نشرت عائلة الضابط الأسير لدى حماس بغزة، هدار غولدين، على حسابها الرسمي على موقع “تويتر” حسب ما جاء في تقارير عبرية، تدوينة باركت فيها عقد صفقة إنسانية مع قطاع غزة، تعيد هدار والجندي الأسير الآخر شاؤول أورون.

يشار إلى أن الجناح العسكري لحركة حماس تمكن في الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي شنتها إسرائيل على مدار 51 يوما، من أسر جنديين إسرائيليين خلال المعارك البرية على حدود القطاع الشرقية، وهما شاؤول أرون وهدار غولدن، فيما تحفظ على إسرائيلي من أصل أثيوبي ومواطن بدوي يحمل الجنسية الإسرائيلية، بعد دخولهما قطاع غزة بشكل غير رسمي، متجاوزين الحدود الفاصلة.

وكانت حركة حماس أبرمت بوساطة مصرية عام 2011 صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل، أطلقت بموجبها الحركة سراح الجندي غلعاد شاليط، مقابل 1027 أسيرا فلسطينيا، بينهم مئات الأسرى من ذوي المحكوميات العالية.

وتطالب حماس بالإفراج عن أسرى قدماء بهذه الصفقة، ومحكومين بأحكام عالية جدا، وفي ذكرى انطلاقة حماس الـ 33 التي مرت الإثنين الماضي، قال رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، في رسالة للأسرى: “إن حماس وفصائل المقاومة تعمل بصمت وبقوة وبوعي من أجل تحريركم، ومن أجل كسر قيدكم، ولن تترككم في غياهب السجون”، مضيفا: “حماس التي أنجزت صفقة وفاء الأحرار، ومن خلال ما هو بين يدها وما يمكن أن تقوم به مع فصائل المقاومة سوف تنجز إن شاء الله لكم هذه الحرية والتحرير والعودة للأهل والديار”.

كلمات دلالية