كيف يواجه النظام الصحي بغزة "شبه المنهار" جائحة فيروس "كورونا"؟

فلسطين اليوم

منذُ بداية تفشي جائحة كورونا في قطاع غزة المكتظ بالسكان، دارت تساؤلات بشأن مدى قدرة النظام الصحي على الصمود في مواجهة عدوى (كوفيد-19)، وكيفية التعامل مع مئات الالاف من الإصابات؟ في ظل ضعف الإمكانات والمستلزمات الطبية لسنوات طوال.

متحدثون من وزارة الصحة بغزة، أكدوا أن النظام الصحي الحالي يشهد حالة من الخطر الشديد، لاسيما مع تجاوز أعداد الإصابات لأكثر من ألفين وستمائة ألف وثمنمائة حالة، وسط خشية من فقدان السيطرة على التعامل مع الوباء الجديد.

كما تمنع حكومة الاحتلال الإسرائيلي إدخال المواد الطبية والأدوية وأجهزة التنفس الاصطناعي اللازمة إلى مستشفيات غزة، تحت حجج واهية، ما ينذر بانهيار النظام الصحي شبه المنهار.

وأكد د. مجدي ظهير، مدير الطب الوقائي بوزارة الصحة بغزة، أن معدل انتشار فيروس كورونا في المجتمع الغزّي دخل مرحلة واسعة وكبيرة من تفشي العدوى.

وشدّد ظهير، على أن وزارة الصحة ما زالت تعاني من عجز كبير في الأدوات والمستلزمات الطبية، بسبب ضغط الجائحة، كما أن الطواقم الطبية العاملة تعاني من الإرهاق الشديد خلال هذه الفترة، المتمثلة في مواجهة الوباء.

وأوضح، ان نسبة الحالات الإيجابية من الفحوصات تصل لـ 30% ، وأن  الإصابات المعلن عنها لا تمثل حقيقة ما هو موجود،  أي أن الحالات المرضية أعلى من ذلك؛ ويعود ذلك لضعف الإمكانات الطبية التي لا تسمح  لإجراء فحص شامل.

وبيّن أن نحو 15% من اجمالي الإصابات قد صنفتها الصحة على أنها حالات متوسطة وخطيرة، ومعظمهم من كبار السن والمرضى، و40% لا تظهر عليهم علامات المرض.

وأشار ظهير، إلى انشغال 135 سرير من أصل 150 المخصصة للحالات المرضية من الفيروس، داخل مستشفيات القطاع، أي بنسبة 70%، فيما حذر من ارتفاع نسبة الانشغال.

ونبه إلى أنه حال لم يلتزم الجميع بالإجراءات الوقائية والسلامة المتبعة، فإن وزارة الصحة لم تنجح في إنقاذ حياة المصابين، علمًا أن عدد سكان غزة قد وصل لما يزيد عن مليوني مواطن في بقعة جغرافية محدودة.

ولفت ظهير، إلى أن وزارته قامت بتوظيف 1000 كادر طبي خلال فترة الجائحة، وأن لدى الصحة 14 طبيبًا فقط متخصصًا لفحص المواد المخبرية لفيروس (كوفيد-19) داخل المختبر المركزي. 

وقال: إن "وزارة الصحة وضعت الخطط والسياسات لموجهة الوباء، حسب المراحل التي يشهدها قطاع غزة، من معدل الانتشار".

وأضاف أن جميع المربعات التي حددتها الصحة في قطاع غزة، مصنفة على أنها منطقة حمراء، وعددها 70 حي.

وجاء حديث ظهير، في ندوة بعنوان "واقع الأوضاع الصحية في قطاع غزة"، في مقر الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني بمدينة غزة.

منظمة الصحة العالمية

من جهته، أكدت مديرة مكتب منظمة الصحة العالمية ساشا بوتسوما، أن المنظمة تعمل بالشراكة مع وزارة الصحة لزيادة الأدوات والمستلزمات الطبية، وجلب أجهزة التنفس الاصطناعي ومولدات الاكسجين للمستشفيات، في إطار مواجهة الوباء.

وقالت بوتسوما: إن" منظمة الصحة تسعى لتطوير إمكانات وألبسة الطواقم الطبية العامة في مستشفيات غزة، لحماية من فيروس كورونا".

وأضافت أن قطاع غزة يشهد زيادة في الحالات المصابة بفيروس كورونا، مع تسجيل مضاعفات على مرضى كبار السن.

وأشارت إلى أن المنظمة تسعى لتوفير اللقاح المضاد المرخص لديها، وذلك حسب الظروف العالمية، وأن حق الأولوية سيعطى لكبار السن والمرضى.

وتوقعت مدير الصحة العالمية، زيادة نسبة الحالات المميتة لمرضى "كورونا"، فيما تخوفت من معدل انتشار الوباء في القطاع بصورة عالية.

وتشدّد حكومة الاحتلال من حصارها على قطاع غزة، منذ عام 2007، وسط انهيار كافة القطاعات الاجتماعية والاقتصادية والصحية.

مرحلة التعايش والاستجابة

وفي السياق، أكد د. عائد ياغي مدير جمعية الإغاثة الطبية، أن الواقع الصحي يستجيب في التعامل مع وباء "كورونا"؛ رغم قلة الإمكانات المتاحة لوزارة الصحة.

وأوضح ياغي، أن القطاع الصحي يعاني من تحديات عدة خلال فترة "كورونا"، منها عجز الصحة على تأمين كميات الاكسجين الكافية للمرضى، وقلة عدد الأسرّة في المستشفيات، وقدرة الطواقم الطبية على العمل باستمرارية.

وشدّد على ضرورة ضمان استمرار تقديم الخدمات الطبية الصحية العادية لكافة المرضى، من أجل الحفاظ على النظام الصحي من الانهيار.

وأشار ياغي، إلى أن القطاع الصحي يعيش الآن في مرحلة التعايش والاستجابة.

وأما د. صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني" قال: إن "الهيئة أرسلت رسالة إلى وفد الاتحاد الأوربي الذي زار غزة هذا الأسبوع، مفادها، أن القطاع الصحي يعاني من العديد من التحديات الصحية في مواجهة الجائحة".

وأضاف عبد العاطي، أن الأوضاع الإنسانية والاجتماعية والصحية تشهد حالة من الانهيار الكبير، بفعل الحصار الإسرائيلي.

اليوم، أعلنت وزارة الصحة بغزة، ارتفاع إصابات فيروس "كورونا" إلى 26817 إصابة، فيما بلغت اعداد المتعافين إلى 16695، والحالة النشطة 9953.

ووصلت اعداد الوفيات منذ انتشار الفيروس في غزة، إلى 169 حالة وفاة، حتى اليوم.