ساعر يقلب الموازين الحزبية "الإسرائيلية" بحزب سياسي جديد

الساعة 11:08 ص|10 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

شَكَلت عملية انشقاق جدعون ساعر عن حزب الليكود، وإعلانه تشكيل حزب سياسي جديد، انقلابًا في الموازين السياسية الإسرائيلية، التي قد تمنحه قوة أكبر مع الحديث عن انضمام العديد من الشخصيات السياسية له ومنهم أعضاء في الليكود الذي باتت نتائج استطلاع الرأي تظهر تراجعه مع منح حزب ساعر الجديد قوة لم يكن يتوقعها.

وأعلن بالأمس وزير الاتصالات يوعاز هاندل، وشريكه تسفي هاورز عضو الكنيست الحالي، وهما من كتلة "ديريخ إيرتيس" التي خاضت الانتخابات الأخيرة ضمن قائمة حزب أزرق - أبيض، عن انضمامها لحزب ساعر.

وخاض ساعر منذ نحو عام، مجابهة أمام زعيم الليكود بنيامين نتنياهو، في محاولة لإحداث تغيير داخل الحزب الذي يتزعمه نتنياهو منذ أكثر من 13 عامًا، إلا أنه فشل في الوصول لقيادة الحزب وبقي في المراكز الأولى على قائمة الحزب في انتخابات الكنيست التي جرت لاحقًا.

ويبدو أن نتنياهو شعر بالارتياح حينها من التخلص من أزمة داخل الليكود، لكن قرار ساعر منذ يومين بإعلان انشقاقه، وتشكيل حزب جديد وانضمام عدد من الشخصيات له، بعث حالة من القلق لدى نتنياهو الذي أظهرت الاستطلاعات تراجع قوة حزبه.

ووفقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت الصادرة اليوم الخميس، فإن حزب الليكود بعد انشقاق ساعر، وجه رسائل إلى حزب أزرق - أبيض بزعامة بيني غانتس في محاولة للتوصل إلى حل وسط وتأجيل الانتخابات، مشيرةً إلى أن نتنياهو قرر إعادة قراءة المسار بما يخدم مصالحه.

ويبدو أنه ليس أمام الليكود متسع لهذه الخطوة بعد أن وافقت لجنة الكنيست بالأمس على مشروع قانون حل الكنيست، وعرضه على الهيئة العامة للتصويت عليه لإجراء الانتخابات في السادس عشر من مارس/ آذار المقبل، وسيكون أمام الليكود حتى 23 من الشهر الجاري لمنع هذه الخطوة من خلال تمرير الميزانية.

وترى مصادر من الليكود أن التغير الحاصل على الخارطة السياسية بعد قرار ساعر للمنافسة على رئاسة الوزراء، ونتائج الاستطلاع التي تنشر، والتحركات لمزيد من التكتلات السياسية، تضع نتنياهو وغانتس في موقف سيء قبل الانتخابات، حيث من المرجح أن يخسر غانتس وحزبه الأغلبية في الكنيست لصالح مرشح آخر لرئاسة الوزراء سيحصل على توصية 61 عضوًا، مثل نفتالي بينيت، أو جدعون ساعر.

واعترف مسؤول كبير في الليكود، إن الحزب سيخسر الكثير إذا ذهب إلى الانتخابات، مشيرًا إلى أن نتنياهو سيقوم بمغامرة كبيرة إذا توجه إلى الانتخابات قريبًا.

فيما نفت مصادر من حزب غانتس أنه يجري حوارًا مع الليكود لمنع الانتخابات، إلا أن مصدر مقرب غانتس رجح أن الليكود لن يتأخر في تقديم اقتراح حل وسط لتأجيل الانتخابات، مثل إجراء تعديلات تشريعية تسمح بتمرير الميزانية مقابل نوع من ترتيبات التناوب.

وقالت مصادر من الليكود، إن هناك اقتراح يتم تداوله يسمح بتأجيل الانتخابات والموافقة على ميزانية لعامين، وتمديد ولاية الحكومة إلى أربع سنوات بدلاً من ثلاث، وبالتالي تأجيل التناوب ستة أشهر حتى يتمكن غانتس من تولي المنصب، ليصبح رئيسًا للوزراء في مايو/ أيار 2022 بدلاً من نوفمبر/ تشرين ثاني 2021.

وتساءلت الصحيفة عن إمكانية وثوق غانتس في نتنياهو لتنفيذ التناوب، حيث تقول المصادر، إن هذه الخطوة سيتم تثبيتها بتشريع حديدي يضمن تولي غانتس رئاسة الوزراء.

وقال مصدر سياسي، إن نتنياهو يدرك أنه في اللحظة الأولى التي يغادر فيها مقر إقامة الحكومة، لن يعود هناك مرة أخرى في حياته، لذا فهو يناقش ما إذا كان سيخاطر بالانتخابات، أو أن ينفصل عن التناوب مع غانتس.

وأظهرت عدة استطلاعات للرأي نشرت الليلة الماضية، أن حزب ساعر الجديد سيحصد من 15 إلى 18 مقعدًا، في حين أن الليكود سينخفض وستتراوح مقاعده ما بين 25 إلى 28، وحزب بينيت من 16 إلى 18 مقعدًا.

كلمات دلالية