خبر انتفاضة ضد « إسرائيل » في السويد

الساعة 06:54 ص|09 مارس 2009

فلسطين اليوم : القدس المحتلة

لم تعرف إسرائيل في تاريخها موجة من الكراهية في العالم, مثلما تشهدها في هذه المرحلة", هكذا كتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت", أمس, تحت العنوان الصارخ: "انتفاضة في السويد". وبهذا, كانت الصحيفة تعلق على ما جرى في اليوم السابق في مدينة مالمو السويدية, عندما تظاهر ألوف السويديين والعرب احتجاجاً على استضافة لاعبي التنس الإسرائيليين في مباراة ضمن مسابقة كأس ديفيس ذات الشهرة العالمية.

وهذه البلدة مالمو من المدن السويدية الكبرى (630 ألف نسمة), التي تضم أكبر تجمع للأجانب (ثلث السكان), وبينها جالية فلسطينية كبيرة بشكل خاص (40 ألف نسمة). والسويد عموما هي واحدة من الدول الأوروبية التي شهدت مظاهرات كبيرة ضد الحرب في لبنان في صيف 2006 وزادت جماهيرية في الحرب الأخيرة على غزة.

وعندما علم السويديون أن منتخب التنس الإسرائيلي سيجري مباراة مع المنتخب السويدي, نهضت قوى التضامن مع الشعب الفلسطيني في المدينة ودعت إلى مظاهرة ضخمة تحت شعار: "يجب مقاطعة إسرائيل".

وقد شارك فيها 10 آلاف متظاهر وفقا لتقديرات المنظمين و6 آلاف حسب تقديرات الشرطة المحلية.

الشرطة من جهتها فرضت احتياطات أمنية صارمة على المباراة فألغت مشاركة الجمهور فيها - "كان من المتوقع أن تمتلئ مقاعد المدرج في الملعب, ولكننا لعبنا في ملعب خال تماما من الجمهور.

وكانت قوات الشرطة رغم ذلك تملأ الملعب", قال أندي رام أحد ابرز أعضاء المنتخب الإسرائيلي - "لم أواجه في حياتي مثل هذه الكراهية لإسرائيل. منذ وصلنا علمنا إن ضغوطا تمارس على المنتخب السويدي كي يلغي المباراة. تملكنا شعور قاس للغاية. البراءة الرياضية اختفت. حتى في دبي, حيث لعبت قبل بضعة أسابيع, كانت الأجواء ألطف. دوريات الشرطة العلنية ورجال الشرطة السرية رافقتنا الى كل مكان. خلال أسبوع لم نغادر الفندق سوى ثلاث مرات. كانوا ينقلوننا الى الملعب كل مرة عبر شارع مختلف. أمر مريع".

وأما خارج الملعب, فقد احتشد المتظاهرون وراحوا يهتفون ضد جرائم اسرائيل في الحرب العدوانية على قطاع غزة ويرفعون صور الأطفال والنساء ضحايا هذا العدوان, كما يكتب مندوب الصحيفة الى المباراة, يغئال روم.

ويضيف: "منظمو المظاهرة حاولوا منع التدهور الى العنف وخاطبوا المتظاهرين بالقول: "هناك من يريد ان يلصق بالفلسطينيين ومؤيديهم تهمة العنف والفوضى والارهاب وجهل القواعد الديمقراطية, فلا تمنحوهم المراد", ولكن الدعوة لم تنجح. فقد ظهرت مجموعة من الملثمين يطلقون القنابل الصوتية ويقذفون الحجارة على قوات الشرطة, مما اضطرها الى تعزيز قواتها لحصر العنف واعتقلت حوالي 80 شخصا حررت معظمهم بعد أن سجلت تفاصيلهم".

ويتوجه مراسل الصحيفة الى مواطنة سويدية ويسألها لماذا تقحمون السياسة في الرياضة, فأجابته: "لسنا نحن الذين نقحمها, بل أنتم الإسرائيليون. فأنتم قصفتم الستاد الرياضي في غزة ومقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية في المدينة, ونحن نفعل مثلكم ولكن من دون قتل أطفال أو نساء".

ويكتب محرر الشؤون الأمنية, ايتمار آيخنر في الصحيفة نفسها, أمس, تحت عنوان "كلهم ضدنا", ان عملية "الرصاص المصبوب" نجحت كما يبدو ان تثير واحدة من أضخم موجات الكراهية ضد إسرائيل. مظاهرات صاخبة في كل مكان في العالم, جمع تواقيع على عرائض تنادي بمقاطعة إسرائيل, قطع العلاقات الدبلوماسية, طرد سفراء, تهديدات بمحاكمة مسؤولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب, تجميد رفع مستوى العلاقات بين اسرائيل والاتحاد الأوروبي, والمظاهرات ضد فريق التنس الإسرائيلي في مالمو. فما الذي جرى في الحرب (على غزة) حتى يكرهوننا الى هذا الحد?

ويجيب: "الاجابة على هذا مركبة. فمن جهة كانت الدعاية الاسرائيلية خلال الحرب جيدة, حيث تم التنسيق بين كل الجهات وتكلمنا بصوت واحد وعرضنا موقفا مقنعا يقول اننا لا نقتل الأطفال لأننا قتلة أطفال, بل لأن قتلة الأطفال من حماس كانوا يستخدمون المدنيين الفلسطينيين درعا واقيا لهم وقادتهم كانوا يختبئون في أماكن تهدد بالخطر حياة الأطفال. ولكن هذا لا يكفي. لم نستطع به ان نواجه الصور التي ظهرت على شاشات التلفزة للقتلى من الأطفال والنساء ولدمار البيوت. فالصورة أقوى من ألف خبر. لا منافس للصورة. ولا مبرر لقتل الأطفال. لا أحد يقبل في العالم أي تفسير لقتل الأطفال".