خطاب الامين ينادي بإعادة الحسابات من جديد -بقلم : خالد صادق

الساعة 12:18 م|09 ديسمبر 2020

فلسطين اليوم

بقلم : خالد صادق

خطاب الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة خلال مؤتمر "الوعد الحق 6"، الذي يعقده الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة، في الذكرى الثالثة والثلاثين لاندلاع انتفاضة الشعب الفلسطيني الأولى، يحمل من الرسائل ما يدلل على اهمية وحساسية المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية, والموقف الرسمي من بعض الدول العربية المتحالفة مع "اسرائيل", وعودة السلطة لتطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني, ومحاولة الاحتلال تجريدنا من كل اوراق القوة التي بيدنا لإبقاء واستمرار حالة التبعية له والترويج لنهج الهزيمة امام القوة الطاغية لإسرائيل والتي تصنعها من الوهم الذي تسوقه على الانظمة العربية الهشة.

فمؤتمر الاتحاد العالمي لعلماء المقاومة جاء بعد ايام قليلة من مؤتمر المنامة البحريني التطبيعي والذي شارك فيه العديد من الشخصيات الاسرائيلية الاكاديمية والسياسية والعسكرية, وجاء في اعقاب لقاء "نيوم" الذي جمع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس الوزراء الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو في حضور وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو, وجاءت كلمة الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي القائد زياد النخالة لتؤكد على حتمية وضرورة اعادة الحسابات, وقراءة الواقع السياسي الذي نعيش بمسؤولية اكبر, وترتيب اجندتنا الداخلية من جديد, ومراجعة المواقف الرسمية العربية التي تتذرع بعلاقة السلطة بالاحتلال  لتبرير  سياسة التطبيع مع "اسرائيل" .

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي دعا الشعب الفلسطيني وقواه الحية إلى عقد مراجعة نقدية وجدية لاتفاق "أوسلو" وإعادة الحسابات، والبحث الجدي في مآلات التعايش مع العدو، لافتاً إلى أن الذين يعتقدون أن تحالفهم مع الكيان الصهيوني في مواجهة شعوبهم، يحميهم إلى الأبد، واهمون, وأكد القائد النخالة أن الهروب إلى الأمام، كما فعلت السلطة بعد الحوارات الأخيرة ولقاء الأمناء العامين، والتحلل من الالتزامات الوطنية، لن يعيد شيئًا، وإنما سيكرس وقائع جديدة على الأرض، وسيعطي بعض الأنظمة العربية شرعية لما قامت به من عمليات التطبيع، فما الذي تغير في الموقف النقدي الذي اتخذته السلطة لخطوة الامارات والبحرين في التحالف مع "اسرائيل" وماذا جرى لتتحول طعنة الظهر إلى عناق وصمت على ما يجرى, ويعود السفراء لمواقعهم.

القائد النخالة اعتبر أن ما يجري اليوم هو قفزة أخرى للمشروع الصهيوني في العمق العربي، متجاوزًا حدود "سايكس بيكو" التي وضعت لهذا أصلاً، ليجد الكيان الصهيوني نفسه كيانًا آخر، بجانب الكيانات الضعيفة والهزيلة، ولكنه كيان مختلف بكل الملامح والسمات، وبكل المقومات التي امتلكها، باعتباره أداة النظام الدولي القديم والجديد، في قهر الأمة والهيمنة عليها, ولذلك لا نستغرب الحديث عن شرق اوسط جديد, تقوده "اسرائيل" وتتحكم فيه على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والامنية والثقافية, "اسرائيل" تحلم والعرب يحولون حلمها الى حقيقة, لان كل هذا الخداع الصهيوني بات ينطلي عليهم ويصدقونه .

يقول الامين العام في نهاية كلمته ( واجباتنا اليوم على أرض فلسطين، أرض الرباط المقدس، وفي كل مكان أن نفعل كل ما نستطيع فعله، فليست عواطفنا ومحبتنا للقدس وفلسطين ستفعل فعلها فقط، ولكن تضحياتنا واستعدادنا المستمر للتضحية، هي الطريق الوحيد لوقف هذا العدوان, علينا وعلى أمتنا، ونحن على يقين بوعد الله لنا بالنصر، ومستمرون معًا - إن شاء الله- نحو القدس ونحو فلسطين", لا بد أن نفعل كل ما نستطيع فعله، فليست عواطفنا ومحبتنا للقدس وفلسطين ستفعل فعلها فقط،  ونحن على يقين بوعد الله لنا بالنصر، ومستمرون معًا - إن شاء الله- نحو القدس ونحو فلسطين),  كل هذا الواقع الصعب الذي تمر به القضية الفلسطينية والخيانات الدائرة حولها لن تمنعنا من مواصلة مسيرة النضال والتحرير, واليقين بان النصر قادم لا محالة, وان طريقنا نحو التحرير لن يتوقف مهما كانت العقبات والمعيقات.

كلمات دلالية