التعليم الالكتروني ما بين تفاعل الاهالي وتجاهلهم وانعكاسه على الطلبة

الساعة 05:37 م|08 ديسمبر 2020

غزة - فلسطين اليوم

سماح الأيوبي فرضت جائحة فيروس كورونا واقعاً على العالم لم يشهده من قبل، حيث صنفته مجلة التايمز الأمريكية على أنه العام الأسوأ في تاريخ البشرية، لتأثيره على مناحي الحياة كافة، ومنها التعليم، الذي أجبر مؤسسات التعليم الى اعتماد التعليم الالكتروني في محاولة لاستمرار العملية التعليمية، وهو ما تعمل فيه وزارة التربية والتعليم في قطاع غزة، مع تراجع امكانية فتح المدارس أمام الطلبة، بعد الاجراءات المشددة من قبل اللجنة الادارية لمنع تفشي الفيروس.

ويُعد التعليم عبر الانترنت أمراً حديثاً على العالم، في ظل عدم وجود تجارب سابقة قبل جائحة كورونا، لذلك تعرضت العملية التعليمية عن بعد، الى الكثير من التطوير في محاولة لاستدراك الأخطاء للوصول الى افضل مستوى له.

وزارة التربية والتعليم بغزة رأت أن نظام التعليم الالكتروني هو إجراء مؤقت وهو الحل الأمثل لتعويض المواد الدراسية للطلبة، خلال مدة الانقطاع التي نجمت عن ظروف استثنائية.

وتباينت آراء الطلبة ما بينَ مؤيدٍ ومُعارض، لكن الأخير تصدّر المشهد لأسباب تعود لضعف خدمة الانترنت في البلاد وعدم فهم المادة الدراسية، وأخرى تتعلق بعدم امتلاك بعض الطلبة جهازاً الكترونياً متطوراً .

وفي حديثٍ مع الطالبة أنوار الجدبة (20) عاماً التي تدرس تخصص الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية بغزة، قالت إنها سجلت الفصل الدراسي الحالي خمسة مساقات دراسية، وتتلقّاها جميعاً عبر مواقع الجامعة الكترونياً منذ تعليق العملية التعليمية فيها.

وتوضح الجدبة، أن الجامعة عبر حساب كل طالب في موقعه، تنشر مسبقاً مواعيد المحاضرات الالكترونية.

وتتابع "هناك محاضرات تبث مباشرة وتبقى نسخة مسجلة منها، وأخرى يتم رفعها على موقع الجامعة مسجلة، ما ترك المجال للتعليق والاستفسار.

في حين تشهد الصفحات الالكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملاتٍ لأولياء الأمور، تعبر عن استيائهم من خلال الصف الالكتروني لكونه ليس الحل الأمثل من وجهة نظرهم.

وأشارت الأستاذة فاطمة الأيوبي، المدرسة لمادة الدراسات الإسلامية في مدرسة دلال المغربي الثانوية للبنات، أنها بدأت التعليم الكترونياً مع طالباتها، منذ بداية تعليق الدوام الوجاهي في جميع المؤسسات التعليمية.

وتابعت في حديثها لـ "فلسطين اليوم"، تقول الأيوبي، أنها بدأت تعتمد في بثها الالكتروني طرقاً حديثة، تعمل على ترغيب الطالبات فيها.

وتضيف "التعليم الكترونياً شاق دون أدنى شك؛ لأنه يحتاج إلى تيار كهربائي، وإنترنت بسرعة عالية، كي يتم رفع الحلقات في وقتها، بجانب البقاء متصلاً بالشبكة طوال اليوم، في انتظار ردود الطالبات، والرد عليهم دون تأخير".

وفي مقابلة مع المواطن نضال أبو سمعان تحدّث عن صعوبة التعليم الالكتروني بالنسبة لأبنائه الأربعة، مبيّناً أن عدم توفر الانترنت والكهرباء بشكل دائم يعد عائقاً حقيقياً.

وأكد أبو سمعان أن "اختلاف مستويات الأبناء التعليمية يشكل حالة إرهاق كبيرة للأبوين في حال التعليم عن بعد، بينما في التعليم الوجاهي تكون العملية تكاملية بين المدرسة والأسرة".

وفي حديث مع الأستاذ، محمد الحطاب، المختص بالشأن التعليمي، قال " أن وزارة التربية والتعليم تقوم بجهد جيد خلال فترة التعليم الالكتروني، ولا نغفل أيضاً عن جهود وكالة الغوث وأشار بأنه قد تكون وكالة الغوث امتازت عن الوزارة بتزويد البطاقات التعليمية للطلبة ومطالبتهم بمتابعتها".

وتابع الحطاب في حديثه لـ "لفلسطين اليوم"، بأن الوزارة تواجه العديد من المشاكل، "كعدم تعاون الطواقم التعليمية بدرجة عالية، وثقافة المعلمين واهتمامهم بهذا الموضوع ليس كما يجب.

وأوضح قد تكون نسبة تعاونهم مقبولة إلى جيدة، وأكد بأنه قد ترتفع درجة التفاعلية في المستقبل القريب، وستتلاشى هذه المعوقات مع استمرار التجربة.

وأشار بأن الوزارة جزء من المجتمع، وهي تعمل على مواجهة جميع المشاكل وتجاوزها بالتدريج، بما أنها تجربة جديدة لدى المعلمين.

وعن نتائج الطلبة المتوقعة في نهاية العام، قال: " الترفيع الآلي من قبل كانت نسبة النجاح تكاد تصل إلى نسبة 100%، وكانت نسبة الرسوب 5%، وبالتالي أعتقد سيتم اعتبار عنصر الغياب بشكل كبير، أو عدم التفاعل على الصفحات الالكترونية كعنصر أساسي للتقييم".

وأوضح أن الشكل الطبيعي لنتائج المراحل الأولى الدراسية، تكون بنسبة فوق 95%، نظراً للترفيع الآلي المعمول به منذ سنوات.

وأوضح وكيل وزارة التربية والتعليم بغزة ، زياد ثابت، أن التعليم عن بعد لا يعد بديلاً عن التعليم الوجاهي طالما لم يتمكن جميع الطلبة من الوصول إليه بسهولة ويسر، وأوضح أن " الوزارة ستعكف على تطوير كفاءة المعلمين في التعليم عن بعد، والمستقبل القريب سيجبر الجميع على هذا النوع من التعليم، وينبغي نشر ثقافة الالكتروني في المدرسة والبيت والمجتمع، وأهمية التدرج في توظيفه بما يتوافق مع إمكانات الوزارة وأولياء الأمور".

في حين أوضحت وزارة التربية والتعليم في اجتماعها الذي عُقد يوم الأحد الموافق السادس من ديسمبر  اعتمادها نتائج الفصل الأول من العام الدراسي الماضي في منح الشهادات للطلبة من دون إجراء الامتحانات النهائية، بعد تعذر التحاقهم بمدارسهم في الفصل الدراسي الثاني بسبب تفشي فايروس كورونا.

وأمام الواقع الذي فرضته جائحة كورونا وشكوى الأهالي من التعليم الالكتروني، يبقى التفاعل في التعليم الالكتروني هو الطريقة المثلى لاستفادة الطالب، لحين انتهاء الازمة وعودة الامور الى سابق عهدها.